رغم كل اللقاءات الدولية حول سوريا ومحاولة تكثيفها في الفترة الأخيرة، إلا أن العنوان الرئيس هو أنه لا جديد في إطار الحل السياسي، بينما الوضع الميداني يزداد سوءًا، في ظل استمرار هجمات النظام على مناطق المعارضة، مع الحديث عن انهيار كامل لاتفاق سوتشي لوقف إطلاق النار.

 
إيلاف: اللجنة الدستورية "مؤجلة أو معطلة" رغم لقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وبحثهما الملف السوري، واتفاق الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين على ضرورة عقد اجتماع مجموعة العمل حول شمال غرب سوريا، إلا أنه أيضًا "لا تغيير"، كما إن المعارضة السورية ركزت لقاءاتها ووسعتها في جنيف مع دول معنية بالملف السورية أمس، وكان هناك لقاء أخيرًا مع ممثلي المجموعة المصغرة في جنيف "من دون نتائج ملموسة".
 
التقى رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري، أمس الأربعاء، "مع ممثلي بعض الدول المهتمة في الشأن السوري في مقر الأمم المتحدة في جنيف"، بعد لقاء جمع الحريري ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
 
وأكدت هيئة التفاوض السورية، في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، أن "رئيس ‫هيئة التفاوض السورية" التقى الثلاثاء مع مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، وأن الحريري "أكد خلال اللقاء على ضرورة المحافظة على اتفاق خفض التصعيد في المنطقة وحماية المدنيين".
 
وقال الحريري "ناقشنا خروقات النظام لاتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة حماية اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا، والجهود المبذولة من أجل وقف التصعيد وحماية المدنيين". 
 
أضاف: "لمست حرصًا تركيًا كبيرًا من أجل ذلك، وكان هناك اهتمام مشترك بتشكيل اللجنة الدستورية، مفاوضات شمال شرق سوريا".
 
بوابة الحل 
اللقاء بين أوغلو الحريري "تطرق إلى قرب الانتهاء من تشكيل اللجنة الدستورية‬، التي تعتبر بوابة للحل السياسي الشامل والعادل وفقًا للقرار (2254)".
 
وقال جاويش أوغلو إن "الأطراف المعنية بالملف السوري قريبة من الاتفاق حول لجنة صياغة الدستور في سوريا". وأكد أن "هجمات النظام السوري تعد انتهاكًا صريحًا لاتفاق سوتشي، وتعارض مسار أستانة".
 
اتصال هاتفي 
فيما كشفت الخارجية التركية، الثلاثاء، أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بحث مع نظيره الروسي سيرغي شويغو هاتفيًا آخر التطورات في محافظة إدلب السورية، والتدابير اللازمة لخفض التوتر في المنطقة. وأضافت إن "الوزيرين بحثا التدابير التي يجب اتخاذها لخفض التوتر في المنطقة، وكذلك القضايا الأمنية الإقليمية، في إطار اتفاقية (سوتشي) المبرمة بين تركيا وروسيا".
 
لقاء مهم
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، قد بحثا الملف السوري، في منتجع (سوتشي) في روسيا. 
 
وقال لافروف إن الجانبين بحثا "تنسيق المواقف بين موسكو وواشنطن، بشأن عدد من النقاط المحددة". ولفت لافروف إلى أن "هناك الكثير من المشكلات التي تحتاج حلولًا عاجلة، ومنها أزمة سوريا". موضحًا خلال مؤتمر صحافي مشترك أنه "في ما يتعلق بسوريا، تحدثنا عن ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بشكل كامل، الذي يتمثل البند الأساسي فيه باحترام سيادة ووحدة أراضي سوريا".
 
وشدد على أن الطرفين اتفقا "على مواصلة المشاورات على أساس الاتصالات القائمة بيننا، وقمنا بتنسيق المواقف بشأن عدد من النقاط المحددة، بما فيها النقاط المتعلقة بالقضاء على الإرهابيين على الأراضي السورية نهائيًا وتوفير الظروف لعودة اللاجئين وحل القضايا الإنسانية وإطلاق العملية السياسية في سياق تشكيل اللجنة الدستورية".
 
قال بومبيو إن الاجتماع الذي استمر أربع ساعات تم خلاله الحديث عن تخفيف معاناة الشعب السوري. وأضاف: "نريد أن نفعل كل ما بوسعنا من أجل ألا تكون الأرض السورية ملاذًا للإرهابيين. كما بحثنا تخفيض التصعيد في إدلب في شمال سوريا".