عرض/ سامية عياد
أوصى الله آدم أن لا يأكل من الشجرة ، وإن أكل موتا يموت ، هذه الوصية الأولى بالصوم ، الذى يعتمد على الامتناع عن بعض الأطعمة ليس لكونها نجسة ، بل للتحكم فى الإرادة الأامر الذى لم يستطيع آدم فعله فسقط فى الخطية.. 
 
القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "فى الصوم.. تقوية للإرادة" وضح لنا أن الصوم وسيلة وليس غاية ، هو الامتناع عن بعض الأطعمة بهدف قمع وانضباط للجسد والنفس ، فبالصوم تقوى الإرادة ويسيطر الإنسان على أهوائه ، والصوم يجعل الإنسان فى حالة تركيز روحى فهو وسيلة لتطهير النفس "تذللون نفوسكم.. لأنه فى هذا اليوم يكفر عنكم لتطهيركم ، من جميع خطاياكم أمام الرب تطهرون " ، بالصوم يستطيع الإنسان قمع جسده فلا تقوى الغريزة عليه ، وهذا هو الاختلاف بينه وبين الحيوان الذى يشبع رغباته واحتياجاته فى أى وقت دون تحكم.
 
يقول القديس يوحنا الدرجى : (الصوم هو كبح رغبات الجسد ، وابتعاد عن الأفكار الشريرة .. هو طهارة الصلاة ، نور للنفس ، ويقظة العقل والقلب معا، هو فتح القلب وتحرره من كل شىء يمكن أن يعرقل هبة فصح المسيح ) ، ويعنى هذا أن الصوم لابد أن يقترن بالصلاة النابعة من القلب ، وتوبة حقيقية واشتياق لتجديد علاقة مع الله ، يقول دانيال النبى : "فوجهت وجهى الى الله السيد طالبا بالصلاة والتضرعات بالصوم والمسيح والرماد" ، وبالصوم تهرب الشياطين وتخرج الأرواح النجسة كقول الرب يسوع : "هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشىء إلا بالصلاة والصوم" .
 
ليتنا نتعلم معنى الصوم الحقيقى قبل أن تعبر فترة الصوم الكبير ، نقدم قلب تائب مشتاق الى تجديد العلاقة مع الله ، نذوق حلاوة الطعام الأبدى ..