كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
 
" يقول دوستويفسكي عبر رائعته "  الإخوة كارامازوف " إن الإنسان متي جحد أسرع بجحد الرب. لأن ظمأه هو الي العجائب لا إلي الرب. وأنه لكونه لا يستطيع أن يحيا بغير معجزات . سيخلق لنفسه معجزات فيهوي بنفسه الي خرافات سحيقة. انك لم تنزل من علي الصليب حين دعاك الجمهور الي ذلك من باب الاستهزاء قائلا (انزل عن الصليب فنصدق أنه انت ) لم تنزل لأنك لم تشأ أن تستعبد البشر بمعجزة . انما أردت أن يجيئوا اليك بتأثير الإيمان وحده لا بتأثير الإيمان الذي تلده العجائب "..
 
وهنا أود استئذان قارئ موقعنا الرائع " الأقباط متحدون " للاقتراب من مشاهد دراما محاكمة السيد المسيح عبر سلسة مقالات أرى التعرف على تفاصيلها من الأهمية بمكان ..
في السنة السابعة عشر من حكم الامبراطور طباريوس الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر مارس بمدينة اورشليم المقدس في عهد الحبرين حنان وقيافا حكم بيلاطس البنطي والي ولاية الجليل الجالس للقضاء في ندوة مجمع الرقورين علي يسوع الناصري بالموت صلبا بين لصين بناء علي الشهادات الكثيرة المبينة المقدمة من الشعب المثبته ان يسوع الناصري:
أولاً: مضل يسوق الناس الي الضلال.
ثانياً: يغري الناس علي الشغب والهياج.
ثالثاً: عدو للناموس.
رابعاً: يدعو نفسه ابن الله.
خامساً: يدعو نفسه كذبا انه ملك إسرائيل.
سادساً: دخل الهيكل ومعه جم غفير من الناس حاملين سعف النخل.
فلهذا يأمر بيلاطس البنطي كورنليوس قادئ المئة بأن يأتي بيسوع المذكور الي المكان المعد لقتله وعليه أيضا أن يمنع كل من يتعدي لتنفيذ ها الحكم فقيرا كان أو غنياً.
بيان أسماء من وقعوا علي الحكم علي يسوع:
- دانيال روباني فريسي
- يوحنا زوربابل
- روفائيل روباني
- كابيت
وهاك أسماء الذين تشاوروا بالحكم علي يسوع المسيح وأقوالهم عليه:
- يورام : فهو العاصي الذي يستحق الموت علي حسب الشريعة.
- سمعان الابرص : لماذا يحكم بالموت علي هذا البار.
- ساراباس : انزعوا عنه الحياة انزعوه من الدنيا.
- دبارياس : حيث أنه هيج الشعب فمستحق الموت.
- نبراس : فليطرح في هاوية الشقاء.
- انولومبه : لماذا كل هذه المدة المستطيلة ولم يحكم عليه بالموت.
- يوشافاط : اتركوه في السجن مؤبدا.
- سابسي : ان كان بارا أو لم يكن فمستحق كاس الحمام حيث انه لم يحفظ شريعة ابائنا.
- بيلاطس البنطي: إني برئ من دم هذا البار.
- سابتل : فلتقاصه حتي في المستقبل لا يكرز ضدنا.
- أناس : لايجب الحكم ابدا علي أحد بالموت ما لم نسمع اقواله.
- نيقوديموس : ان شريعتنا لا نصر الحكم علي أحد ما لم ناخد اولا اقاويله وأخباره بما فعل.
- يوطفار : حيث ان هذا الإنسان بصفته خدع فيطرد من المدينة.
- روسموفين : ما فائدة الشريعة ان لم تحفظ.
- هارين : ان كان بارا أو لم يكن فمن حيث انه هيج الشعب بكرازته فمستحق العقاب.
- ريفاز : اجعلوه اولا يعترف بذنبه ومن ثم عاقبوه.
- سوباط : ان الشرائع لا تحكم علي أحد بالموت.
- يوسف الارماني : ان لم يكن أحد يدافع عن هذا البار فعار علينا.
- ميزا : ان كان بارا فلنسمع منه وان كان مجرما فلنطرده.
- رحبعام : لنا شريعة بحسبها يجب أن يموت.
- كرسي رئيس الكهنة قيافا الذي هو رئيس الكهنة اليهود قد تنبا قائلا : لا تسمعوا منه شيئا ولا تعتبروه وان الأجدر بكم أن يموت إنسان واحد عن الشعب جزاء عن هلاك الامة بأسرها.
تقرير بيلاطس للامبراطور
تقرير بيلاطس، الحاكم الروماني ليهوذا، إلى القيصر تبيريوس
إلى صاحب السمو الملكي، تحية!
إن الأسباب التي ادت الى هذا الاضطراب في اورشاليم ربطا بموت يسوع الناصري والاحداث، التي جرت في بضعة الايام الماضية، هي ذات طابع معين، بحيث تلزمني بأن ارفع بها تقريرا مفصلا. لن اتفاجأ ابدا اذا كان مصير شعبنا لم يتبدل كليا خلال هذا الوقت، لان كل الدلائل مؤخرا تشير ان الآلهة لم تعد ترحم، وهأنذا مستعد للقول: "ملعون هو اليوم، الذي تبعت فيه فاليريوس غراتسيوس الى ولاية اليهودية".
لدى وصولي الى اورشليم توليت قاعة المحكمة، وأمرت بإقامة وليمة كبيرة، دعوت اليها حاكم الجليل الى جانب رئيس الكهنة وجميع اعيانه الاخرين. الا انه في الساعة المحددة لم يصل اي من المدعوين. وكان ذلك بمثابة طعن بكرامتي الشخصية. وبعد بضعة ايام، زارني رئيس الكهنة. كانت ثيابه فخمة، اما طباعه فوضيعة جدا. وأنبأني ان ديانته تمنعه وتمنع اتباعه ان يجلسوا الى مائدة واحدة مع الرومان وان ينحنوا للانخاب التي تطرح. كنت ملزما بأن اقبل هذا الاعتذار، وفي الوقت ذاته كنت مقتنعا ان المهزومين لا ينون يعلنون انفسهم اعداء للمنتصرين. يبدو لي انه من بين جميع المدن الموضوعة تحت الحصار، فإن مدينة اورشليم هي الاصعب على الحكم. فالشعب يبدو متمردا الى درجة انني كنت اتوقع ان ينفجر التمرد في اي لحظة. ولاجل قمع التمرد كان لدي فقط وحدة مئوية (CENTURION) وبضعة جنود. وطلبت المساعدة من حاكم سوريا، الذي اعلمني انه هو ايضا بالكاد يملك القوة العسكرية الضرورية للدفاع عن مقاطعته. هذا التعطش المنفلت نحو المحاصرة، اي ان نوسع امبراطوريتنا الى ابعد من وسائلنا الدفاعية كان يعشى بصري لئلا يكون سببا في تدمير حاكميتنا النبيلة.
وللمقال أجزاء أخرى ..