حوار الكاتب - مدحت بشاي
بعنوان "لماذا المنيا؟" استضاف برنامج "مجلة الأقباط متحدون" الكاتب والمفكر سليمان شفيق، الذى كشف عن البحث الذى يقوم بإعداده عن الأقباط فى محافظتي المنيا وأسيوط.

وأوضح "شفيق" أن محافظة المنيا بقدر ما هى محافظة مسالمة وجميلة إلا أن تاريخها ملئ بالعنف، من أيام المصريين القدماء وحتى اليوم، فعندما قام اخناتون بعمل ديانة كان هناك صراع على الدين راح ضحيته ثلث سكان المنيا، مرورا بالاضطهادات ضد المسيحيين وقتل الرومان سكان دير البرشا.

وأضاف: مع دخول الاسلام مصر حدثت معركة كبري فى البهنسا بين الجيش العربي وبين المسيحيين راح ضحيتها 19 صحابي، ومع دخول الحملة الفرنسية لمصر حدث تصادم مع أهالي قرية "دماريس" وذبح أهالي القرية قائد الحملة "دماريس" وهزم الجيش الفرنسي على مشارف المنيا، أيضا كان للمنيا دور فى الثورة العرابية، وثورة 19 عندما قام الأهالي بذبح الانجليز، والجدير بالذكر أن المنيا كانت من الجمهوريات الخمس المستقلة ابان ثورة 19.

ومع ظهور جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية لم تسلم المنيا من عنفهم، حيث كانت المنيا ثاني محافظة بعد قنا بها شعبة للإخوان المسلمين، ثم أسس شكري مصطفي فى جبال أبو قرقاص ما يسمي اعلاميا بجماعة التكفير والهجرة، وفرضت الجماعة الاسلامية الجزية على المسيحيين الفترة من 1984 : 1994 وقتل 320 من اجل دفع الجزية.

وأوضح "شفيق" أن محافظتي المنيا وأسيوط لهم خصوصية فى تناول المساءلة القبطية؛ لان بهم أكبر تجمعات للمسيحيين فى منطقة الشرق الأوسط، حيث يبلغ تعداد المسيحيين فى المنيا وأسيوط من 4 : 5 مليون مسيحي من إجمالي تعداد محافظتي المنيا وأسيوط والبالغ 12 مليون نسمة.

وتابع: 70: 75% من إجمالي تعداد الأقباط فى مصر موجود بالصعيد، و25% فى باقي مصر، وللعلم أن الدلتا بها 4% فقط من الأقباط.

وقال الكاتب والمفكر، للمنيا خصوصية غريبة جدا بحيث لو ذهبت فى حى آل سلطان أو حي شلبي أو المنيا الجديدة تعتقد أنك فى شوارع المهندسين أو فى مصر الجديدة، ولو ذهبت لكورنيش المنيا تعتقد أنك فى الإسكندرية، ولو دخلت الكفايهات الموجودة على نيل المنيا تعتقد انك فى نابولي أو بيروت، ولو ذهبت الي قري المنيا تعتقد أنك فى كابول!.

وأكد أن المسيحيين فى المنيا يشكلون 32% : 35% من الثروة الموجودة ما بين الثروة العقارية والزراعية الى أخره، والمنيا وأسيوط يشكلون من 55%: 60% من رجال الدين فى الكنيسة الانجيلية والكاثوليكية والأرثوذكسية، بالإضافة إلى أن أسيوط والمنيا على طول التاريخ نجد اثرياء المسيحيين وقادتهم الاجتماعيين والاقتصاديين منهم.