عبد المنعم بدوى

بعد أنتهاء حرب أكتوبر 1973 كثيرا ماسألت هذا السؤال ، وحدث أن أتصل بى معد أحد القنوات الدينيه منذ سنوات ، ( والتى كانت منتشره فى هذا الوقت ) ، للحديث فى القناه عن الملائكه التى حاربت معنا فى حرب أكتوبر 1973 .

أصل الحكايه
كان الشيخ عبد الحليم محمود إماما للجامع الأزهر فى هذا الوقت ، كان هذا الرجل حاصل على الدكتوراه من جامعة السيربون فى الفلسفه صوفى الهوى ، كان يدرك خطورة منصبه ، وأنه مسئوول عن قضايا المسلمين ، وكان لاينتظر توجيها من أحد للنظر فى تلك القضايا ، كان يستشعر أنه أمام المسلمين فى كل أنحاء العالم ، صلبا لايقاوم ، ولايخشى فى الحق لومة لائم ، وكان المسلمون فى جميع أنحاء العالم ينظرون اليه نظرة تقدير وأعجاب ، فهم يعتبرونه رمز الأسلام وزعيمهم الروحى .

بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 ـ فى مثل هذه الأيام منذ 47 سنه ـ وفى يوم الجمعه التالى وفى عز مجد أنتصارات جنودنا وعبورهم قناة السويس وتحطيم خط بارليف ، صعد شيخ الجامع الأزهر الشيخ عبد الحليم محمود منبر الأزهر ليلقى خطبة الجمعه وسط حشود هائله من المصليين وفى أجواء شهر الصوم شهر رمضان المبارك وقال " أن هذا النصر هو من عند الله ، وأنه سبحانه أرسل ملائكته يحاربون فى صف جنودنا الصائمون فى هذه الأيام المباركه .

نحن لم نرى ملائكه تحارب معنا ، وقد سألت زملائى الضباط والجنود هل رأيتم الملائكه ؟ وكانت الأجابه " لا " .

الحقيقه نعم كانت الملائكه تحارب فى شهر رمضان المعظم ، كان الجنود والضباط هم الملائكه ، كانوا رجال منح الله فى قلوبهم الشجاعه وزرع فيهم الأيمان ، كانوا للنصر فرحين وللشهاده مرحبين ، أرتفعت بطولاتهم لمستوى " الملائكه " بل لمستوى الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .

رأيت جنودنا يلقون بأنفسهم وسط النيران ، يطلبون " النصر أو الشهاده " ، وأننى بهذه المناسبه احى كل من أدى واجبه مخلصا من أجل بلده .. أحى أبطالنا الأحياء أوالذين كتبت لهم الشهاده ... فكل أدى واجبه

أننا لن ننساهم أبدا
لن ننسى شهداءنا الأبرار
لن ننسى أبدا هؤلاء الملائكه