فيينا – اسامة نصحي 
فى تطور جديد للأزمة السياسية الساخنة فى النمسا وبعد صدام عنيف بين مستشار النمسا ووزير الداخلية انسحب وزراء حزب الحرية من الحكومة على أثر فضيحة رئيس الحزب ونائب المستشار الذي تورط فى قضايا فساد وصفقات مشبوهة مع سيدة اعمال روسية وقد تلقى الرئيس النمساوي ألكسندر فإن دير بيلين طلبا من المستشار الفيدرالي سباستيان كورتس بعزل وزير الداخلية هيربرت كيكل على أثر فضيحة فساد تورط فيها رئيس حزب الحرية السابق والذي ينتمي له الوزير. 
 
وقالت مصادر سياسية في فيينا ان أعضاء الحكومة من حزب الحرية مطالبون ايضا بالاستقالة من مناصبهم حيث يجب استبدالهم بخبراء غير حزبيين بحسب مطالب أحزاب المعارضة .
 
يذكر ان حالة من الجدل السياسي تعيشها النمسا عقب الكشف عن قضية فساد ضخمة تعرف باسم فضيحة ايبيزا تورط فيها نائب المستشار هاينز كريستيان شتراخه وتضمنت صفقات مشبوهة مع سيدة أعمال روسية لتمويل حزبه مقابل عقود غير قانونية للاستثمار في النمسا.
 
ومن المعروف أن الفضيحة تسببت في الدعوة إلى إنتخابات مبكرة في سبتمبر المقبل. 
 
ومن جانبه أكد  نوربرت هوفر الرئيس الجديد لحزب الحرية – عضو الائتلاف الحاكم – فى النمسا أنه سوف يجرى تدقيقا واسعا على أى تمويلات مالية يتلقاها الحزب من الخارج .
 
جاء ذلك على خلفية تفجر فضيحة سياسية مدوية فى البلاد يوم الجمعة الماضي عرفت باسم " فيديو ايبيزا " والذي يظهر فيها الرئيس السابق للحزب هاينز كريستيان شتراخه مع سيدة روسية فى جزيرة ايبيزا الاسبانية يتفقون على صفقات مشبوهة ووقائع فساد مالي مما أجبره على الاستقالة من جميع مناصبه عقب نشر الفيديو .
 
ورفض هوفر مطالبات احزاب المعارضة باستقالة جميع الوزراء التابعين لحزب الحرية فى الحكومة النمساوية وعلى رأسهم هيربرت كيكل وزير الداخلية لافتا الى أن كيكل حقق نجاحات واسعة فى قضايا اللاجئين والحد من الهجرة غير الشرعية وغير متورط فى الفضيحة الاخيرة .
 
وقال هوفر أنه سوف يرفض اى تبرعات للحزب كما أعلن اعتذار الحزب رسميا عن فضيحة " فيديو ايبيزا " متمنيا الحفاظ على علاقات طيبة مع كل الاحزاب بما فيهم الحزب الاشتراكي " اس بي او " والذي دأب على انتقاد حزب الحرية والدعوة الى سحب الثقة من الحكومة .
 
ومن ناحيتها ..اتهمت رئيسة الحزب الاشتراكي باميلا راندي فاجنر مستشار النمسا سباستيان كورتس بالتسبب فى هذه الازمة لاصراره على اختيار حزب الحرية كشريك فى الائتلاف الحكومي فى عام 2017 مشيرة الى أن كورتس وحده يتحمل المسئولية كاملة .
 
وكان كورتس قد أعلن حل الائتلاف الحكومي والدعوة الى انتخابات برلمانية جديدة فى سبتمبر المقبل بعد موافقة رئيس الجمهورية الكسندر فان ديربيلين بينما تعتزم أحزاب المعارضة سحب الثقة من الحكومة فى اول اجتماع للبرلمان واجراء انتخابات فورية .