هانى لبيب
كيف يمكن للمثقفين وبعض الكتاب أن يروجوا للخرافات والدجل والشعوذة بهذا الشكل الفج؟!

قرأت «بوست» يقول: «خدوا بالكم يا شباب، تحذيراً شديداً وهاماً لكل المصريين، خاصة البنات، بعدم الاتصال والرد على أى رقم موبايل يبدأ برقم XXXX لأن هذا الرقم يتسبب عند الرد عليه بتشغيل خاصية خفية فى شبكات الموبايل تعمل على إرسال شحنات مغناطيسية فى صورة موجات سرطانية عبر الموبايل، وهو ما يتسبب فى حدوث أمراض كثيرة، لا نعرف تأثيرها أو انتشارها حتى الآن، ومع ملاحظة أنه عندما يكون الاتصال من هذا الرقم، فإنه لا يرد أحد، بل يتم تركيز الموجات السرطانية ليتلقاها جسم من يرد، وعلى كل من يقرأ هذا التحذير أن يرسله لأصدقائه وأقاربه لكيلا يصاب بهذا المرض اللعين».

قرأت هذا البوست منذ شهر تقريباً، ولم أهتم به بالطبع، غير أنى فوجئت به ينتشر على الفيس بوك بشكل يوحى وكأن ما جاء به حقيقى لا لبس فيه أو تشكيك.

أصبحت تلك البوستات.. تجد صدى واسعاً جداً، ويعيد كثيرون نشرها، وبالتالى يتكرر ظهورها أمامك إلى ما لا نهاية، فيبدو أن كثيرين يتعمدون إرسالها لأكبر قدر ممكن من الأصدقاء وغيرهم لكى ترتاح ضمائرهم.

ثانياً: إن الفيس بوك جعل انتشار أى رسالة مئات المرات من أسهل ما يكون.. ومع انتشار الرسائل تنتشر الشائعات.

ثالثاً: إن العديد ممن يرسلون هذا التحذير هم بعض الصحفيين والإعلاميين، الذين يروجون لخرافات، ولم يسأل أى منهم نفسه أو غيره عن حقيقة هذا الأمر على المستوى العلمى.

رابعاً: كيف يمكن أن يصدق أحد هذه الشائعة غير المنطقية.. التى تعتبر فى تقديرى إما شائعة ساذجة، أو مباراة ضمن مباريات المنافسة والتشهير بين شركات الاتصالات وبعضها البعض؟

خامساً: أجد خطورة شديدة فى تغلغل الفكر الخرافى الذى ينحى العلم جانباً ويهمل الحقائق المرتكزة على نظريات علمية فى سبيل الترويج لأوهام.. تجد صدى واسعاً فى المجتمع.

نقطة ومن أول السطر..
رغم كل التطور العلمى والتكنولوجى الذى نحياه الآن، لا يزال البعض، نتيجة العديد من الموروثات الثقافية والاجتماعية والدينية.. أسير الخرافات والخزعبلات لدرجة الاعتقاد فيها والإيمان بها، والتعامل معها باعتبارها حقائق علمية.
نقلا عن الوطن