تواصل إيران المراوغة بشأن الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية، وذلك بعد يوم واحد من إعلانها تقليص الالتزام بالقيود المفروضة على برنامجها النووي.

فقد قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، الخميس، إن بلاده ترغب في إعادة الاتفاق النووي مع القوى العالمية "إلى مساره" بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.

ونقلت وكالة أنباء إيران عن كمالوندي قوله: "هدفنا تعزيز خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) وإعادتها إلى مسارها".

والأربعاء، أعلنت طهران تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى، بعد عام على القرار الأميركي الانسحاب من هذا الاتفاق، وفقما أعلنت وزارة الخارجية في بيان.

وتم إبلاغ القرار رسميا صباح الأربعاء في طهران، لسفراء الدول التي لا تزال موقعة على الاتفاق، وهي ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا، حسب الوزارة.

واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن انهيار الاتفاق النووي "خطر على إيران والعالم"، مضيفا في رسائل لزعماء الدول الخمس، أنه "بعد 60 يوما ستخفض إيران مزيدا من التزاماتها ضمن الاتفاق النووي وستزيد مستوى تخصيب اليورانيوم".

وتابع أن طهران لن تبيع اليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة لدول أخرى بعد الآن، محذرا من "رد صارم"، إذا أحيل الملف النووي مرة أخرى إلى مجلس الأمن الدولي.

ورفضت الدول الأوروبية المعنية بالملف النووي الإيراني المهلة التي حددتها إيران قبل تعليق التزامها ببنود أخرى في الاتفاق.

وقالت الدول ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في بيان مشترك "نرفض أي إنذار، وسنعيد تقييم احترام إيران لالتزاماتها في المجال النووي".

وجاءت خطوة إيران بعد أيام من بدء مرحلة جديدة من العقوبات الأميركية التي تحظر شراء النفط الإيراني على كافة بلدان العالم.

وكانت إيران تراهن على الاتفاق النووي لأجل تحسين وضعها الاقتصادي الحرج، لكن إدارة ترامب نسفت الاتفاق بسبب عدم تعديل طهران لسلوكها وتماديها في سياسة نشر الفوضى في الشرق الأوسط.