د. نجيب جبرائيل

لم اكن اتصور ان وفاة الرئيس المعزول / محمد مرسى داخل قفص الاتهام بمحكمة جنايات القاهرة الاسبوع الماضى عقب سماع القاضى له وبعد رفع الجلسة مباشرة لم اكن اتصور ان وفاتة قد تظهر غيلان كانت مقهورة ومكتومة تحت الارض كانت وما زالت هذه الكائنات تسرى فى تفاصيل الدولة المصرية بل كانت ومازالت تتبوأ مراكز كبيرة وقيادية فى اجهزة ومصالح الدولة المصرية ونتعامل معها ونحن لا ندرى شيئا كنا ومازلنا نأخذ التعليم من افواههم والصحن من ايديهم والغذاء من قراراتهم ويمكن ايضا القول بأن يتواجد فى اجهزة الامنية من بعضهم يتظاهرون بحمايتنا والمدير او وكيل الوزارة الذى يتحكم فى وضع المناهج او وضع خطط العمل لم يكشف عن هؤلاء الا بعد وفاة مرسى .
 
لقد ذكرت لى امس احد المعلمات بأحدى مدارس مصر الجديدة وهو حى راقى ذكرت انه عند سماع وفاة محمد مرسى سيطر الوجوم والحزن والاسى على معظم مدرسات ومدرسى المدرسة ولم يكن يطيقوا النظر فى وجهها وعلى فكرة هذا الموضوع سمعتة فى اكثر من مصلحة حكومية بل هناك جيران بجوارك رفضوا حتى كلمة صباح الخير فى هذا اليوم يوم وفاة محمد مرسى اليس غريبا ما سمعناه وشاهدناه ابان افتتاح بطولة كأس الامم الافريقية وتحديدا الدقيقة 21 من الشوط الاول حينما هتف كثيرين من الحاضرين لصالح اللاعب محمد ابو تريكة ومعروف ميول هذا اللاعب الاخوانى بل هو الذى كتب تغريدة حزنا على محمد مرسى .
 
اذا كان هذا فى القاهرة والاسكندرية فما بالك بمدن وقرى الصعيد التى كانت سببا فى انجاح محمد مرسى فى الانتخابات التى اطلق عليها الانتخابات الشرعية من قبل جماعة الاخوان .
 
لقد ناديت وطالبت عقب ثورة 30 يونية العظيمة وازاحة كابوس الاخوان ان يقوم الرئيس السيسى بعد تولية المسئولية بتشكيل لجنة عليا تضم من المخابرات 
العامة والامن القومى والمخابرات الحربية والأمين العام والرقابة الادارية لفحص جميع التعينات التى تمت فى عهد المعزول محمد مرسى ابتداء من رتبة مدير عام فيما فوق ذلكم الذى يتحكمون فى مصائرنا .
 
لعل ما كشف عنه موت محمد مرسى الاسبوع الماضى من وجود خلايا ليست نائمة وانما هى مستيقظة تماما للعمل ضد الدولة وضد القيادة السياسية وتخريب النهضة الرائعة التى تحدث اليوم فى مصر والتشكيك فيها لعل حدث وفاة محمد مرسى يستوجب اعادة النظر فى قرار اصدر هذه اللجنة فورا .
 
نحن نحارب داعش على حدود البلاد وللأسف تمتلأ جوانبنا ومداخلنا ومخارجنا ومفاصلنا من دواعش لكن غير ملثمين او مسلحين وانما يعيشون بيننا ويأكلون معنا فى طبق واحد ويخوننا بفكر متفخخ فيهم الاخطر من دواعش سيناء او حدود ليبيا او السودان .
 
وانما قبل ان اختم حديثى ان ذلك كلمة لا يمكن ان ذلك كله لا يمكن ان تلقيه على الدولة وانما يجب على كل واحد فينا وهو واجب وطنى ان يبلغ عن اى اخوانى مستتر او مكشوف يساعد او يمول او يخرب او يشكك فى بناء مصر العظيمة وان يقوم بالابلاغ الى الاجهزة المعنية والابلاغ حق مكفول دستوريا .