سليمان شفيق
حمي الله السيسي من مؤيدية اما اعدائة فهو كفيل بهم

يدور صراع حاد علي الحدود الغربية في ليبيا ، وفي الجنوب بالسودان ، وهناك في المغرب ، ويتأهب الرئيس السيسي للسفر الي الولايات المتحدة الامريكية في لقاء هام وربما استرتيجي ، وتتحدث الصحافة ووسائل الاعلام الاجنبية حول ما يسمي "صفقة القرن" ، وسط حملة من اللافتات التي تخطي الشوارع والميادين من تجار واصحاب مقاهي ورجال أعمال ومهنيين ، يدعون الناس لشعارات مثل "كن ايجابيا" ، "شارك" ، ويقوم بعض المسئولين بالاشراف علي ذلك ، وكأن شئ لم يحدث لا في ليبيا ولا في السودان ولا الجزائر ، بالطبع كان يمكن ان يكون ذلك دليل علي الاستقرار والحيوية السياسية ، ولكن علي العكس تماما ان دل ما يحدث علي شئ فهو يدل علي أن هناك استعادة شبة كاملة ل "الانتهازية السياسية " التي كانت تحدث قبل ثورتي 25 يناير و30 يونيو ، والفضائيات المصرية لا تتحدث سوي عن التعديلات الدستورية  التي حدثت في فرنسا وامريكا في صيغة دفاعية تؤكد عكس ما يراد .

والاحزاب التي تدعي انها تمثل الرئيس تدفع عبر المسئولين عنها من قبل الاجهزة التجمعات المهنية والعمالية والدينية التي مساعدة الناخبين للاستعداد بشتي الطرق التي كانت تحدث في عهود سابقة .

واقتصرت المؤتمرات والندوات حول التعديلات دون اي محاولة لمساعدة الشعب لمعرفة الحياة الدستورية ، وهكذا لا المؤيدين مدركين لما يحدث سوي القيام بمساندة الاجهزة المسئولة عن القوائم الانتخابية لمجلسي النواب والشيوخ القادم او للمحليات القادمة او لتعيين العمد والمشايخ في القري الخ ، ولا المعارضين استغلوا المشهد لتقديم رؤية المعارضة للحياة الدستورية .

مصر تمر بمرحلة انتقالية خطيرة ، كنت اتمني ان نؤكد علي اننا من 25 يناير وحتي الان مررنا بظروف صعبة جعلت المجلس العسكري السابق يلغي دستور 1971 ويكلف فقهاء دستوريين مثل طارق البشري قريب الصلة من الاخوان بعمل الاعلان الدستوري في 19 مارس والذي انتهي بما سمي "غزوة الصناديق " والذي مهد لانقضاض الاخوان علي الحكم ، وبعدها قام الاخوان بعمل دستور مسلوق وهو دستور 2012 الذي انسحب من جمعيتة العمومية الكنائس المصرية والقوي المدنية ، ثم الاعلان المشئوم للرئيس الاسبق المجرم مرسي ، ثم قيام ثورة 30 يونيو ورد الفعل الدولي ضدنا والذي اضطررنا الي عمل خارطة الطريق وعمل دستور 2014 ، والذي وضع من قبل افاضل بعضهم من وضعنا في مأزق التعديلات الان لانهم قدموا دستور لدولة برلمانية وهي بالتأكيد دولة رئاسية ، وبالطبع يعود ذلك الي ان رئيس لجنة الخمسين كان يتصور انة سيكون رئيس البرلمان ؟!!

هكذا كنت اتمني ان ندعوا لدستور جديد ، لان هذة التعديلات لن تكون الاخيرة ، الامر الذي يجعل المشهد مجرد احداث اجرائية ، وعلاج لمرض مستعصي بالمسكنات بدلا من الجراحة ومن ثم يصبح الامر يثير الدهشة ، بل ويطرح الكثير من علامات الاستفهام حول مصالح السياسيين التي يستعدون لدخول القوائم الرسمية ويستغلون الدعوي او معارضة التعديلات لاسباب انتخابية لا تمت للحياة الدستورية بصلة  .

المؤيدون والمعارضون يكررون ما كان يحدث في الحقبة المباركية ، ولا جديد ، وبالطبع حتي الان لم تتم مناقشات جادة لا علي الحياة الدستورية ، ولا حول أهمية الدستور في حياة الشعب والعقد الاجتماعي ، ومصرتمر بمرحلة حرجة ، والخطر علي الحدود غربا وجنوبا ، والرئيس يتأهب لزيارة هامة جدا للولايات المتحدة الامريكية ، ونتنياهو يتحرش بالفلسطينين ، حمي الله الرئيس عبد الفتاح السيسي من مؤيدية اما اعدائة فهو كفيل بهم .