فاروق عطية
الصالح عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون: ولد بالقاهرة عام 1325م، لقب أبو اسماعيل وأبو الفدا. هو أخ غير شقيق للسلطان شهاب الدين أحمد. أنجبه السلطان الناصر هو وأخوه سيف الدين شعبان أحمد من إحدى جواريه. هو سادس عشر المماليك البحرية، ورابع من تولى السلطنة من أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون. بعدما خلع الأمراء أخيه شهاب الدين أحمد الذي رحل إلى الكرك، قرروا تنصيبه سلطانا لحسن خلقه ولقبوه بالملك الصالح، بايعوه وأجلسوه على العرش في 16يونيو 1342م، ودقوا له البشائر بقلعة الجبل وزينت له القاهرة بعد أن حلف لهم أنه لن يؤذي أو يسجن أحداً بغير ذنب يُجمع على صحته. أقيم الأمير آقسنقر السلاري نائباً للسلطنة.
 
أمر عماد الدين بالإفراج عن المساجين في أنحاء مصر عدا من عليهم أحكام بالإعدام. كتب عماد الدين إلى أخيه السلطان المخلوع المقيم بالكرك يعلمه بأن الأمراء قد نصبوه سلطاناً على البلاد، وطلب منه إعادة الخيول السلطانية وكل ما أخذه معه من مصر.
 
بعد بضعة أيام رجع إلى القاهرة الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد والمماليك السلطانية وبعض الأمراء بعد أن اقاموا لبعض الوقت في غزة تنفيذاً لأمر السلطان المخلوع شهاب الدين. كما فر كاتب السر علاء الدين علي بن فضل الله وبعض أرباب الدولة من الكرك إلى مصر خوفاً من أن يقتلهم السلطان المخلوع.
 
وصلت الأنباء إلى القاهرة بأن السلطان المخلوع قد اتفق مع بعض الكركيين على دخول مصر وقتل عماد الدين فتقرر إرسال تجريدة إلى الكرك لقتاله بقيادة الأمير بيغرا، وتمكنت التجريدة من هزيمة الناصر أحمد والكركيين فتحصن المخلوع بالقلعة.
 
وأمام مماطلة المخلوع في الاستسلام توالت التجريدات عليه. اشتد الحصار على الكرك وقلت الاقوات ونفدت أموال الناصر أحمد، حتى صار يسبك ما عنده من السروج اليجعل منها ما يماثل الدنانير لينفق علي جنوده، وبدأ أهل الكرك يتخلون عنه ويتخابرون عليه لدى أمراء التجريدات مقابل المال. وأنفق عماد الدين هو الآخر أموالاً طائلة على التجريدات المتوالية التي لم يبق بمصر أمير من الأمراء إلا وشارك فيها، حتى شح المال في الخزانة وبيت المال وبدأ يقترض من التجار وبيوت الأمراء.
 
أحد المقربين ومن ثقاة المخلوع إسمه "بالغ الأمراء"، اتصل بقادة التجريدة ووعدهم بتسليم الكرك إذا منحوه الأمان. ذهب إلي القاهرة ومعه بعض مشايخ الكرك، فأكرمهم السلطان عماد الدين وأنعم عليهم. علم الملك الناصر أحمد بخيانة الكركيين له فتحصن بالقلعة ورفع جسرها. ودخل العسكر الكرك ونشب قتال بينهم وبين الملك الناصر وأعوانه المتحصنين معه داخل القلعة. أضرم العسكر النار تحت البرج ثم أقتحموا القلعة، بعد أن استبسل الملك الناصر في الدفاع عنها، وجرح في بضعة مواضع من جسده، ولم يبق أمامه سوى الاستسلام، فقبضوا عليه. انطلق إحد الجنود إلى القاهرة حاملاً نبأ سقوط قلعة الكرك في أيدي الأمراء، ووقوع الملك الناصر أحمد في الأسر، فدقت البشائر في قلعة الجبل سبعة أيام. وكانت مدة حصارالكرك سنتين وشهراً وثمانية أيام. قام أحد الأمراء بقتل الملك الناصر وقطع رأسه وحملها إلي القاهرة ليقدمها للسلطان عماد الدين. وعندما رأى عماد الدين رأس أخيه أصابه رعب شديد ومرض مرضا شديدا.
 
