سليمان شفيق 
تسود منطقتنا توترات وصدامات واحتمالات حرب ،في السودان تم تعليق التفاوض وفي الجزائر المظاهرات مستمرة ، والسعودية تتهم الحوثيين بشنق الحل السياسي وطهران تدعوا المجتمع الدولي لاعادة الاتفاق النووي ،نبدأ من السودان .
 
على خلفية قرار المجلس العسكري الحاكم في السودان تعليق المفاوضات لثلاثة أيام أعرب قادة حركة الاحتجاج في السودان الخميس عن مخاوفهم بشأن صحة نواياه بتسليم السلطة، فيما تعهدوا بمواصلة اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم
 
وتضمن بيان صدر عن قوى الحرية والتغيير الخميس "سيستمر اعتصامنا بالقيادة العامة وكافة ميادين الاعتصام في البلاد". وأضاف أن "تعليق التفاوض قرار مؤسف ولا يستوعب التطورات التي تمت فى هذا الملف"، وجاء بيان رئيس المجلس العسكري :البرهان إثر إطلاق نار مساء الأربعاء في محيط اعتصام المتظاهرين أمام القيادة العامة للجيش ما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح، بعد يومين من مقتل ستة أشخاص في المنطقة نفسها نتيجة إطلاق نار من مسلحين
 
تخوف وعدم ثقة في السودان إثر إعلان المجلس العسكري تعليق المفاوضات
 
ودعا الجنرال المتظاهرين إلى "إزالة المتاريس جميعها خارج محيط الاعتصام"، وفتح خط السكة الحديدية بين الخرطوم وبقية الولايات ووقف "التحرش بالقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة واستفزازها".
 
إزالة الحواجز
وأكد بيان أمس الخميس للحرية والتغيير أن "خطوط السكة الحديد مفتوحة منذ 26 أبريل وقبل أي طلبٍ، وقد قررنا مسبقا تحديد منطقة الاعتصام وقمنا بخطوات في ذلك وبذلك تنتفي كل مبررات وقف المفاوضات من طرف واحد
 
وشهدت حركة المرور في وسط العاصمة السودانية انفراجا بعد ما تم رفع الحواجز التي أغلقت طرقا حيوية عديدة بقلب الخرطوم، حسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية الخميس
 
وكان تجمع المهنيين قد طالب المعتصمين بالالتزام بخريطة الاعتصام الموضحة. وقال في بيانه إن "الالتزام بهذه الخريطة يقلل من إمكانية اختراق الثوار بأي عناصر مندسة ويسهل عمل لجان التأمين في السيطرة والتأمين".
 
وسيطر الهدوء مجددا على ساحة الاعتصام وشهدت هتافات مجموعات صغيرة من المعتصمين حيث لم تساعد حرارة الجو المرتفعة على احتشاد عدد كبير من المتظاهرين نهارا. 
 
وكان الفريق البرهان قد دافع بشدة في بيانه عن قوات الدعم السريع التي يتهمها المعتصمون بالاعتداء على المتظاهرين ومهاجمتهم. وقال إن قوات الدعم السريع "لعبت دورا مهما ومؤثّرا في أمن البلاد حربا وسلما.
 
وسجل مسار المباحثات تقدما مهما منذ الاثنين، وكان من المتوقع أن تتناول المباحثات الأخيرة تركيبة المجلس السيادي، إحدى المؤسسات الثلاث التي ستحكم البلاد خلال الفترة الانتقالية التي اتفق الطرفان على أن تكون مدتها ثلاث سنواتوتشمل المفاوضات إنشاء مؤسسات تتولى مسؤولية التحضير لنقل كل السلطات إلى سلطة مدنية
 
وسبق أن توصل الطرفان إلى اتفاق على تشكيل مجلس سيادي، حكومة، ومجلس تشريعي لإدارة المرحلة الانتقالية. وستكون الأشهر الستة الأولى مكرسة للتوصل إلى اتفاقات سلام مع الحركات المسلحة الانفصالية في غرب البلاد والجنوبوحددت هيكلية المجلس التشريعي أيضا، ومن المتوقع أن يضم 300 عضو، 67% من بينهم يختارهم تحالف قوى الحرية والتغيير. وتذهب بقية المقاعد إلى ممثلين لقوى سياسية خارج هذا التحالف.
 
