نيوتن
عندما كانت هناك عقيدة أن الأرض مركز الكون. بالتالى مركز القيادة لكل شىء. اعتقد البشر أنهم يملكون الحقيقة المطلقة.

فى كتاب الدكتور مراد وهبة الأخير «رباعية الديمقراطية» استخرجت الحقائق الآتية:

عندما اكتشف كوبر نيكوس العالِم البولندى فى القرن السادس عشر أن الأرض ليست مركز الوجود. إنما تدور مع غيرها من الكواكب حول الشمس.

بالتالى فالحقائق التى كنا نعتقدها لم تعد مطلقة. بل غدت أولًا وأخيرًا حقيقة نسبية. والباقى كله اجتهادات. اجتهادات فى التفسير. اجتهادات فى ترجمة المعانى.

لكن من أخطر الذين شذوا عن هذه القاعدة. وادّعى أن لديه الحقيقة المطلقة بكمالها وتمامها هو ابن تيمية. وُلد فى تركيا. فى القرن الثالث عشر. تأثيره أضر بجموع من المسلمين. نتج عن منهجه الفكر الوهابى خلال القرن الثامن عشر فى السعودية. ثم شرعن فكره حسن البنا فى مصر. أمعن فى شرعنة فكره بعد ذلك سيد قطب.

جماعة الإخوان روجت للوهابية. بتعاليم ابن تيمية. من الطبيعى أن تكون على خلاف تام مع العلمانية. فالنسبية لديها رجس من عمل الشيطان. ولا سيما أنهم يعتقدون امتلاك الحقيقة المطلقة.

الفيلسوف الألمانى كانط وصف المتعصب بأنه «الذى يظن أن لديه الحقيقة المطلقة. الذى يشتهى انتصار عقيدته على عقيدة الآخرين. وهو الذى يشتهى- عند اللزوم- الاستعانة بالعنف لتدمير عقيدة هؤلاء».

المتعصب غالبًا أصولى. سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا أو يهوديًا.

ابن تيمية باختصار وجد حقيقته المطلقة فى النص. ظاهر النص هو ما يعنى أتباعه. لذلك تجاهلوا تطور الدنيا وتطور المعلومات. وانكشاف حقائق جديدة كل يوم. رفض تطويع النص ليكون رمزيًا.

الشيخ عبدالعزيز بن باز. من كبار العلماء فى السعودية. أصر على أن الأرض مسطحة. إلى أن فاجأهم أمير من العائلة المالكة السعودية فى رحلته إلى القمر. رأى بعينيه الأرض كروية. هنا فقط غيّر «ابن باز» مقولته التى استمر فيها حتى تاريخ هذه الرحلة عام 1985.

لكى تستريح ضمائرنا. فلنقل إن المطلق الوحيد فى هذا الوجود هو الله. هو الذى حدد الماضى منذ بدايته. والحاضر والمستقبل حتى نهايته. والعلم يستجد كل يوم بمشيئة الله وحده.
نقلا عن المصرى اليوم