(لا تعليم ولا تدريس
إلا بعودة الرئيس
أنور أنور يا سادات
إحنا اخترنا جمال بالذات
شكرًا شكرًا يا زكريا
عبد الناصر ميّه الميّه
مكتوب على قلوبنا
عبد الناصر محبوبنا
مكتوب على إيدينا
عبد الناصر فى عينينا
لا رجعية ولا استعمار
عبد الناصر شعلة نار
يا أمريكا لمّى فلوسك
عبد الناصر بكره يدوسك
لا رجعية ولا أندال
الجماهير عاوزاك يا جمال
جونسون جونسون يعنى إيه
عبد الناصر يقضى عليه
لا رجعية ولا أوباش
يبقى رئيسنا جمال يا بلاش
إحنا معاه يا نموت يا نعيش
عبد الناصر غيره مافيش
لا إنتاج ولا أعمال
إلا برجوعك فى الحال
للحرية وللأجيال
نتقدَّم رغم الأهوال
نتقدَّم بكفاح ونضال
يسقط أى كلام يتقال
بعد كلام شعبك يا جمال)!
هذه عيّنة من الشعارات التى رفعتها الجماهير الشعبية فى يومَى 9 و10 يونيو، هذه الشعارات التى صاغها وعى جمعى ناضج، وعى جمعى كان مقهورًا، فراح يعلن عن رفضه للرجعية بشكل هاتف ومعلن، ويصرخ بالحرية المفقودة والمستبعدة والمغدورة، شعارات ترفعها الجماهير الشعبية من كل الطبقات، لتؤكَّد أنها شريكة فى ما حدث، وبأنها لن تترك الساحة للرجعية ولا للأمريكان ولأعوانهم فى الداخل، وما ترديد اسمَى السادات وزكريا، ليس لرفضهما، بقدر ما هو التأكيد الأعلى لعودة عبد الناصر إلى مسؤوليته، وإلى موقعه، وإلى جبهته الداخلية...
 
وفى يوم 11، وبعد يومَين حاشدَين وحافلَين بالأحداث، سرد كثر منها الكاتبان عبد الله إمام ومحمد عودة، فى كتابهما المشترك «النكسة.. مَن المسؤول؟»، اجتمع جمال عبد الناصر مع كل القيادات العليا، واتخذ قرار المقاومة، وتقديم المسؤولين عن الهزيمة إلى المحاكمة، وكانت حرب الاستنزاف الباسلة، والتى أثبتت الكثير من إصرار أبناء الشعب المصرى الكادح، على الانتصار على العدو الإسرائيلى، هذا الانتصار الذى تحقَّق فى أكتوبر عام 1973، وكانت بداية هذا الانتصار منذ 9 و10 يونيو...!!