سامح جميل

فى مثل هذا اليوم 21 يونيو 1930م..
فيامر رئيسه ويصا واصف بفتح البرلمان عنوة ..ويعيش بعدا مشهورا عنه انه "محطم السلاسل"..
 
كان ويصا واصف وكيلاً لمجلس النواب فى حياة سعد زغلول ورئيساً له فى حياة مصطفى النحاس، وجلس على المقعد الذى جلس عليه أحمد مظلوم باشا وسعد زغلول ومصطفى النحاس ومحمد توفيق باشا وأحمد ماهر باشا وبهى الدين بركات وعبدالسلام فهمى جمعة ومحمد حامد جودة، وفى عهد وزارة النحاس الثانية من أول يناير 1930 إلى 19يونيو 1930،
 
 كان ويصا رئيسا لمجلس النواب ووقع خلاف دستورى بين الملك فؤاد والنحاس وفى مجلس النواب طرح هذا الخلاف للمناقشة، ووقف النائب عباس محمود العقاد يقول بصوته الجهورى يقول تسحق أكبر رأس فى البلد إذا اعتدت على الدستور ولم يحاول رئيس البرلمان أن يمنع المناقشة أو ينتقل لجدول الأعمال كما اعتدنا فى مثل هذه المواقف، أو أن ينصح العقاد بأن يخفف من وقع عباراته فأقال الملك فؤاد حكومة النحاس وكلف اسماعيل صدقى باشا بتشكيل حكومة جديدة حاولت ضم ويصا واصف، لكنه رفض رفضاً قاطعاً فعادوا يطلبون منه أن يضع حداً لمثل هذه المناقشات الساخنة التى تطال شخصيات مهمة فى البلد والتى أدت لإقالة وزارة النحاس فأبى وأصر على رفضه فأصدر الملك قراراً بتعطيل الحياة البرلمانية إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً.
 
وفى التاسع عشر من يونيو سنة 1930 جاء ثعلب السياسة المصرية إسماعيل صدقى باشا على رأس الوزارة وشرع فى التنكيل السياسى بخصومه وعلى رأسهم النحاس وأعوانه من الوفديين وبدأ هذه الممارسات بتعطيل الحياة البرلمانية وأجل انعقاد البرلمان بدءاً من 21 يونيو على مدى شهر ..فانفجرت المظاهرات فى غير مكان من العاصمة وسارعت بريطانيا بإرسال بارجتين عسكريتين إلى شواطئ الإسكندرية وسرعان ما دفع صدقى بقوات الأمن لقمع هذه المظاهرات ثم أغلق كل الشوارع المؤدية إلى البرلمان وأغلق أبواب البرلمان بالسلاسل فإذا بمصطفى النحاس باشا يقتحم الحصار بسيارته وفى أثره نواب البرلمان حتى وصلوا للبرلمان، وقرر جميعهم تكسير السلاسل واقتحام البرلمان بالقوة ولكن مصطفى النحاس رفض بحزم،
 
وقال هذا ليس من صلاحياتنا وإنما من صلاحيات رئيس البرلمان فهو وحده صاحب الحق فى أن يقوم بهذا، وصاحب الحق فى أن يأمر الحراس بفعل هذا فتقدم رئيس مجلس النواب– آنذاك- ويصا واصف وأمر الحراس بتحطيم السلاسل وفتح الأبواب ففعلوا.
 
ومضى الموكب إلى داخل البرلمان يتقدمهم ويصا واصف وكانت مظاهرة رائعة وتحدث فيها مصطفى النحاس باعتباره نائباً عن دائرة سمنود فما كان من إسماعيل صدقى إلا أن استصدر مرسوماً بحل مجلس النواب إلى أن تجرى انتخابات لا يكون للوفد فيها الأغلبية ولتستمر حكومة صدقى حتى 4 يناير 1933م وليعود ويصا إلى العمل بالمحاماة أمام المحاكم المختلطة إلى أن توفى فى عام 1931م، ومضى المشيعون لجثمانه يهتفون فى الجنازة قائلين: «لن ننساك ياويصا لن ننساك يامحطم السلاسل»....!!