لواء دكتور سمير فرج
في عملية ناجحة قامت بها المخابرات العامة المصرية، برئاسة الوزير عباس كامل، تسلمت مصر الإرهابى هشام عشماوى ومُساعِده صفوت زيدان، وكانت قوات «حفتر» قد قبضت على هشام عشماوى في 8 أكتوبر الماضى خلال عملية تطهير مدينة درنة، التي ظلت تحت أيدى الدواعش 4 سنوات.

وهشام عشماوى، الذي يبلغ من العمر 43 عامًا، كان قد التحق بالقوات المسلحة عام 1994، وثارت بشأنه بعض الشبهات بتشدده دينيًا، وفى عام 2007 أُحيل «عشماوى» إلى المحكمة العسكرية بسبب تحريضه ضد الجيش، وتقرر فصله من الخدمة عام 2009، بعدها تعرف على مجموعة من معتقدى الفكر الجهادى في أحد المساجد بالمطرية، وشكّل بعدها خلية تنظيم أنصار بيت المقدس، وسافر «عشماوى» بعدها إلى تركيا في إبريل 2013، وتسلل منها إلى سوريا وقاتل ضد نظام بشار الأسد، ثم عاد إلى مصر وشارك في اعتصام رابعة العدوية، وبعدها سافر إلى ليبيا، حيث شكّل داخل مدينة درنة خلية تحت اسم «أنصار بيت المقدس» بعد مبايعته من تنظيم داعش، وأطلق على نفسه اسم «أبوعمر المهاجر»، وبعدها أسّس تنظيم «المرابطون في ليبيا»، الموالى لتنظيم القاعدة، ولقد اتُّهم «عشماوى» بالاشتراك في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، محمد إبراهيم، وكذلك اغتيال النائب العام السابق، هشام بركات، واستهداف الكتيبة 101 حرس حدود، وكانت المحكمة العسكرية قد حكمت عليه غيابيًا بالإعدام ومعه 13 من العناصر الإرهابية إثر إدانتهم في الهجوم على كمين الفرافرة، الذي أسفر عن استشهاد 28 ضابطًا ومجندًا.

وتأتى أهمية تسلم هشام عشماوى في أنه كنز كبير للمعلومات، من خلال تواجده في عدة أماكن مختلفة خاصة وقضائه 4 سنوات في مدينة درنة الليبية، التي كانت تحت حكم الدواعش، لذلك فإن حجم المعلومات التي لديه- عن مصادر تمويل هذه الجماعات الإرهابية ومصادر التسليح وأماكن وأساليب التدريب والشبكة العنكبوتية لهذا التنظيم داخل وخارج مصر وأسلوب الاتصالات مع العناصر داخل مصر وأسلوب تخصيص وتنسيق المهام لتنفيذ العمليات الإرهابية- يُعد كنزًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وطبعًا لما هو معلوم من أن هشام عشماوى متورط في أكثر من 17 عملية إرهابية، ولكنى أعتقد أنه بوصوله إلى القاهرة وبعد استجوابه سيتضح أنه كان مسؤولًا عن عدد أكبر من هذا الرقم من العمليات الإرهابية، وهناك معلومات مؤكدة بأن هناك عمليات كانت مخططة للقضاء على هشام عشماوى قبل وصوله إلى مصر سواء كان من منظمات إرهابية أو حتى من دول خارجية بسبب حجم المعلومات الموجودة لديه، لذلك أدار عملية تسلمه من ليبيا الوزير عباس كامل شخصيًا، وظهر ذلك واضحًا من حجم الاستعدادات وتنظيم وتأمين عملية نقله إلى القاهرة، كما تأتى عملية تسلم هذا الإرهابى تأكيدًا لما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى من أن الحرب ضد الإرهاب لم تنته، وأن دم الشهداء المصريين لن يضيع هدرًا، وأن مصر مسؤولة عن الثأر لهؤلاء الشهداء أبناء مصر الأبرار، ولقد تم تسليم هشام عشماوى ومُساعِده ضمن المعاهدات الموجودة بين مصر وليبيا لتسليم الهاربين والمجرمين والإرهابيين، وعلى ذلك فإننا سوف ننتظر الأيام القادمة معلومات جديدة ومهمة سوف يكون لها تأثير مباشر على قرارات التصدى للإرهاب داخل مصر وخارجها.
نقلا عن المصرى اليوم