Oliver كتبها
الإيمان بالله و أقانيمه شرط لإرضاءه هذا إعلان واضح من الروح القدس .
 
بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه لأنه يجب أن الذى يأتي إلي الله يؤمن بأنه موجود و بأنه يجازي الذين يطلبونه عب11: 6 أما اللاطائفي فهو لا يعتد بالإيمان.
 
هو يتنقل من هنا إلي هناك دون ثوابت إيمانية.لأنه لو كانت لديه ثوابت إيمانية لعرف في أي أرض يقف و مع أي عقيدة يتفق أما لكونه لا إيمان له فهو يتماهى مع كل الألوان و الأطياف.بحجة المحبة مع أن المحبة و الإيمان معاً شرطان للخلاص و واحدة منهما لا تكفي وحدها.
 
من حق المسيحي أن يبغض التعليم المنحرف و لكن لا يبغض الذى يعتنق هذا التعليم المنحرف.نبغض الخطية لا الخاطئ.كما يقول الرب هكَذَا عِنْدَكَ أَنْتَ أَيْضًا قَوْمٌ مُتَمَسِّكُونَ بِتَعْلِيمِ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّذِي أُبْغِضُهُ رؤ2: 15.
 
الله أبغض تعليم النيقولاويين لكنه لم يبغض النيقولاويين أنفسهم.من حق الكنيسة أن تفرز التعليم القويم من التعليم المخالف و تعلم المؤمنين بالإيمان المسلم كما في الإنجيل لكن أن يسلب أحد حق الكنيسة و يوزع إتهاماته بلا مناقشة لأنه يفهم الأمور حسب ظنونه بحجة الدفاع عن الإيمان فهذا مخالف أيضاً.
 
حين نتكلم عن الإيمان لا نقصد الكهنوت.لا يحق لكاهن أن يحكم علي شخص مبتدع بل تعقد له مجلساً من مؤهلين من كل رتب الكنيسة للمناقشة و تبين ما يؤمن به و يعلم.في الإيمان تعد الكنيسة سلطة جماعية مستمدة من الله أما الفرد وحده فلا سلطة له علي إيمان غيره لكن يمكنه أن يصحح غيره بلا تسلط إن كان مؤهلاً.لهذا كانت تعقد المجامع لمناقشة المنحرفين في إيمانهم و لا تحسم بسلطان الكهنوت وحده.إبن المسيح المؤمن الحق يقدم ما تؤمن به الكنيسة دون أحكام يبنيها من ذاته.
 
سلطة الفرد مخادعة لذلك كان الحكم علي جميع الهراطقة حكماً جماعياً من ممثلى الكنائس و ليس مجرد مجموعة أفراد في أحد المواقع أو أولئك الذين يعتبرون أنفسهم حماة الإيمان و كأن بقية الشعب يفرط في إيمانه .
 
الكنيسة كلها بكل الشعب هي حامية الإيمان و ليست فئة منتقاة منها.
 
الله لم يبدأ كتابه المقدس بوصية المحبة.بل بدأها بإعلان شخصه المبارك كإله وحيد موجود و كخالق ثم تقديم أقنوم الإبن المخلص الذي يسحق رأس الحية. مع عمل الروح القدس المحيي الذى يرف علي وجه الغمر..هكذا أيضاً إنجيل يوحنا بدأ الله حديثه عن أقانيمه و إعلان شخص المسيح و طبيعته و عمله الخلاصى..ثم جاءت الوصايا بعد ذلك لتعليم البشر ليكونوا علي صورة الله و مثاله.
 
أي بدأ الله بتقديم ما يجب أن نؤمن به ثم بدأ بتعليم ما يجب أن نعيشه .
 
لا يمكن تجاهل هذا الترتيب.الإيمان بداية ثم المحبة ثبات في الله الذى نؤمن به.من يدعي أن المحبة تحل محل الإيمان أو أن الإيمان بديلاً للمحبة هو غافل عن فكر الله.
 
تجاهل الإيمان بإدعاء أن المحبة كافية هو زيف و الإيمان بغير محبة هو إيمان الشياطين وحدهم.لهذا لما باعا حنانيا و سفيرة أملاكهما و إختلسا منها و قالا كذباً أن هذا كل ما باعا به كان يبدو أنها محبة لكن بدون إيمان أن الروح القدس كاشف الكل فلما كذبا علي الروح القدس ماتا في الحال.أع5 :1. من لا يعرف الله لا يحبه.
 
الخدعة الكبرى ان يسمي إنسان نفسه أنه لا طائفي و ينتمي إلي من يتفق معه مكوناً فرقة جديدة تسمي اللاطائفين.فيكون ضمن طائفة تتفق في مبدأها و تختلف في كل شيء و تسمي نفسها لا طائفية بينما هي واقعياً طائفة و مذهباً.لكنها مذهب فكري و ليس إنجيلى.تماماً كالفلسفة.هذا لا يتفق مع وصية الرب يسوع. 
 
اللاطائفي شخص يري أنه حر فيما يعتقده دون إطار يحكمه.كل لاطائفي يريد أن يبدأ من الصفر فيرفض أن يتسلم الإيمان الذى تسلمه التلاميذ القديسون من الرب يسوع بالكلام و بالفعل و القدوة.اللاطائفى يريد أن يصنع إيمانه بنفسه ينتقي ما يشاء و يرفض ما يشاء.يتناسي أنه يوجدالإيمان المسلم مرة للقديسين يهوذا 1: 3.هذا الإيمان المسلم الذي يصل إلينا عبر الكنيسة هو تسليم إلهي و إيمان إلهي و ليس إنتقاء من هوي الإنسان.هذا هو الإنجيل الحى الذى نتسلمه و نسلمه من جيل إلي جيل.
 
اللاطائفي يخلط بين التمسك بالإيمان و التعصب.يفترض أن كل من يتمسك بإيمانه هو شخص متعصب بينما التمسك بالإيمان وصية إنجيلية فالتمسك ببداية الإيمان أي بالإيمان الأول الذي تسلمه الآباء الرسل هو كلام روح الله.2 تي 1: 13 –عب3: 14 –عب4: 14-عب10: 23 رؤ2: 25 رؤ3: 11. التمسك بالإيمان شرط للإيمان أما التعصب فهو إنغلاق و خطية و رفض الآخر.
 
الإيمان المستقيم محبة مستقيمة لا تنبذ الغير لكنها لا تفرط في الإيمان مطلقاً..اللاطائفي يدعي أنه لاطائفي لكي لا يكون متعصباً و محباً و مراضياً للجميع بينما أن الذي يتمسك بالإيمان يحب الجميع أيضاً لأن الذي أوصي بالمحبة هو الذي أوصي بالتمسك بالإيمان.الذى جعل المحبة شرط للملكوت هو بذاته الذي إشترط الولادة الثانية و الإيمان بالثالوث و سلم الكنيسة الأسرار المقدسة لنعيشها و نتمسك بكل ما في الكتاب شرطاً مماثلاً للخلاص.فكيف نتمسك بواحدة و نهمل الأخري.
 
هنا يجب أن نلتفت إلي المتعصبين و نقول : توقفوا عن تعصبكم و تمسكوا بالإيمان في وداعة لئلا تعثروا البسطاء فتكونوا تحت النير.تقديم الإيمان بلغة المسيح الوديع تؤثر في القلوب أكثر من لغة التهجم و التهكم.