وسيم السيسي
كنت أعمل في مستشفى أدنبروك في كمبردج، تعارفت على نائب عظام واضعًا على البالطو، بدج j.illingworth، سألته: هل أنت تقرب لعائلة اللنجورث؟! قال: عمن تسأل بالتحديد؟ قلت: سير تشارلز اللنجورث، لفقد قرأت له كتابين، إنه رجل عظيم! قال جيفرى: إنه والدى وهو عظيم حقًا، وإن كان دائمًا حزينًا، لأنه لم يحصل على f.r.c.s لندن بالامتحان، وإن كانت أعطيت له شرفيًا، بل أصبح عميدًا للكلية بعد أن كرمته الملكة! كان جيفرى في الأربعين، ولا يزال نائبًا، قلت له: كان يجب أن تكون استشاريًا الآن؟! قال: رسبت في امتحانات الزمالة سبع مرات! وبعد أن حصلت عليها، حاولت التعيين في كلية الجراحين الملكية، التي يرأسها أبى فلم أنجح، كان يأخذها من هو أكفأ منى! تركت إنجلترا وذهبت إلى أمريكا، اشتغلت سنتين، عدت إلى إنجلترا، تزوجت إنجليزية حتى أعلم الإنجليز! ملحوظة: جيفرى أسكوتلاندى، قاطعته ضاحكًا: التعليم في الجامعة وليس السرير! ضحكنا ثم أكمل قائلا: أخيرًا وجدت عملًا في هذا المستشفى الكبير.. في كمبريدج. انتهى كلام جيفرى، أخذت أتأمل ما سوف تتأملونه معى: الكفاءة وليست الكوسة وهى من كلمة إنجليزية chaos كيوس أي فوضى.

كنا في وقت الشاى، وكان الاستشاريون والنواب، والممرضات من كل التخصصات مع بعض، وإذا بممرض يضحك ويسأل جيفرى: مستر جيفرى إذا وقعت وكسرت رجلك من من الجراحين تختاره لإجراء العملية؟! ضحك جيفرى وقال: you are fired أنت مفصول! ضحك الممرض وقال: لا تستطيع ضحك جيفرى ونظر إلىّ، وقال: مساوئ الديمقراطية!

كان الدكتور عادل ع شوكة أستاذ الجراحة بجامعة عين شمس، وأنا ممتحن الدكتوراه أمام لجنة واحدة مكونة من خمس مجموعات، كل مجموعة لها اثنان من الأساتذة، وكان من ضمن هذه المجموعات، مجموعة بروفيسور جاميسون، بروفيسور kay، وكان الدكتور عادل فرحته كبيرة، لأنه كان يعمل مع جاميسون ستة أشهر، وعند الامتحان سألته، قال: حين رآنى جاميسون أمامه، قام وتبادل الأماكن مع ممتحن آخر لا يعرفنى، فالقانون عندهم: لا تمتحن أحداً تعرفه!

الامتحانات عندهم مختلفة، هاردنج رينز أعطانى يده، سلمت عليه! ضحك وقال: أريد أن أعرف الأمراض التي يمكن معرفتها من اليد!

قلت له: ليس فقط قارئ الكف يخبرك عن مستقبلك، أنا أيضا أستطيع من يدل أخبرك عن ماضيك وحاضرك! اعتدل في مكانه، وقال: هذه بداية جميلة! من أي بلد أنت؟ قلت من مصر! صاح الرجل وقال: هذا البلد العظيم! أتمنى أن أزورها قريبًا.

قابلت عميد كلية طب نيوكاسل، كان يشكو من شيئين، الأول أنهم يريدون منه قبول طالبين زيادة، وهو يرفض إلا بعد زيادة الميزانية عشرين مليونًا من الإسترلينى! والمشكلة الثانية: زيادة عدد المتبرعين بأجسادهم للكلية، ولم يعد لديه مكان لهم! قلت له تبرع لكليات طب أخرى! قال إنهم يعانون من نفس المشكلة.

قاعات التشريح.. كأنهم نيام، كل جثة لها أربعة طلبة، وسائل الإيضاح حدث ولا حرج وعلى باب القاعة من الخارج:

الموتى الذين يعلمون الأحياء.
نقلا عن المصرى اليوم