حذر تقرير بعنوان "التقييم العالمي"، صادرعن المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات، أول أمس الاثنين، من أن مليونًا من أصل ثمانية ملايين نوع على كوكب الأرض، مهددة بالإنقراض بسبب البشر، في التقييم الأكثر شمولًا لخسائر الطبيعة العالمية على الإطلاق.

 
وبحسب موقع "سي إن إن"، يرسم التقرير التاريخي الذي أعد بواسطة 145 خبيرا من 50 دولة؛ صورة قاتمة لكوكب الأرض، بسبب استهلاك البشر للموارد الطبيعية الذي تسبب بدمار العالم الطبيعي.
 
ووفقا للمنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية، التابع للأمم المتحدة، فإن المعدل العالمي لانقراض الأنواع "يزيد بالفعل عشرات إلى مئات المرات، عما كان عليه في المتوسط على مدى السنوات العشرة ملايين الماضية".
 
وأشار السير روبرت واطسون، رئيس المنبر، إلى أن "صحة النظم الإيكولوجية التي نعتمد عليها نحن وجميع الأنواع الأخرى تتدهور بسرعة أكبر من أي وقت مضى"، مضيفًا أن "التغيير الجذري ضروري لإنقاذ الكوكب".
 
يأتي التقرير بعد ستة أشهر من تحذير اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، من أن فرص العالم لتجنب المستويات المأساوية للاحتباس الحراري تقل عن 12 عامًا.
 
ويأمل مؤلفو التقرير، أن يدفع ما تعاني منه الطبيعة إلى دائرة الضوء العالمية، بالطريقة نفسها التي وضع بها تقرير IPCC أزمة المناخ على جدول الأعمال السياسي.
 
* إدارة الأرض
يوضح التقرير أنه كما كان الحال مع تغير المناخ، فإن البشر هم السبب الرئيس لتضرر التنوع البيولوجي، حيث ساهوا في تغيير 75 % من مساحة الأرض، و66 % من النظم الإيكولوجية البحرية، منذ عصر ما قبل الثورة الصناعية، بسبب التأثير الكارثي للنمو السكاني وارتفاع الطلب.
 
ويقول التقرير إن عدد سكان العالم زاد بأكثر من الضعف (من 3.7 إلى 7.6 مليار) في السنوات الخمسين الماضية، وأن أكثر من ثلث أراضي العالم و 75 % من إمدادات المياه العذبة تستخدم لإنتاج المحاصيل أو الماشية.
 
وقالت ساندرا دياز، أستاذة علم البيئة بجامعة قرطبة، إن دول الشمال العالمي تتحمل المسئولية بشكل خاص عن أضرار الطبيعة، بسبب مستويات الاستهلاك للموارد "غير المستدامة"، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصيد وقطع الأشجار."
 
وبحسب التقرير ففي العام 2015 ، تم صيد ثلث المخزونات البحرية بمستويات غير مستدامة، كما زادت كمية الأشجار التي يتم قطعها للحصول على الخشب الخام بمقدار النصف تقريبًا منذ عام 1970، تم قطع 15% منها بشكل غير قانوني، وازداد التلوث البحري بنفايات البلاستيك عشرة أضعاف منذ عام 1980 بمعدل يتراوح بين 300 و400 مليون طن من النفايات التي يتم ضخها في مياه العالم سنويًا.
 
وأنتج التلوث الذي يدخل النظم الإيكولوجية الساحلية، أكثر من 400 "منطقة ميتة" في المحيطات ، أي ما يقدر مجموعه بمساحة أكبر من المملكة المتحدة، تلك المناطق الميتة ينعدم بها الأكسجين للغاية، حيث لا تساعد على وجود حياة بحرية.
 
* لم يفت الوقت بعد
وأوضح واطسون، على الرغم من الصورة المشئومة "لم يفت الأوان لإحداث تغيير سيتطلب إصلاحًا شاملاً للأنظمة الاقتصادية وتحولًا في العقليات السياسية والاجتماعية.
 
وطالبت ديازالحكومات بتطبيق تغييرات جذرية الآن لتفادي المستقبل الخطير خلال السنوات العشرون القادمة عندما يكون "الأمن الغذائي والمناخي في خطر".
 
ووفقا لتقرير التقييم الجديد فأن التغير المناخي، ساهم بالفعل في فقدان التنوع البيولوجي، من خلال اطلاق المزيد من الظواهر الجوية الشديدة، وارتفاع مستويات سطح البحر، وهو ما سوف يؤدي إلى تفاقم الأزمة على مدى العقود المقبلة.
 
ويوصي التقرير بتطبيق نظام حصص صيد، في المحيطات والمناطق المحمية، وتقليل الملوثات الملقاة من اليابسة إلى البحر، من بين إجراءات أخرى.