بقلم : د.ماجد عزت إسرائيل
 قام قداسة البابا تواضروس الثانى البطريرك رقم (118) منذ 4 نوفمبر 2012م وحتى الآن،    اليوم الموافق يوم الأحد(١٢مايو ٢٠١٩ م/ ٤ بشنس ١٧٣٥ ش)، بحضور العديد من الشخصيات الألمانية القائمة على الجهاز الإدارى للمدينة وشعب الكنيسة،بتدشين كنيسة السيدة العذراء بمدينة دوسلدورف عاصمة ولاية الراين الشمالية،وهذا الكنيسة ضمن أبريشية نيافة الحبر الأنبا مشيائل رئيس دير الأنبا أنطونيوس بألمانيا،وتحدث قداسة البابا عن مراحل التدشين حيث أوضح قداسته أنه يمر  بثلاث خطوات وهى: الخطوة الأولى مجموعة من الصلوات والطلبات تنتهي بكلمة "كيرياليسون"أما الخطوة الثانية: رشم المذبح بعلامة الصليب بدون زيت التكريس (أي زيت الميرون) ويكون مرد الشعب كله كلمة "آمين" أما الخطوة الثالثة: إحضار زيت الميرون وهو زيت التكريس وصبه على المذبح ونحن نرشم ثلاثة رشومات باسم الثالوث القدوس. باختصار، المحطة الأولى كيرياليسون والمحطة الثانية آمين، والمحطة الثالثة الليلويا، وبهذا تكون:المحطة الأولى: أننا نطلب الرحمة من الله أما الثانية: نطلب الاستجابة من الله أما المحطة: نفرح ونقول الليلويا. وبعدها قام قداسة البابا تواضروس الثانى بصلاة القداس الإلهى شاركة الصلاة نيافة الأنبا مشيائيل والأنبا بطرس وأسقف اليونان وعدد من القمامصة والقسوس وخورس الشمامسة.
 
   وعل شاكلة هذه الزيارة الرعاوية لقداسة البابا تواضروس الثانى يجب علينا هنا أن نؤكد أن المتنيح قداسة البابا "كيرلس السادس" البطريرك رقم (116) (1959-1971م) في حبرية قداسته وصلت الكنيسة القبطية إلى مكانة كبيرة في الكرازة ببلاد المهجر وخاصة بعد أن اثنى المتنيح قداسة البابا "بولس السادس"البابا رقم (262)(21 يونيو 1963 -6 أغسطس 1978م)؛ على مكانة كنيستنا القبطية في بلاد أوروبا. 
 
على أية حال،كان لهذه الكلمات التى قالها البابا "بولس السادس"(21 يونيو 1963 -6 أغسطس 1978م) أثر كبير لدى البابا كيرلس السادس، ولذلك فكر فى رعاية الأقباط المهاجرين إلى أوروبا، ومن الجدير بالذكر أن عدد كبير من أقباط مصر هاجر البلاد تاركين مصر بسبب القوانين الإشتراكية التى أصدرها "جمال عبد الناصر"( 23 يونيو 1956 – 28 سبتمبر) فى الستينيات من القرن العشرين، وأضرت بمصالحهم فى الأعمال الحرة وضيقت على أرزاقهم وتجمعوا فى الشتات وكان البابا يتعهدهم بابوته وكثيراً ما كانوا يحضرون إلى مصر ويذهبون لزيارته، ولذلك حرص البابا على رعاية أبنائه فى الشتات وأسند هذه المهمة لنيافة المتنيح الأنبا "صموئيل" وكان فى واقع الأمر بمثابة مسئول عن العلاقات الخارجية للكنيسة القبطية، فقد أصبح اختصاصه يشمل الاتصال مع الكنائس الأخري(الفاتيكان وكنتر يرى) مع مجلس الكنائس العالمي ومع الكنائس القبطية التى بدأت تنتشر فى بلاد المهجر خصوصا فى أوروبا وأمريكا وعلاقات مع ألمانيا الغربية.ولذلك حرص نيافة الأنبا "صموئيل " بإرشاد من قداسة البابا كيرلس السادس على إرسال كهنة إلى أغلب هذه البلاد حتى لا يضيع الشعب القبطى فى وسط شعوب البلاد التى هاجروا إليها، وكانت مهمتهم هو الإفتقاد وأقامة الصلوات والقداسات والخدمات والأنشطة المختلفة. فففى أول عام بعد سيامته أرسل القس "مينا أسكندر" من الأسكندرية وقد مكث عاماً فى أوروبا لرعاية الأقباط وكان يسافر من بلدة إلى أخرى ليقيم الصلوات ويفتقد الأقباط الذين يعملون فى أوربا.وفى عام 1962م بدأت جولات الأنبا صموئيل الرعوية إلى  إلى شتى المسكونة، وسعت الكنيسة وراء أبنائها فى الخارج لترعاهم وتحفظهم من الشتات، والذوبان فى المجتمعات الجديدة التى يعيشون فيها. ومع إنشاء العديد من الكنائس فى كل أوروبا.  كما لا أحد ينكر دور القمص "صليب سوريال " (1916- 1994م) وهو أحد كهنة كنائس مدينة الجيزة، ورائد من رواد مدارس الأحد، كما إنقاذ مبنى الكلية الإكليركية بأرض الأنبا رويس، وهو الذى أوفده البابا "شنودة الثالث" البطريرك رقم (117) (1971-2012م)  في عام 1975 إلى ألمانيا لخدمة شعبها فأسس سبعة كنائس في جميع أنحاء المانيا ودير الأنبا أنطونيوس في كريفلباخ بالقرب من فرانكفورت ومركز ثقافي قبطي ملحق بالدير.