سليمان شفيق
بينما تنشغل الولايات المتحدة بقضايا مساعدي ترامب ومحاولة عزلة، ويتعمق الخلاف الايطالي الفرنسي ، وتشتد حركات الحراك في المانيا ، تعيش بريطانيا حالة من التمسك برؤية الهوية القديمة التي لم تكن تغيب الشمس عن مستعمراتها ، في تلك الحالة منح النواب البريطانيون أمس الخميس 14 مارس ، تفويضا للحكومة لطلب تأجيل موعد البريكسيت، الذي كان مقررا في 29 مارس/آذار القادم. وينص طلب الحكومة على التأجيل حتى 30 يونيو في حال وافق النواب على خطة ماي الثالثة التي ستطرحها للتصويت الأربعاء القادم، وفي وقت سابق، صوت النواب ضد إجراء استفتاء ثان حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قد قال إن التكتل قد يوافق على تأجيل انسحاب بريطانيا لفترة طويلة، في هذا السياق وافق النواب البريطانيون الخميس على طلب الحكومة إرجاء موعد بريكسيت، و كذلك إجراء تصويت جديد على اتفاق الخروج من الاتحاد الاوروبي الذي توصلت اليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع بروكسل، وأيد 412 نائبا إرجاء موعد بريكسيت في حين رفضه 202. وينص طلب الحكومة على تأجيل حتى 30 يونيو إذا وافق النواب على الاتفاق الذي توصلت إليه ماي بحلول 20 مارس/آذار، علما بأنهم سبق أن رفضوه مرتين.
 
وفي وقت سابق الخميس، صوت النواب بغالبية كبيرة ضد تعديل يطلب إرجاء بريكسيت، تمهيدا لإجراء استفتاء ثان حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ورفض 334 نائبا هذا التعديل وأيده 85 وذلك بعد نحو ثلاثة أعوام من الاستفتاء الذي أدى إلى بريكسيت وقبل 15 يوما من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي المقرر في 29 مارس، وخلال عدة أيام سادتها الفوضى في كثير من الأحيان في مجلس العموم، صوت النواب الثلاثاء  الماضي على رفض اتفاق ماي للمرة الثانية، ورفضوا الأربعاء اقتراح مغادرة التكتل بدون اتفاق، الا انة وبعد رفض البرلمان لمرتين الاتفاق الذي أبرمته تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي، تستعد رئيسة الوزراء لطرح خطة ثالثة خلال الأيام القليلة المقبلة، محذرة من أنه في حال رفضت أيضا تلك الخطة فإن ذلك سيؤدي إلى تأجيل طويل الأمد للبريكسيت، واقترحت ماي عرض اتفاقها مجددا على النواب الأربعاء المقبل للسماح لها بطلب تمديد في قمة الاتحاد الأوروبي في اليوم التالي.
 
لكن في حال صوت النواب مجددا برفض الاتفاق، سيكون الإرجاء لفترة طويلة، بحسب ما أعلنت ماي، وهو ما ستضطر بريطانيا بموجبه للمشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو.
 
من جانبه، اعتبر كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في محادثات بريكسيت ميشيل بارنييه أن الاتفاق الحالي الذي أبرمته بروكسل ولندن هو الوحيد المتاح.
وممسكا بنسخة من معاهدة الانسحاب التي رفضها البرلمان البريطاني مرتين، قال بارنييه "إذا كانت المملكة المتحدة ما زالت تريد مغادرة الاتحاد الأوروبي وإذا كانت تريد المغادرة بطريقة منظمة، وهو ما تقوله رئيسة الوزراء، عندئذ فإن هذه المعاهدة، في شكلها الحالي، التي تنظم الانفصال المنظم.. هذه المعاهدة هي الوحيدة الممكنة والمتاحة".
 
وأضاف قائلا "حتى نواصل المسير، فإننا نحتاج ليس إلى أن يكون لدينا تصويت سلبي ضد المعاهدة أو ضد الخروج بدون اتفاق، بل إلى تصويت بناء وإيجابي".
 
وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قال الخميس إن التكتل قد يوافق على تأجيل الانسحاب لفترة طويلة "في حال وجدت المملكة المتحدة أنه من الضروري إعادة التفكير بإستراتيجيتها المتعلقة ببريكسيت وتمكنت من خلق إجماع حولها "
 
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا قبل تصويت الخميس الاخير، ماي  قد صرحت في ليل الثلاثاء إنها توصلت لضمانات "ملزمة قانونيا" من الاتحاد الأوروبي لتمرير اتفاق بريكسيت في البرلمان البريطاني وتجنب انسحاب فوضوي للندن من التكتل. فيما أعلنت ماي ذلك بعد لقاءات متأخرة في ستراسبورغ مع كبار قادة الاتحاد الأوروبي، في وقت بدأ العد التنازلي لموعد خروج بريطانيا من الاتحاد والمقرر في 29مارس .
 
ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر النواب البريطانيين إلى تأييد اتفاق بريكسيت الذي تم إدخال ضمانات قانونية عليه، عشية تصويت جديد لمجلس العموم البريطاني على الاتفاق الذي توصلت إليه ماي مع بروكسل، وأوضح يونكر للصحافيين في مؤتمر صحفي مع ماي "الخيار واضح: إما هذا الاتفاق وإما عدم الخروج. فلنضع نهاية منظمة لانسحاب المملكة المتحدة". وتابع "لن يكون هناك خيار ثالث"
 
وتأتي زيارة ماي لستراسبورغ بعد مساع بذلها في نهاية الأسبوع مسؤولون بريطانيون لضمان الحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي على أمل إقناع النواب البريطانيين بتأييد الاتفاق
 
وتهدف حزمة تعديلات من ثلاثة أجزاء إلى حل نقطة خلاف رئيسية بالنسبة للنواب البريطانيين بشأن "شبكة الأمان"، الإجراء الوارد في اتفاق بريكسيت بهدف تفادي عودة الحدود فعليا بين جمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي ومقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية.
 
وقالت ماي بعد لقائها يونكر وكبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكسيت ميشال بارنييه اليوم ضمنا تعديلات قانونية". وتابعت "حان الوقت العمل سويا، لدعم اتفاق بريكسيت المحسن"
 
وكان مجلس العموم البريطاني رفض في يناير بغالبية كبيرة الاتفاق الذي يتوقع أن يواجه الثلاثاء المصير نفسه ما لم يتم إدخال تعديلات كبيرة عليه، ويرفض الاتحاد الاوروبي إعادة التفاوض بشأن "شبكة الأمان"، الإجراء الوارد في اتفاق بريكسيت بهدف تفادي عودة الحدود فعليا بين جمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الاوروبي ومقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية، لكن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قالت إن التكتل قدم عرضا في نهاية الأسبوع.