كتب – روماني صبري 
 يحل اليوم 25 مايو ذكرى رحيل الفنان إسماعيل ياسين ، صاحب لقب "أبو ضحكة جنان"، "راسم السعادة على وجوه المصريين" ، "الفنان الضاحك" ، ياسين كان فنان خفيف الظل حارب النكد والحزن في أفلامه ، ودائما ما استبدت فرحة عارمة  في قلوب المشاهد العربي وذلك عندما يرى التلفزيون يعرض إحدى أفلامه ، حتى الأجيال التي لم تلتقيه تحبه وتحرص على مشاهده أفلامه .
 
البداية 
ولد إسماعيل ياسين في محافظة السويس في 15 نوفمبر عام 1912 ، وعاش حياة مليئة بالمتاعب والصعاب في فترة طفولته ، حيث ماتت أمه وتزوج والده بأخرى فربته جدته لامه ، لكنه رغم كل ذلك نجح في الخروج من التجربة ، ليصبح بعدها الرجل الذي اضحك الملايين .
الانتقال إلى القاهرة 
في بداية الثلاثينات انتقل ياسين إلى محافظة القاهرة ، بعدما اكتشف أن صوته سيكون جميلا في المونولوجات ، وبالفعل عمل في الكباريهات الليلية مطربا يقدم المونولوجات الاستعراضية الضاحكة ، وبسبب خفة ظله احتل اسمه حينذاك واجهة المشهد الاستعراضي 
العمل مع الابياري 
قال أحمد الإبيارى ، نجل  الكاتب أبو السعود الإبيارى في حوار له مع مجلة ألوان: اللقاء الأول بين إسماعيل ياسين ووالدي غير معروف ، لكن الحقيقة أن والدي أعجب بالشاب السويسي الذي كان تجاوز العشرون عاما وقتها ، عندما نجح في إخراج الضحكات من الجمهور خلال تأدية المونولوجات الكوميدية في المسارح والأفراح الشعبية . 
 
وتابع ، بعد أعجاب والدي بموهبة إسماعيل ياسين الفنية، عرض عليه العمل في كازينو بديعة مصابنى، حيث لم يكن ملهى ليليا بالشكل المتعارف عليه  في يومنا الحالي ، بل كان شبيها بمسرح اسكتشات فنية وفقرات غنائية راقصة ، وفي النهاية قبل ياسين العمل ، وحقق شهرة ونجاحا كبيرا مع الابياري على مسرح بديعة ، حتى قررا ان يقدمان مسرح روائي بعيدا عن الاسكتشات .
الطرد 
كانت تعرضت بديعة لوعكة صحية نقلت على أثرها المستشفى ، وبعد خروجها اخبرها ابن أخيها الذي كان يدير الكازينو حينذاك ، أن الجمهور لم يعد يقترب من البار ، لان جمهور المسرح يختلف عن جمهور المونولوجات ، وحل محله جمهور المسرح الذي لا يفضل شرب الخمور وهو يشاهد المسرحيات الروائية التي يقدمها ياسين والابياري ، ما جعلها تستشيط غضبا حتى أمسكت (مقشة)، وركضت خلفهما في شارع عماد الدين ، ليستقلا الترام هربا منها .
 
السينما 
كان من  المستحيل ألا ينتبه صناع السينما لموهبة ياسين وخفة دمه وقتها ، باعتراف الكثيرين منهم ياسين لم يكن وسيما ، لكن الله انعم عليه بخفة ظل لا مثيل لها ، جعلته يجذب قلوب الملايين في الشرق الأوسط ، ولان الفن الكوميدي "البسيط الذكي"، لا يموت ، ظلت أعمال ياسين حتى يومنا هذا حية ولم تموت .
في عام 1939 كان وقع اختيار المخرج والمؤلف فؤاد الجزايرلي عليه ، للمشاركة ف يفيلم "خلف الحبايب"، وبعد هذا الفيلم قدم ياسين عددا من الأفلام السينمائية ومنها الفيلم الشهير " "على بابا والأربعين حرامي" بطولة الفنان الراحل علي الكسار ،  و"نور الدين والبحارة الثلاثة"، أما العام 1949 فشهد أول بطولة مطلقة لياسين الذي قدم وقتها فيلم "الناصح"، بعد أن أشاد بموهبته الفنان أنور وجدي ، ومن هنا أصبح ياسين من أهم نجوم الشباك في السينما المصرية ، ما جعل المنتجين يذهبون إلى منزله للتعاقد معه على أعمال جديدة .
الأفلام التي حملت اسمه 
في عام 1955 قدم ياسين مجموعة أفلام باسمه ، من إخراج المخرج فطين عبد الوهاب وتأليف أبو السعود الابياري ومنها ، إسماعيل ياسين في متحف الشمع، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، إسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين في البوليس ، إسماعيل ياسين في الطيران، إسماعيل ياسين في البحرية، إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين، إسماعيل ياسين طرازان، إسماعيل ياسين للبيع .
الرحيل 
رحل أبو ضحكة جنان عن عالمنا في 24 مايو عام 1972 بعد أن سكن قلبه الاكتئاب ، لحجز الضرائب على جميع أمواله ، تاركا أرثا من الأعمال السينمائية الكوميدية ، وابنه ياسين البالغ وقتها 17 عاما ، والذي أصبح فيما بعد مخرجا سينمائيا .