خالد منتصر
اشتكى النجم محمد صلاح من عدم تمكنه من صلاة العيد فى قريته بسبب الزحام وصعوبة الخروج من بيته والوجود فى ساحة الصلاة أو المسجد وفضول الصحفيين، بالطبع كل النجوم يعانون من الزحام الجماهيرى حولهم ومن التقاط الصور طمعاً فى السبق الإعلامى.. إلخ لكن عند المناسبات خاصة الدينية يحترم الناس خصوصية النجم ويتركونه فى حالة الصفاء النفسى التى يريدها ويتمناها، أن يذهب نجم أوروبى للكنيسة مثلاً، ينشغل المصلون بصلاتهم، ممكن إيماءة بسيطة للنجم، تحية عارضة، ابتسامة، لكن لا يمكن فى وسط الصلاة الهتاف بص شوف رونالدو بيعمل إيه أو يا ميسى يا أُبهة إيه العظمة دى كلها، فأنت ذاهب لصلاة، المفروض أنك مبرمج للقاء روحانى ومناسبة تعبد،

كيف تحولها إلى اقتناص صورة سيلفى أو لزوجة حشرية للتدخل فى نغاشيش حياة النجم الخاصة، لك الحق فى إبداء الإعجاب بنجمك، لكن لا بد من الحفاظ على مساحة مناسبة من خصوصيته وعدم الحشرية ودس الأنف فى تفاصيل تفاصيل حياته وعرقلتها وجعلها جحيماً، وتحويل لحظات خروجه وتناول طعامه فى المطاعم أو دخوله السينما أو الفسحة مع أبنائه إلى جحيم، للأسف نحن نعانى من خلل واضطراب فى قياس مساحة العام والخاص خاصة مع الشخصيات العامة، ونفتقد أبسط معانى الذوق والإتيكيت، مثلاً من الخطأ بل من الخطيئة أن تكون فى مكان عام وتصور النجم بالموبايل بدون إذنه وهو جالس مع أصدقائه أو عائلته، عيب أن تقتحم على طبيب مشهور جلسته الخاصة فى مطعم وتسأله أن يكتب لك علاجاً للإمساك الذى تعانى منه منذ نصف قرن،

وحبكت معاك فى هذه اللحظة أن تجبره على كتابة الدواء لحضرتك بعد شرح الأعراض وعرض التحليلات والأشعات!، ليس من الذوق أن تكون راكباً فى مواصلات عامة أو مسافراً فى طيارة وتجلس بالصدفة بجانب شخصية عامة أو حتى غير عامة وتظل عيناك على موبايله طوال الرحلة، وكذلك أمام ماكينات الـATM أرجوكم بلاش فضول الحشرية أمام الشاشة بحجة المساعدة، ألا تعرفون أن كلمة باسوورد معناها السرية والخصوصية، سلوكيات خطايا الحشرية اللزجة صارت خانقة فى مجتمعنا الذى لا يعرف الحد الفاصل بين مد يد المساعدة ودس أنف التطفل.
نقلا عن الوطن