محمد أمين
ما هو المسلسل الذى تتابعه فى رمضان؟.. هل أنت مهتم، أم غير مهتم؟.. هل أنت مهتم بمتابعة دورى أبطال أوروبا أم مسلسلات رمضان؟.. أم أنه لا يوجد تعارض بين الرياضة والدراما؟.. هل كنت من الذين قرروا عدم المشاهدة أصلاً؟.. هل ترى أن المجلس الأعلى للإعلام يضبط أخلاقيات الدراما، أم أنه يقيدها ويشل حركتها؟.. هل أنت من أنصار «الفن للفن»؟!

أود التأكيد أننى أشفق تماماً على المجلس الأعلى للإعلام.. فقد رصد العام الماضى ملاحظات ومخالفات فى برنامج رامز وغيره على قناة «إم بى سى» ولم يتخذ أى قرار بشأنها.. على اعتبار أنها قناة عربية لا تخضع لسلطان المجلس الأعلى.. وانتهى الأمر.. لأن الناس كانت مبسوطة.. وأن البرنامج شغل الناس والسلام.. فهل هذه هى «شغلانة» الأستاذ مكرم فقط؟!

كانت الدراما زمان فى معظمها إنتاج قطاع الإنتاج وكانت تحت سيطرة وزارة الإعلام، ولم نكن نسمع عن كلمات مبتذلة أو إيحاءات جنسية فى المسلسلات كأنها هى الأصل.. الآن أصبح المسلسل هو الابتذال الجنسى والإيحاءات البذيئة، فانصرف الناس للأسف، لأن القصة أصبحت معروفة.. وقد لاحظت أن بعض الأصدقاء قرر «الاعتكاف» بحثاً عن السكينة والهدوء!

دور مجلس الأستاذ مكرم مهم لضبط الأداء.. لكن كيف يتصرف إزاء مسلسل تم تصويره فعلاً؟.. هل يرفضه ويخرب بيت المنتج والقناة؟.. أم يكلفهم بتصوير حلقات أخرى؟.. لا أعرف طبعاً ماذا يفعل؟.. لكن الدفاع عن ذلك أمر سهل.. سيقولون إن الفن مرآة المجتمع.. والمجتمع تحدث فيه بلاوى أكثر وسخافات وإيحاءات فى العمل والشوارع أكثر من المسلسلات نفسها!

فهناك من يقول الفن للفن، وبعض هذه الأشياء لها ضرورة درامية.. وهناك من يقول بالعكس الفن ينبغى أن يرتقى بالذوق العام.. وهو جدل قديم جديد.. لكن فى النهاية الرأى العام تأقلم مع هذه النوعية من المسلسلات ويضحك عليها.. والمجتمع نفسه تجاوز مرحلة الإيحاءات.. وبالتالى فإن الفن يلاحق المجتمع.. ويكفى أن تتصفح فيس بوك وتراجع لغة الشباب والفتيات!

ومن قراءتى لأول تقرير كتبته لجنة الدراما بالمجلس الأعلى، لاحظت أنهم يمسكون على الواحدة.. من مثل قوله إن زوجة تقول لزوجها «إنت بوز فقر».. يا راجل بس تيجى على كده!.. لكن ما لا يمكن التهاون بشأنه الحوار الجنسى الكامل الذى تخرج به من المسلسل وتتوه القصة فى الخلفية.. وطبعًا هناك تعبيرات مستفزة لا يمكن الإشارة إليها، ولو حتى لتأكيد الانحراف!

أظن أن كتاب الدراما أصبحوا يعرفون جمهورهم، ويعرفون كيف تأتى الإعلانات؟.. وأظن أيضاً أنهم يبحثون عن «الترافك»، كما يحدث فى فيس بوك وتويتر.. كنا نكتب الدراما وننتجها ونصدرها، وكانت عائداتها ضخمة.. الآن تراجع كل شىء.. الكتابة والإنتاج والتصدير.. مثل كل شىء للأسف!
نقلا عن المصرى اليوم