فى مثل هذا اليوم 24 يونيو 1839م..

سامح جميل

ابراهيم باشا ينتصر فى موقعة نصيبين "نسيب"..ويقتل 45 الف جندى من الجيش التركى جيش الخلافة العثمانية ..
 
موقعة نصبيين تعد واحدة من المعارك العسكرية الكبرى التى خاضها الجيش المصرى فى القرن التاسع عشر..
 
وحسب كتاب "الفرعون الاخير للفرنسى ..محمد على".."جيلبرت سينويه "..ف"انه بعد يوم واحد من هذه المعركة ..ستكون لمواقف الدول الاوروبية الغربية نتائج غير محسوبة على مصير مصر والامبراطورية العثمانية او على مصير الغرب "..
 
والقصة تبدأ من رسالة بعث بها ابراهيم باشا فى منتصف مايو 1839 من حيث هو متواجد فى الشام الى والده الباشا الكبير المتواجد فى القاهرة عن تقدم الجيش العثمانى فى اتجاه حلب..ويقول فيها"الاتراك سيتقدمون غدا وسيسيئون معاملة شيوخ القرى الذين سيجبرون على اخلائها ومن شأن هذا النهج ان يخلق تمردا فى المحافظات الموجودة تحت سلطاتنا ..ومنعا لارجاع بدء الحرب لنا فانى لن اقوم باى شىء قبل ان احصل على ردكم على هذه الرسالة"..
 
ويرد الباشا الكبير على الباشا الابن ..."لقد تجاوز خصومنا كل الحدود ..واذا ما برهنا على مزيد من الصبر لن نتمكن من ايقافهم لانهم سيحدثون الفوضى شيئا فشيئا..فمع وصول هذه الرسالة هاحموا القوات التى اقتحمت اراضينا وبعد ان تطردوها توجهوا الى جيشهم الكبير الذى ستواجهونه فى الحرب ..واذا ما حالفنا الحظ بعون الله دون اختراق خليج مضيق كولك غاز اقصدوا مالاطيا مباشرة وكاربون واورفا وديار بكر "..
 
هكذا التوجيه الاستراتيجى من "الباشا الكبير"..الى "الباشا الابن"..
 
وفيما كان الافق يبشر بمعركة كبرى كانت فرنسا تبذل جهودها من اجل نزع فتيل الازمة ..ولكنها فشلت ..
 
واخيرا وقف الجيشان وجها لوجه فى صباح يوم 24يونيو 1839 فى سهل نصيبين ورغم التفوق العددى للجيش العثمانى الا انه سليمان باشا مر على رؤساء الالويى المصرية التى يقودها ويقول لهم "ايها السادة سنلتقى بعد ثلاث ساعات فى خيمة حافظ باشا(قائد الجيش التركى"..ونشرب القهوة بها"..
 
والمدهش انه بعد ساعتين بالضبط ..تحققت نبؤة سليمان باشا الفرنساوى او الكولونيل سيف او مساعد ابراهيم باشا العسكرى فى المعركة حيث دخل جميع قيادات الجيش المصرى خيمة حافظ باشا التى كانت مثل قصر ومزينة كبهو امبراطور..
 
وعند نهاية القتال ترك الجيش التركى ازيد من مائة مدفع فى ساحة المعركة ..واختلفت الارقام بخصوص خسائر الارواح وتشير متوسط التقديرات الى قتل 45 الف جندى عثمانى 8500 اسير ..اما فى الجيش المصرى فحوالى 350 جندى قتيل و800 جريح ....
.
ذلك هو الجيش المصرى بقيادة "الباشا الابن" للعبقرى "الباشا الكبير"..!!