سليمان شفيق
من المضحكات المبكيات ، ان ينصحنا الرئيس الفرنسي ماكرون في زيارته الاخيرة للقاهرة بالديمقراطية وحقوق الانسان ، وتمنح فرنسا أمس  الخميس وزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية وسام "جوقة الشرف" من رتبة قائد ،وهذا الوسام هو أعلى تكريم رسمي في فرنسا أنشأه نابليون بونابرت القنصل الأول للجمهورية الفرنسية الأولى في 19 مايو 1802، وينقسم إلى 5 رتب: فارس، وضابط، وقائد، وقائد عظيم، والصليب الأكبر وهي الأرفع، وبالطبع كل ما يهم فرنسا ماكرون هو بيع السلاح لما يسمي الجيش القطري ، ويمثل التعاون في مجالي الأمن والدفاع بين فرنسا وقطر ركيزة التعاون الثنائي، ففي ديسمبر  2017، تم الإعلان عن توقيع عدة صفقات عسكرية بقيمة إجمالية تقدر بـ12 مليار يورو، كما نفذ العام الماضي سلسلة تمارين مشتركة عسكرية في مختلف المجالات.. وتشتري قطر أسلحة قواتها المسلحة من فرنسا، بالإضافة إلى تنظيم تدريبات عسكرية ثنائية في قطر، إذ وقع البلدان إعلان نوايا وخريطة طريق مشتركة في 7 ديسمبر2017 .

ونشرت وسائل الاعلام الفرنسية العديد من الموضوعات حول العلاقات الفرنسية القطرية ،وفي المقدمة ما ذكرتة "فرنسا "1:  عن أولوية لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، كما أبرز التقرير حرص الإدارة الفرنسية على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين وتبادل الخبرات العسكرية بين الجانبين،حيث تتميز القوات القطرية بتنوع مهاراتها المكتسبة جراء التدريبات المباشرة مع القوى العسكرية الإقليمية مثل الجيش التركي والأمريكي والروسي.؟!!!

كما تم توقيع عقد بين قطر وفرنسا في 4 مايو 2015 لشراء 24 طائرة رافال لتدعيم القدرات الدفاعية في الدوحة، وفي السابع من ديسمبر، قام الرئيس إيمانويل ماكرون بزيارته الأولى إلى قطر كرئيس وقام بزيارة قاعدة العديد العسكرية، حيث يتمركز المئات من الجنود الفرنسيين، إلى جانب أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي وعدد من القوات البريطانية من القوات الجوية الملكية.

وشدد التقرير على أنه، وفي سياق اتفاقات التعاون بين البلدين، تتعهد فرنسا بلعب دور هام في الدفاع عن الدوحة في حالة تعرضها للعدوان الخارجي. حيث إنه لفرنسا أيضا مصالح اقتصادية تجعل العلاقة متينة جدا مع الدوحة. ووفرت قطر في عام 2016، سابع أكبر فائض تجاري لفرنسا بمبلغ 1.6 مليار يورو. كما تظل فرنسا واحدة من الوجهات المفضلة للاستثمارات القطرية في الخارج، بعد المملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة بما يقرب من 25 مليار يورو في عام 2016.

ومن جهة أخرى قالت صحيفة لوجورنال دلو ايكونومي ان فرنسا الشريك الأبرز لدولة قطر، حيث ان خصوصية العلاقة بين فرنسا وقطر ترجع إلى حد كبير إلى الفرص الاقتصادية التي يمثلها كل بلد للآخر، كما أن تعزيز العلاقات السياسية الدبلوماسية بين البلدين ضروري لتحقيق التوازن في الشرق الأوسط.

وذكرت الصحيفة في تقرير منشور مؤخرا أن الاستثمارات القطرية تأتي في المقام الأول نتيجة لإستراتيجية تنويع الأصول التي تم تصميمها وتنفيذها للتحضير لحقبة ما بعد النفط للخروج من اعتمادها على المنتجات البترولية، حيث تحركت قطر تدريجياً نحو اقتصاد الخدمات، بما في ذلك الإعلام والعقارات، بالإضافة إلى التمويل والسياحة. بالإضافة إلى فريق باريس سان جيرمان الشهير، فإن قطر أكبر مساهم في المجموعة الإعلامية Lagardère (أكثر من 13%). ومن خلال هيئة الاستثمار القطرية، تمتلك دولة قطر أسهما في عدد من الشركات على غرار فينشي، توتال، إل في إم إتش، أكور.

 ونشرت صحيفة كوزيغ تقريرا على موقعها مؤخرا بينت فيه أن هناك علاقات متينة تربط فرنسا وقطر لسنوات عديدة، فهو تاريخ مشترك طويل وغني، ففي عام 1972، بعد استقلال قطر، كانت فرنسا واحدة من أولى الدول في العالم التي استضافت بعثة دبلوماسية قطرية، وفي عامي 1994 و1998، تم توقيع اتفاقات دفاع مشترك بين البلدين، وشاركت القوات القطرية إلى جانب القوات الفرنسية في العديد من المناسبات العسكرية منذ ذلك الحين حتى الآن، كما تم توضيح هذا التعاون العسكري من خلال التوقيع في 7 ديسمبر الماضي على عقود تسليح بقيمة 11 مليار يورو مع الدوحة، تشمل طائرات «رافال» ومعدات وآليات عسكرية متنوعة.

هكذا يبدو الامر جليا ولا يحتاج الي توضيح عن كذب وادعاء ماكرون وحكومته ، علي ان تجارة السلاح أهم من حقوق الانسان ، وان العمولات بديلا للديمقراطية .