سليمان شفيق

فوجئ الراي العام حدث مهم في نهاية 2018 ، وهي المتغييرات الكبري في الحكومة بالسعودية، ولم تمس مناصب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نجل الملك، ولا يزال ولي العهد يحتفظ بكل مناصبه بعد التعديل الأخير، وأبرزها ولي العهد، ووزير الدفاع، ونائب رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الأمنية والسياسية، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية.
 
جاءت التعديلات، في وقت تتواصل فيه الضغوط الدولية على السعودية ،على خلفية مقتل جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، وهو الأمر الذي أثَّر بالسلب علي علاقات السعودية بالخارج، وأدخلها في أزمة علاقات مع عدد من الدول. 
 
عيّن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الخميس 27 ديسمبر 2018، وزيراً جديداً للخارجية هو إبراهيم العساف، ليحلَّ مكان عادل الجبير، الذي تحول من وزير إلى وزير دولة للشؤون الخارجية وكان الجبير، السفير السابق لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية منذ أبريل 2015، أحد أشد المدافعين عن ولي العهد، الذي حمَّلته وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» ومجلس الشيوخ الأميركي مسؤولية مقتل الصحافي، الذي كان يكتب مقالات رأي بصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، ينتقد فيها السلطات السعودية، في الثاني من أكتوبر 2018، على أيدي عناصر سعوديين بقنصلية بلاده في إسطنبول.
 
وجاء في أمر ملكي نشرتْ نصه وكالة الأنباء الرسمية «واس» أن الجبير أصبح «وزير دولة للشؤون الخارجية وعضواً في مجلس الوزراء»، وعُيّن مكانه إبراهيم العساف.
 
والعساف وزير سابق للمالية، وكان أحد أبرز المحتجزين في فندق «ريتز كارلتون» العام الماضي (2017)، في إطار حملة مكافحة فساد قادها ولي العهد الشاب (33 عاماً)، وشملت عشرات الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال. وبُعيد إعلان تغيير منصبه، كتب الجبير على «تويتر»: «أرفعُ الشكر والتقدير والعرفان لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- على الثقة الكريمة بتعييني وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء». وأضاف: «أتطلع للعمل مع أخي وزميلي معالي الدكتور إبراهيم العساف وزير الخارجية، سائلاً الله له التوفيق بمهام عمله".. هكذا جأ تعيين العساف كمؤشر لتغطي ازمة احتجاز ولي العهد لعدد من الامراء والقيادات السعودية من جهة ، ولارضاء الولايات المتحدة الامريكية من جهة اخري خاصة ان العساف قريب الصلة من الديمقراطيين الذين يحوزون علي الاغلبية في الكونجرس الامريكي . 
 
وصدرت أوامر ملكية أخرى، تناولت أيضاً تعديلاً في تركيبتي مجلس الشؤون الأمنية والسياسية ومجلس الشؤون الاقتصادية. وأمر الملك العاهل السعودي بإعفاء رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، المقرب من ولي العهد، من منصبه، وتعيينه على رأس الهيئة العامة للترفيه؟!!! 
 
أمنياً، احتفظ وزير الداخلية، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، بمنصبه. لكن الملك أمر بتعيين كل من الأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز وزيراً للحرس الوطني، ليحل مكان خالد بن عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن؛ ومساعد بن محمد العيبان مستشاراً للأمن الوطني مكان محمد بن صالح الغفيلي؛ وخالد بن قرار الحربي مديراً للأمن العام خلفاً لسعود بن عبد العزيز هلال.
 
وكانت الرياض أعفت نائب رئيس الاستخبارات العامة، أحمد عسيري، من منصبه على خلفية قضية خاشقجي. 
 
وشملت التغييرات الحكومية تعيين تركي بن عبد الله الشبانة وزيراً للإعلام بدلاً من عواد العواد الذي أصبح مستشاراً في الديوان الملكي؛ وتركي بن عبدلله خريج جامعة هارفارد ويجيد ادراك التعامل مع الاعلام الامريكي ، وعاش في امريكا فترات طويلة ولة علاقات متميزة مع شخصيات امريكية بارزة .
 
كما تم تعين حمد بن محمد بن حمد آل الشيخ وزيراً للتربية مكان أحمد العيسى، الذي أصبح بدوره مستشاراً في الديوان الملكي. وأعفى الملك سلمان نجله سلطان، رائد الفضاء السابق، من رئاسة «الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني»، وعيَّنه على رأس «الهيئة السعودية للفضاء».
 
كما أعفى الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود من منصبه كسفير للمملكة في لندن، وعيَّنه مستشاراً له. وشملت القرارات الملكية تغييرات على مستوى أمراء المناطق، وتعيينات في مجلس الشورى، واختيار امرأة، هي إيمان بنت هباس بن سلطان المطيري، في منصب «مساعد وزير التجارة والاستثمار بالمرتبة الممتازة" كمؤشر علي ان الاصلاح الاجتماعي مستمر .»
 
وفي الحكومة، احتفظ وزراء الحقائب الاقتصادية بمناصبهم، وهم: وزير الطاقة خالد الفالح، والمالية حمد بن عبد الله بن عبد العزيز الجدعان، والاقتصاد محمد بن مزيد التويجري. وكانت المملكة أعلنت الأسبوع الماضي، موازنتها لعام 2019، والتي اعتُبرت الأكبر في تاريخ المملكة، لكنها توقعت عجزاً جديداً للسنة السادسة على التوالي بقيمة 35 مليار دولار. واعتبر خبراء اقتصاديون أن السعودية ستسجل عجزاً أعلى من المتوقع ونمواً اقتصادياً أقل مما تلحظه الموازنة، بسبب تراجع أسعار النفط.
 
كل تلك المتغييرات جأت في توازن ما بين التعامل مع الاسرة الملكية وال عبد العزيز والوضع الدولي عامة والامريكي خاصة ، ولكنها لن تؤثر بشكل مباشر علي سلطات ولي العهد الا انها اطاحت بنصف اصدقائة من الحكم ولكن الايام القادمة ستكشف عن مدي تأثير تلك المتغييرات علي المنطقة خاصة الحرب اليمنية والموقف السعودي من سوريا .