د. مينا ملاك عازر
تقف مصر مرفوعة الرأس ليس لديها ثأر عند أحد إلا وأخذته، أو في سبيلها لهذا بالقبض عليه لتقديمه للمحاكمات العادلة الناجزة، والتي نتمناها سريعة، أظنها ستكون عسكرية، فعشماوي رغم إحالته للتقاعد من الجيش المصري إلا أنه فيما أظن مثله مثل سيادة الفريق أول عنان الذي وقع تحت طائلة القانون العسكري حين رشح نفسه للانتخابات دون إذن القوات المسلحة، ما يعني أنه برغم تقادمه في التقاعد إلا أنه يبقى تحت سطوتها، كذلك أظن عشماوي بل أتمنى لتكن المحاكمات أكثر سرعة وإنجاز.
 
وإن كنت أعرف أن محاكمته عسكرياً سيتخذها مدعي المعارضة النزيهة ملطخي اليد بدماء الأبرياء تكؤة للتشهير بالنظام الذي يحاكم معارضيه عسكرياً معتبرين ذلك الخسيس الدموي معارضاً، كما اعتبرته قناة يورو نيوز، صحيح هي اعتذرت، لكنها أيضاً لم تعتذر عن اعتبارها للجيش الليبي قوات شرق ليبيا، معترفة بتقسيم بغيض ومقيت لليبيا الشقيقة.
 
دع سيادتك من كل هذا، فنحن بصدد إنجاز لرئيس المخابرات العامة المصرية الذي عاد لنا بعشماوي بعد سفرية لليبيا، ودعك من المتسائلين عن سر تأخر ليبيا في تسليمها لهذا الوغد، ودعك من كل ما قد يعكر صفوك، والآن وقت السؤال الأهم، هل قبض رجالنا على عشماوي بأنفسهم أم تسلموه؟ هذا السؤال لن يجيب عليه أحد ولا أريد الإجابة عليه، لكن ما يجعلني أطرحه تحية الرئيس للرجال والصقور الذين ألقوا القبض عليه، هل كان يقصد رجال الجيش الليبي أم رجالنا هناك؟ 
 
إجابة مثل هذا السؤال ستفتح علينا ابواب جهنم، فلا معنى لقولنا بأننا قبضنا عليه بأنفسنا إلا أننا نقاتل جنباً لجنب بجوار إخواننا الليبيين، الرجال البواسل الذين يحررون أراضيهم من ميليشيات تركية قطرية إرهابية متعددة المآرب، ومتنوعة المذاهب والمسميات، كلها تجمع على أنها تضمر الشر لليبيا ومصر بل والمنطقة.
 
طرحي للسؤال ليس من باب السعي وراء إجابة، ولكن إثارة قضية هامة جداً وهي قضية الأمن القومي العربي، وأمن مصر القومي الذي يقع فيما وراء الحدود، ولذا امتدت أيدينا لتقبض على عشماوي ليصبح في قبضة يدينا.
 
لا أحلم بالتنكيل به، ولا بإعدامه السريع، بقدر ما أحلم باعترافات موثقة كاشفة عن كل من تعاون معهم داخل وخارج البلاد لكشف عن مدى تورط المجرمين في عمليات كثيرة ضد المصريين وجيشهم، أحلم بفضحهم في كل الوكالات العالمية بالاستفادة بتلك الاعترافات، بتوجيه ضربات قاسية وقاضية ومؤثرة لبؤر قد يكشف عنها عشماوي، وقطع خطوط الإمداد لهم بداخل مصر
 
هذا بغض النظر عن أن القبض على عشماوي نفسه يعد ضربة في رأس الأفعى المحركة لأذنابها التي كانت تستفيد بتدريباته خلال خدمته في الجيش المصري، ومعرفته بعمق تكتيكاته الأمنية التي أثق بأنها تغيرت، ما أن ظهر هو في الصورة تحاشياً للمزيد من الضربات العارفة لنقاط التمركز وطرقها وأساليبها.
 
المختصر المفيد كل سنة وأنتم طيبين وآمنين، وذراعنا طويلة وفاعلة.