كتب – روماني صبري 
 
هنري كيسنجر، كان وزيرا للخارجية  في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون ..برز اسمه في حقبة السبعينات من القرن الماضي ، وصنف على انه من أذكى السياسيين المعاصرين حتى أطلق عليه السياسي الذكي وعميد الدبلوماسية الأميركية ..فهو الرجل الذي نجح في إقناع الرئيس الراحل محمد أنور السادات في إنهاء التحالف مع الاتحاد السوفيتي بعد حرب 1973 واستبداله بالتحالف مع بلاده الولايات المتحدة الأمريكية ، حتى رأت بلاده أن قرار السادات بالتحالف معها بالنسبة لروسيا كما يقول المثل - بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير .
البداية 
 
ولد هنري ألفريد كيسنجر في عام 1923 بفورت بافاريا جمهورية فايمار ألمانيا ، وكان والده يهوديا يعمل في مجال التعليم ، في عام 1938 هرب مع عائلته من ألمانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، خوفا من النازيين الألمان الذين كانوا يقتلون اليهود وقتها بلا شفقة .
 
الاستقرار والجنسية 
 
وبعد أن استقرت عائلته في الولايات المتحدة ، التحق كيسنجر  بمعهد جورج واشنطن في نيويورك ، وحصل على الجنسية الأميركية عام 1948 ، وفي العام نفسه التحق بالجيش الأمريكي.
 
المناصب 
 
تقلد كيسنجر الكثير من المناصب ، حيث شغل منصب وزير الخارجية الأمريكية من 1973 إلى 1977 في عهد الرئيس جيرالد فورد، وقبلها كان مستشارا للأمن القومي في حكومة الرئيس ريتشارد نيكسون ، كما عينه الرئيس رونالد ريجان في عام 1983 رئيسا للهيئة الفيدرالية التي تم تشكيلها لتطوير السياسة الأميركية تجاه أميركا الوسطى ، وفي النهاية عينه الرئيس جورج بوش (الابن) ب رئيسا للجنة المسؤولة عن التحقيق في أسباب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001
 
سياساته 
 
كان لكيسنجر دورا بارزا في سياسة انفتاح الولايات المتحدة على الصين ، وطوال فترة عمله بالسياسة وكان حريص على زيارة البلاد العربية وإسرائيل وفلسطين .
 
ولا ينسى التاريخ دوره في اتفاقية "كامب ديفيد"، التي تمت بين مصر وإسرائيل عقب حرب 1973 ، حيث اقنع السادات بأن الصلح مع إسرائيل سيجنب البلدين نيران الصراع والحروب . 
 
 كذلك كان له دورا كبيرا في إنهاء حرب الولايات المتحدة مع فيتنام ، إضافة إلى محاولاته الكثيرة في إنهاء الصراع العربي 
 
تصريحات مثيرة للجدل 
 
أجرت معه جريدة "ديلي سكيب الأمريكية"، حوار صرح خلاله :" إن الحرب العالمية الثالثة أصبحت على الأبواب، وإيران ستكون هي ضربة البداية في تلك الحرب، التي سيكون على إسرائيل خلالها أن تقتل أكبر عدد ممكن من العرب وتحتل نصف الشرق الأوسط.
 
وتابع ، لقد أبلغنا الجيش الأمريكي أننا مضطرون لاحتلال 7 دول في الشرق الأوسط نظرا لأهميتها الإستراتيجية لنا، خصوصاً أنها تحتوي على البترول وموارد اقتصادية أخرى ولم يبق إلا خطوة واحدة، وهي ضرب إيران. 
 
 
واستأنف ، عندما تتحرك الصين وروسيا من غفوتهما سيكون الانفجار الكبير.. والحرب الكبرى قد قامت، ولن تنتصر فيها سوى قوة واحدة هي إسرائيل وأمريكا ،  وسيكون على إسرائيل خلالها القتال بكل ما أوتيت من قوة وسلاح، لقتل أكبر عدد ممكن من العرب واحتلال نصف الشرق الأوسط، طبول الحرب تدق بالفعل في الشرق الأوسط، والأصم فقط هو من لا يسمعها .
 
 
أقواله 
 
لكيسنجر العديد من الأقوال المأثورة الشهيرة ومنها : 
 
الدبلوماسية: فن تقيد القوة.
السياسة الخارجية ليست عملاً تبشيرياً.
التاريخ لا يعرف أي مكان لاستراحة ولا هضاب.
في الأزمات ، الفصل الأكثر جرأة الأكثر أماناً في أغلب الأحيان.
الشعوب تحكم بالخبز، وليس بالسلاح.
تندلع الثورات لدى تضافر جملة متنوعة من ألوان الاستياء المختلفة غالبًا للانقضاض على نظام مطمئن البال لا يراوده أي شك، وكلما كان التحالف الثوري أوسع كانت القدرة على تدمير أنماط السلطة والمرجعية القائمتين أعظم. وكلما كان التغيير أوسع كسحاً، كان العنف المطلوب لإعادة بناء السلطة التي ستعرض المجتمع للتفكك في غيابها أكبر حجمًا.
إني أسلّمك أمة نائمة فالأمة الإسلامية تنام ولكن لا تموت فاستثمر ما استطعت نومها فإن استيقظت أعادت بسنوات ما سلب منها بقرون.
 
الجوائز 
 
 
حصل كيسنجر على جائزة نوبل للسلام عام 1973 ، وجائزة فرانسيس بوير عام 1981 ، نيشان الاستحقاق للجمهورية الإيطالية  رتبة الصليب الأعظم عام   1976.