وظل يعانى من الأرق والكوابيس واشتد عليه المرض. ولما ذهب إليه بعض الأمراء وهو في نزعه الأخير يطلبون منه أن يعهد بالسلطنه من بعده إلى أحد، بكى وقال لهم : سلّموا على النائب والأمراء، وعرفوهم أنى إن مت يولوا أخى شعبان. توفى السلطان الملك عماد الدين إسماعيل في 4 أغسطس 1345م، ومدة سلطنته حوالي ثلاث سنوات، إتسمت بالقلاقل الداخلية وصراعه المستمر مع أخيه المعزول. ومنع أخيه شعبان إشاعة نبأ وفاته إلى أن استقرت له الأمور ونُصّب سلطانا.
 
الكامل سيف الدين شعيان بن الناصر محمد بن قلاوون: ولد بالقاهرة سنة 1328م، توفي بالقاهرة في 21 سبتنبر 1346م. تولي عرش مصر في الفترة (1345-1346م)، وهو السابع عشر لسلاطين دولة المماليك البحرية.
 
وكان طائشا متهورا حيث استدعى أخويه (حاجي وحسينا) فتأخرا عن الحضور، فأمر بقتلهما. وأقبل على اللهو واللعب بالحمام. صادر أموال الموظفين، فثار أمراء الجيش، فقاتلهم، فكسروه وخلعوه وأنقذوا أخويه، وولوا أحدهما السلطة وهو حاجي بن محمد وسجنوا شعبان في نفس السجن الذي حبس فيه أخويه، فأرسل إليه حاجي من خنقه في سجنهً.
 
المظفر زين الدين حاجي بن الناصر محمد بن قلاوون: ولد بالقاهرة شنة 1332م وتوفي بالقاهرة سنة 1347م. هو السلطان الثامن عشر لدولة المماليك البحرية، وسادس السلاطين من أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون.
 
ولد سنة 1331م في طريق الحجاز بعد فراغ والديه من الحج، ولما بُشّر والده السلطان الناصر محمد بن قلاوون بمقدمه سماه "سيدي حاجي" نسبة لحاج. بويع سلطاناً على مصر والشام وهو في سن التاسعة عشر من عمره بعد عزل أخوه الكامل شعبان. عندما بويع سلطانا نودي في القاهرة برفع المطالم التي حدثت في عهد شعبان ومُنعت كل الملاعيب في الشوارع، وبعد أن استقر له الأمر بدأ حاجي السير علي خطى أخيه شعبان وانهمك في متعته الشخصية بعشق الجواري وألعاب الشوارع ومسابقات الحمام ومصارعة الديكة. نتيجة لاستهتاره كثر قطاع الطرق من العربان، يذكر تقي الدين المقريزي ما نصه: "كثر عبث العربان بأرض مصر، وكثر سفكهم للدماء، ونهب الغلال من الأجران" ورغم ذلك لم يبدي حاجي اهتماما وظل سادرا في هواياته المدمرة مما جعل الأمراء يتآمرون عليه ويقتلوه.
 
حكم مصر والشام من 1346 إلى 1347م، مدة سلطنته سنة وشهران ونصف. وكان من أشد الملوك ظلما وعسفا وفسقا. 
 
السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون: ولد بالقاهرة عام 1334م وتوفي بالقاهرة عام 1361م. لُقب بالناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن. تولي عرش مصر في الفترة من 1347–1351م كسلطان للدولة المملوكية بمصر والشام والحجاز واليمن والعراق وأفريقية. هو الإبن الثامن من أبناء الناصر محمد بن قلاوون، وهو السلطان التاسع عشر لدولة المماليك البحرية.
 
تولي السلطنة في 18 ديسمبر 1347م بعد مقتل أخيه زين الدين حاجي، وكان يبلغ من العمر 13 ربيعا قليل الخبرة والتجارب غير قادر علي مواجهة الأمراء وتصريف الأمور.
 
وكان يدبر الأمور الأميران منجك وأخوه بيبغا أرس. في السنة الثانية من حكمه ظهر الوباء الذي اشتد بمصر وفتك بمئات الألوف، كنوا يدفنون بمدافن جماعية، وعانى الناس من الضرائب والإتاوات التي فرضها عليهم الأميران الغاشمان؛ فاجتمع على الناس شدتان: شدة الموت، وشدة الجباية. وفي سنة 1350م بلغ السلطان سن الرشد، وأصبح أهلا لممارسة شئون الحكم دون وصاية، وما أن أمسك بمقاليد الأمور حتى قبض على الأميرين وصادر أملاكهما، وكان هذا نذيرا لباقي الأمراء، فخشوا من ازدياد سلطانه واشتداد قبضته على الحكم، فسارعوا إلى التخلص منه قبل أن يتخلص هو منهم، وكانوا أسرع منه حركة فخلعوه عن العرش في 11 أغسطس 1351م، وبايعوا أخاه الملك صلاح الدين بن محمد بن قلاوون وكان فتى لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
 
