عرض/ سامية عياد
"أدخلوا من الباب الضيق ، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدى الى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه ، ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى الى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه" هكذا دعانا الرب يسوع الى الدخول من الباب الضيق ..
 
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "ادخلوا من الباب الضيق" أكد لنا أن وصية الدخول من الباب الضيق وصية ملزمة وليست وصية اختيارية ، فالرب يسوع لم يدعنا لحياة مريحة ، كان وعده لشاول الطرسوسى "لأنى سأريه كم ينبغى أن يتألم من أجل اسمى" ، وهو نفسه دخل من الباب الضيق ولد فى مزود فقير وعانى من الاضطهاد والمقاومة فى خدمته وانتهى الطريق بأن يسلم للموت ويحتمل آلام الصليب ، نجد أيضا التلاميذ والآباء والقديسون والخدام وكل أبناء الكنيسة دعوا أن يجتازوا من الباب الضيق ، فالباب الضيق لكل إنسان مسيحى .
 
هناك عدة أمور بواسطتها يستطيع الإنسان أن يختبر الباب الضيق ، فى حياته الروحية إذ تسير الكنيسة بمنهج الباب الضيق لتحفظ أولادها فى روح الإيمان الأصيل فهى تلتزم بصلوات وأصوام وعبادات تنقلها لأولادها عبر الأجيال المتتابعة حتى وإن كانت فيها ملامح التضيق على النفس ، فى تخليه عن الذات إذ يفقد الإنسان بركات كثيرة عندما يرتبط بذاته وراحته الشخصية ، فى تخليه عن الشهوات الرديئة وهذا يتطلب الجهاد المستمر من أجل النقاوة وبحسب تعبير الكتاب أن "يحفظ الإنسان نفسه بلا دنس فى العالم " ، فى خدمته للكل ، فلا تتراجع عندما تجد صعوبات تحيط بخدمتك فالله دعانا أن ندخل من الباب الضيق .
 
علينا أن نلتزم بوصية الباب الضيق فهو الطريق للحياة مع الرب يسوع وقد دعينا إليه ، مهما كانت الضيقات علينا أن نتحمل ونجاهد ولا ندع مشاعر الكسل والتعب وضيق النفس تدخل عقولنا وقلوبنا .