في الوقت الذي لم يستبعد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مواجهة عسكرية مع إيران، داعيا النظام هناك إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد، انشغلت الحكومة بالقضاء على أغنية انتشرت في المدارس.

فبعد أن احتلت أغنية "جنتلمان" للمغني الإيراني المقيم في الولايات المتحدة، ساسي مانكان، صدارة مواقع التواصل في إيران خلال الأيام الماضية، دعا وزير التعليم الإيراني قوات الشرطة لتتبع مصدر ما وصفه بـ"الفيديوهات المزعجة"، والتي أظهرت تلاميذ يرقصون على أنغام تلك الأغنية.

وتندرج الفيديوهات ضمن "تحدي الرقص"، والذي يشمل بث مقاطع لتلاميذ في مدارس مختلفة في جميع أنحاء إيران على أغنية "جنتلمان" التي أصدرها مانكان مؤخرا.

ووفق ما ذكر موقع "مركز حقوق الإنسان في إيران"، فإن طلب وزارة التعليم جاء بناء على طلب مسؤولين محافظين بما فيهم عضو في مجلس الشورى، والذين حثوا السلطات الأمنية على بذل كل جهد في سبيل وقف هذه الفيديوهات.

وتلاحق الشرطة عددا من التلاميذ والمدرسين، الذين ظهروا في عدد من الفيديوهات وهم يرقصون على الأغنية، بحسب المركز الذي نقل عن وزير التعليم محمد بطحائي قوله: "يحاول العدو طرقا مختلفة لإثارة حالة من القلق بين المواطنين بنشر مثل هذه الفيديوهات المزعجة التي رأيناها".

وأضاف: "إني متأكد من وجود مؤامرة سياسية خلف نشر هذه الفيديوهات المصورة في المدارس"، مشيرا إلى أنه "تم تعيين فريق يشمل أخصائيين لكشف مصدر هذه المقاطع".

وأثار تحرك الحكومة الإيرانية في قضية الفيديوهات غضب عدد كبير من رواد مواقع التواصل، حيث غرد أحدهم على تويتر قائلا: "عندما يظهر رجال السلطة ذات القدر من الغضب الذي أبدوه على فيديوهات مانكان تجاه قضايا مهمة مثل الفساد وسرقة الأموال العامة، سيكون ذلك يوما مهما في تاريخ البلاد".

من جانبه رد المغني مانكان على الانتقادات التي طالت أغنيته بتغريدة على تويتر قال فيها: "يريدون تعبئة البلاد لمعرفة المدرسة التي انطلق منها تحدي الرقص على أغنية، في الوقت الذي يتهمون فيه آخرين أيضا بالوقوف وراء معدلات التضخم العالية بإيران والفساد وتراجع سلطة القانون. عسى الله أن يشفيهم من الجنون".