1865مثل فى اليوم 13 يونيو م
سامح جميل
ميلاد ويليام بتلر ييتس، شاعر أيرلندي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1923.
 
ويليام بتلر ييتس ( William Butler Yeats) (مواليد 13 يونيو 1865 في دبلن - 28 يناير 1939) شاعر إنجليزي وكاتب مسرحي ومدير مسرح، وشخصية وطنية، وعضو مجلس العموم البريطاني، كان مؤمنا بالاشباح والجنيات والسحر.
 
افراد عائلته كانوا ينادونه (ويلي) لكن الآخرين كانوا ينادونه (ويليام بتلر) وهو الأكبر بين ستة اطفال. وكانت الاقرب إليه من هؤلاء الاطفال اخته سوزان وكانوا ينادونها (ليلي) وتصغره بعام واحد واختهما الأخرى التي تصغرها بعام والتي كان اسمها اليزابيث لكنهم كانوا ينادونها (لولي) الثلاثة كانوا شديدي الولع الفني كبروا ليؤسسوا (مشاغل دون ايمر) وهو مصنع كبير ومعروف للمطرزات والرسم, وقد قامت الفتاتان بإصدار العديد من طبعات كتب اخيهما.
اما الأخ الأصغر واسمه جاك مولود عام 1871 فقد كان مستقلا عنهم، طيب الاخلاق, وموهوب للغاية نشأ واحدا من اعظم رسامي أيرلندا.
 
الدهم جون بتلر ييتس كان شخصية قوية ويمتلك ولعا كبيرا باطفاله وغالبا ما كان يقرأ لهم الشعر والقصص من اعمال جوسر وشكسبير والسير والتر سكوت وآخرين غيرهم، وكان يعمل محاميا, لكنه سرعان ما قرر ان يكون فنانا، فالتحق بمدرسة للفنون وأصبح واحدا من الرسامين المعروفين.
 
سوزان بولاكسفين، الام، كانت هادئة ومنسحبة تنتمي إلى عائلة تعمل بالشحن البحري في مدينة سليغو. تميل دائما إلى الانطواء، وقد تأثرت بعمق بموت ابنها روبرت عام 1873 وكان في الثالثة من العمر, وسقطت تحت وطأة قنوط لم تشف منه ابدا، قبل وفاة روبرت بفترة ادعت انها سمعت نداء ارواح الموت التي كانت نبؤة على فقدان شخص محبوب من اهل بيتها حسب المعتقد الأيرلندي.
 
عندما كان ييتس في الثانية من العمر انتقلت العائلة إلى لندن، وكانوا يعودون إلى سليغو في الصيف فقط, ولكن ما بين عمر السابعة والتاسعة عاش ييتس في سليغو مع امه في قصر مارفل بيت جده لآمه. والدها يمتلك قافلة من السفن التجارية, كان ييتس يرقبها في النهر حين تبحر من وإلى انكلترا.
 
وكمؤمن بحزم بالاشباح والجنيات ادعى ييتس انه شاهد أول شبح في حياته عندما كان في بيت جده في مارفل, ففي أيرلندا خلال تلك الفترة كان العديد من الناس يؤمنون وبلا أدنى ريب بالارواح الخارقة للطبيعة، وكان هناك حديث كثير عن هذا الموضوع بين الخدم العاملين في قصر مارفل, ولم يكن الحديث عن جنيات من النوع المحبب الذي قد نشاهده في السينما لكنه غالبا ما يكون معذبا وخطرا... تماما مثلما يمكن أن نقرأه عند ييتس في قصيدة الطفل المسروق المستندة إلى أسطورة شعبية تقول ان الجنيات من الممكن ان يختطفن الناس ويجبروهم على البقاء معهم.
 
اما قصيدة في ضيافة الجن فان شاعرنا تخيل عددا كبيرا من الجان يمتطون ظهور الخيل ويطوفون البلاد.
 
كان هناك حصان سيسي (قزم) في قصر مارفل وعدد من الكلاب استخدمهم الاطفال لمطاردة الارانب. وكطفل فان ييتس كان يملك حرصا طبيعيا على جمع الحشرات مثل العثة والفراشات والخنافس حيث كان يجمعها في قناني زجاجية. وكان يذهب مع خاله للابحار على الساحل القريب, أو لصيد السمك من الأنهار القريبة.
 
عندما صار شابا كان يمشي بعض الأحيان في اطراف سليغو ويمضي بعض الليالي في كهف بالغابة, حبه لهذه الأماكن يرد في الكثير من شعره, وغالبا ما يذكر أسماء هذه الأماكن مثل:بن بيلبو, كونكناريا, سليث وود, غلينكار, دوناي.
 
لم يكن ييتس طالبا مميزا من الناحية العملية في المدرسة – كانت له صعوبات كبيرة في القراءة على سبيل المثال لكنه بدا كتابة الشعر في حوالي عمر الخامسة عشرة, قصائده الأولى كانت عن الساحرات وفرسان العصور الوسطى الذين يلبسون الدروع, ولم تكن هذه القصائد عالية الجودة, لكن شعره بدأ بالتحسن عندما صار يكتب عن الاساطير والخرافات الأيرلندية, كتلك التي كتبها عن البطل المدعو كوجولاين الذي قيل ان له قدرات بشرية خارقة.
 
عام 1923 حاز ييتس على جائزة نوبل في الادب، وواصل الكتابة حتى موته عام 1939 عن عمر ثلاثة وسبعين سنة, كان وقتها يعيش جنوب فرنسا حيث امضى سنوات طويلة من عمره هناك جزئيا بسبب وضعه الصحي. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية نقل جثمانه إلى أيرلندا ودفن في كنيسة درومكليف قرب مدينة سليغو!!