السلطان الصالح صلاح الدين صالح بن الناصر بن محمد بن قلاوون: ولد بالقاهرة سنة 1338م وتوفي بالقاهرة سنة 1360م. تولي السلطنة في الفترة (1351-1354م) السلطان العشرين لدولة المماليك البحرية. هو الابن الثامن من أبناء الناصر محمد بن قلاوون، وقد تولي السلطنة بعد أخيه الناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن بن بن التاصر محمد بن قلاوون.
 
كان مقيد التصرف لا يبرم أمرا أو يصدر حكما، وتجمعت السلطة في يد الأميرين صرغتمش وشيخون، وحين حاول أحد الأمراء الاستعانة بالسلطان لخلعهما والقبض عليهما سارعا إلى القبض على السلطان وإعادة أخيه الناصر حسن إلى الحكم مرة أخرى.
 
السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون: الُملقب بالناصر بدر الدين أبو المعالي الحسن. تولي عرش مصر في الفترة الثانية له (1354-1361م) السلطان الواحد وعشرين لدولة المماليك البحرية.
 
عندما تولى الحكم ظل مغلوبا على أمره، لا يملك من السلطنة إلا اسمها، غير قادر على ممارسة الحكم في ظل طغيان الأميرين صرغتمش وشيخون، وحين قتل شيخون عام 1357م انفرد صرغتمش بالحكم وعظم أمره، وازدادت ثروته وكثر مماليكه، وأصابه الغرور فتطلع إلى السلطنة وعزم على انتزاعها من السلطان. ترامت هذه الأنباء إلى السلطان وكان قد صهرته التجارب وقوّت عريكته المحن، فكان أسبق من غريمه ونجح في القبض عليه وسجنه، وأصبح سلطانا بلا منازع، وصفا له الجو لأول مرة وتحررت قراراته من القيد والمراقبة، وباشر شؤون الدولة بنفسه دون تدخل من أحد.
 
لم يدم ذلك طويلا؛ إذ نازعه الأمر مملوكه الأمير يلبغا العمري الذي نجح في القبض على السلطان وقتله في 17 مارس 1361م وكان عمره يوم مقتله نيفا وثلاثين سنة، وكانت مدة سلطنته الثانية ست سنين وسبعة أشهر.
 
السلطان الأشرف زين الدين شعبان بن حسن بن محمد بن قلاوون الملقب بأبو المفاخر.
 
ولد عام 1353م، تولي حكم مصر سنة 1363م السلطان الـ12 لدولة المماليك البحرية، حين كان يلبغا العمري وطيبغا الطويل الحاكمين الفعليين، بعدنا نجح في التخلص منهما ومن غيرهما من الأمراء الذين كانوا يتطلعون إلى العرش، وأصبح السلطة الوحيدة في البلاد وحكم دون الرجوع للأمراء.
 
وكان محبوبا من الرعية. تمكن من محاربة الفرنجة في طرابلس وحماية بلاده من تقدمهم. في عصره راج سوق العلم والعلماء. اغتيل في 15 مارس 1377م بسبب تآمر الأمراء عليه ودفن في قبة مدرسة أم السلطان شعبان بالدرب الأحمر جنوب القاهرة.
 
السلطان المنصور علاء الدين بن شعبان: ولد بالقاهرة 1367م وتوفي 1381م. تولي عرش مصر في الفترة (1377-1381م) السلطان رقم 22 لدولة المماليك البحرية. وهو من أحفاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، تولي الحكم لمدة سنتين خلفا لوالده السلطان شعبان، وخلفه أخوه الصالح زين الدين حاجي.
 
السلطان الصالح زين الدين حاجي: من أحفاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، تولى حكم مصر في الفترة (1381-1382م)، هو السلطان الـ 23 لدولة المماليك البحرية. تولي الحكم خلفا لأخية السلطان المنصور علاء الدين. ولم يمض على حكمه سوى سنة حتى خلع وتسلطن الأمير برقوق من المماليك الجراكسة، ثم أعيد زين الدين حاجي وحكم لمدة سنة، ثم خرج السلطان برقوق من سجنه وأعيد إلى سلطانه، وانتهى أمر المماليك البحرية بشكل دايم وجاء عهد المماليك الجراكسة أو البرجية.