الاحتجاجات مستمرة في الجزائر :
والي الجزائر احتشد آلاف المحتجين في العاصمة الجزائرية للجمعة الحادية عشرة على التوالي وطالبوا مجددا برحيل النخبة الحاكمة في البلاد بعد شهر من استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأجبر بوتفليقة يوم الثاني من أبريل على التنحي بعد أسابيع من المظاهرات، لينتهي حكمه الذي استمر 20 عاما، وواصل المتظاهرون الاحتجاجات الحاشدة كل جمعة مطالبين بالإطاحة بشخصيات أخرى من النخبة الحاكمة، والتي يعتبرونها امتدادا لبوتفليقة وحاشيته، ويدعو المحتجون إلى استقالة الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح الذي يتولى الرئاسة لمدة 90 يوما إلى غاية إجراء الانتخابات الرئاسية في الرابع من يوليو-تموز، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي الذي عينه بوتفليقة قبل أيام من تنحيه.
 
ولا يزال الجيش أقوى مؤسسة في الجزائر وظل يدير العملية السياسية من خلف الكواليس لعقود، ويواصل حاليا وبكل هدوء مراقبة الاحتجاجات السلمية إلى حد بعيد، والتي شهدت في بعض الأحيان مشاركة مئات الألاف
 
السعودية : الحوثيون يضعون حبل المشنقة علي الحلول السياسية :
أكد نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، أن الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الحوثيون «تضع حبل المشنقة على الجهود السياسية الحالية»
 
وقال الأمير خالد، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «ما قامت به الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من هجوم إرهابي على محطتي الضخ التابعتين لشركة أرامكو السعودية، يؤكد أنها ليست سوى أداة لتنفيذ أجندة إيران، وخدمة مشروعها التوسعي في المنطقة، لا لحماية المواطن اليمني كما تدعي".»
 
من جانبه، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، أن «الحوثي يؤكد يوماً بعد يوم أنه ينفذ الأجندة الإيرانية، ويبيع مقدرات الشعب اليمني وقراراته لمصلح إيران".
 
وكتب، على حسابه على «تويتر»: «الحوثي جزء لا يتجزأ من قوات الحرس الثوري الإيراني، ويأتمرون بأوامره، وأكد ذلك استهدافه منشآت في المملكة".
 
ايران : دعوة للمجتمع الدولي للتفاوض :
ثم الي ايران حيث زاراليوم الجمعة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ولدى وصوله إلى بكين،حث المجتمع الدولي و"أصدقاء" إيران على اتخاذ "خطوات ملموسة" لإنقاذ الاتفاق النووي، وتأتي زيارة ظريف إلى الصين في إطار أزمة خطيرة بين واشنطن وطهران، وقد رفض ظريف الخميس عرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب إجراء حوار لوضع حدّ لتصاعد التوترات التي يتقاذف البلدان مسؤوليتها.
 
وقال ظريف بحسب شريط مصوّر نشرته وزارة الخارجية الإيرانية "يجب أن تتمكن إيران من إقامة علاقات علاقات اقتصادية طبيعية إذا كان المجتمع الدولي والدول الأعضاء الأخرى (في الاتفاق) وكذلك أصدقاؤنا مثل الصين وروسيا يريدون الحفاظ على هذا الإنجاز، يجب التأكد عبر خطوات ملموسة من أن الإيرانيين يستفيدون من المزايا" التي نص عليها الاتفاق
 
والصين هي أحد مستوردي النفط الإيراني الرئيسيين. بعد زيارته اليابان، يُفترض أن يناقش ظريف مع نظيره الصيني وانغ يي مستقبل الاتفاق، الذي انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل أحادي منذ أكثر من عام
 
والحكومة الصينية هي أحد شركاء إيران، إلى جانب ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا، الذين لا يزالون طرفاً في هذا الاتفاق بعد الانسحاب الأميركي
 
وفي نهاية أبريل، أعربت بكين عن "معارضتها الشديدة لفرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية على إيران" يُرجّح أن تؤثر على مشتريات الصين من النفط الإيراني
 
وقبل بضعة أيام، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنهاء اعتباراً من بداية مايو، الاعفاءات التي كانت تسمح لثماني دول (الصين والهند وتركيا واليابان، وكوريا الجنوبية وتايوان وإيطاليا واليونان) باستيراد نفط إيراني من دون التعرض إلى العقوبات الأميركية ضد إيران
 
وكثّفت واشنطن الضغط على طهران منذ مطلع أيار/مايو، معززة بشكل جلي وجودها العسكري في الخليج
 
وفي مواجهة حملة الضغط التي تمارسها إدارة ترامبن تأمل إيران في التمكن من مواصلة بيع نفطها إلى زبائنها الأساسيين خصوصاً الصين ولم تخفِ نيتها إيجاد أساليب للالتفاف عليها