كتبت – أماني موسى
توجه د. طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، برسالة إلى طالبات وطلبة الصف الأول الثانوي، قال فيها:
 
أنا اكتب لكم هذه الكلمات قبل أيام قليلة من امتحانات الترم الثاني لهذا العام وأنا أعلم ما تشعرون به وأعلم كم تعبتم ونحن معكم من المعلومات المغلوطة والترهيب والتخويف والشائعات وأعلم أن هذا كله خلق حالة من البلبلة والقلق الغير مبرر لكم ولأولياء أموركم.
 
أنا أعلم أيضاً مشقة الانتقال من سنوات تعودتم فيها على أسلوب تعليمي (إن جاز القول) يتمحور حول الدروس والتلقين والتركيز على مسائل وتدريبات بعينها للمرور من "بعبع" الامتحانات. أعلم أيضاً أن الكثيرين منكم تدرب على أن درجات الامتحان هي الهدف وليس التعلم الحقيقي.
 
لقد بذلت الوزارة جهداً هائلاً لخدمتكم وإن راق للبعض أن يصور لكم انكم حقل تجارب وأن مستقبلكم مهدد بالخطر ...... أعلم أن متابعتكم لكل الجدل على صفحات الجرائد والتواصل الاجتماعي والتشكيك في كل شيء وقلق الآباء والأمهات ومحاولة بعض المعلمين (للأسف) لاستدراجكم ثانيةً إلى السناتر قد أصابكم بالخوف ولو كنت مكانكم لشعرت بنفس الخوف من هذا المشهد الغريب والذي تداخل فيه الخوف الطبيعي من التغيير والمجهول مع التخويف من أصحاب المصالح المتشابكة وليس لكم ذنب في هذا كله.
 
إن حرص الوزارة والدولة بأكملها عليكم يقتضي أن نقدم لكم أفضل ما نستطيع. وقد آثرنا أن لا نترككم لسنوات أخرى من تعليم يقتل فيكم الإبداع والرغبة في التعلم ويقلص من فرصكم المستقبلية في حياه ناجحة تعملون فيها بما تحبون وتعلمون.
 
إن رحلة التعلم الحقيقي بدأت بكم، وإن كان الكثيرون منكم لم يتحقق من هذا بعد، وسوف تكون هذه الدفعة مثالاً للأجيال القادمة ولكن الرحلة تقتضي الصبر وأن نعمل معاً بلا خوف ونحن نؤمن بالهدف المنشود. الهدف أن نتعلم ونكتسب ثقة في قدراتنا الحقيقية وأن تلتحقوا بجامعتكم المفضلة.
 
وماذا عن الامتحان؟
المسألة أبسط مما صورها الكثيرون!
١) امتحان هذا العام هو امتحان سنة نقل عادي مثله مثل السنوات السابقة من حيث الأهمية والمطلوب هو النجاح إلى الصف الثاني الثانوي.
 
٢) امتحان هذا العام بنظام الكتاب المفتوح ويعتمد على أسئلة تقيس فهم نواتج التعلم.
 
٣) امتحان هذا العام تم تصميمه في "مستوى الطالب المتوسط" و"أسلوب التصحيح" تم تصميمه لمراعاة إنكم تخوضون هذه التجربة لأول مرة.
 
٤) لقد اعددنا قرابة ١٧٠٠ مدرسة حكومية بالبنية التحتية التقنية اللازمة كي نقدم امتحان إلكتروني آمن على التابلت بدون الاعتماد على الشريحة أو الإنترنت.
 
٥) هناك حوالي ٥٠٠ مدرسة مجهزة ولكن ما تزال تعاني من مشكلات فنية وبالتالي قررنا أن امتحاناتها ستكون ورقية هذا العام إلى حين إكتمال تجهيزها.
 
٦) طلاب المنازل والخدمات والسجون والمستشفيات سوف يمتحنون ورقياً.
 
٧) إن (تجربة مارس + تجربة ١٢ مايو) ساعدتنا أن نقرر الحل الأمثل والذي سنطبقه في الـ ١٧٠٠ مدرسة بدون الاعتماد على الشبكات في الوقت الراهن.
 
٨) إذا حدثت أي مشكلة فنية في مدرسة بعينها، سوف نعقد الامتحان ورقياً.
 
٩) الوزارة جهزت غرفة عمليات على مدار الساعة لحل أي مشاكل طارئة في أي مدرسة في مصر خلال فترة الامتحانات.
 
١٠) لا تنشغلوا بكيفية وصول الامتحان إليكم سواءً كان ورقياً أو على التابلت.
 
١١) الأهم هو عدم الالتفات لأي جدل أو استنتاجات أو أسئلة فرعية أو إشاعات غير ما أقوله لكم هنا والتركيز فقط على قراءة فصول المنهج (الترم الثاني فقط) في محاولة هضم وفهم المفاهيم نفسها بدلاً من حفظها وسوف يكون الامتحان مباشراً ويسيراً عليكم.
 
لقد استمعنا إلى مئات الآلاف من الملاحظات والإقتراحات وأخذنا بالكثير منها ولا ينتظركم سوى الأفضل إن شاء الله.
 
تذكروا: المسألة أبسط مما صورها الكثيرون!
 
لا تقلقوا من كيفية وصول الامتحان إلى أيديكم فقد قام المهندسون المصريون في أجهزة الدولة المختلفة بابتكار حلول فنية رائعة لتفادي أي مشاكل في هذا المقام ولا تقلقوا من صعوبة الامتحانات المزعومة.
 
الفكرة ليست التعجيز ولكنها نقلة من أسلوب إلى أسلوب أفضل في التعلم وسوف تمر في سلام بإذن الله.
 
أنتم الأمل لمصر ولهذا نبذل الجهد لتقديم ما هو أفضل لكم وسوف تفخرون بأنكم دفعة ٢٠١٨-٢٠١٩ إن شاء الله.
كل سنة وأنتم بكل خير وتوفيق وسداد ونجاح باهر بإذن الله.