عيد المنعم بدوي
ثرثره فوق النيل .. واحده من الروايات الفذه للأديب العالمى نجيب محفوظ ، والتى أشادت بها اللجنه السويديه التى منحته جائزة نوبل .
 
تحكى الروايه عن مجموعه من المثقفين الذين يمارسون عملهم فى الصباح ، ثم يلتقون فى المساء فى عوامه على النيل لكى يتعاطوا المخدرات هروبا من السياسه ، هم يرون أن قدراتهم وإمكانياتهم مهدره ومعطله ، ولايستفيد منها الوطن حيث يقفون موقف المتفرج من الأحداث الجاريه ، وسفينة الوطن سائره دون حاجه إالى رأيهم أو معاونتهم ... فلا داعى من السياسه ووجع الدماغ ، والتعرض للمضايقات ، وتشويه السمعه ، ومصادرة الأموال والأرزاق ، أو الإعتقال والسجن أو الإعدام .
 
لذلك هم يتعاطون المخدرات ليغيب العقل ، فيتحول كل شيىء إلى عبث لامعنى له ، لقد تحولوا من كائنات فعاله إلى كائنات سلبيه ، من كائنات موجوده مشاركه إلى كائنات مسلوبه الشجاعه والأحساس بالكرامه والأحساس بالأمان .
 
المناسبه 
قرارات أعتقال المحامى زياد العليمى ومجموعه من المعارضين الأخرين ، وما يتعرض له المعارضين المصريين عموما من قبل السلطات المصريه... دفعت فعلا ، وسوف تدفع الكثيرين منهم الى الأنسحاب من العمل السياسى والوقوف فى موقف المتفرج .
 
إن تقاطع الروابط بين المواطن ووطنه ، سوف يفقده إنتماءه ، ويهرب من مسئولياته ، وتكون النتيجه المؤكده ــ كارثة بشعه لايعلم مداها إلا الله ــ مثلما أشارت به الروايه عن كارثة 1967 ، نتيجه لسلبيه المواطنين .
 
وأود فى هذه المناسبه أن أشير إلى أنه عندما أستل ( بطرس ) سيفه ليدافع عن المسيح عليه السلام ، حين جاء بعض الجنود الرومان لإعتقاله ، قال له المسيح :
 
" إغمد سيفك يابطرس فإنه مكتوب : " من أخذ الناس بالسيف ... بالسيف هلك "