فى مثل هذا اليوم 5 مايو 1808م..

سامح جميل 

پيير جان جورج كاباني (و. 5 يونيو 1757 – و. 5 مايو 1808)، هو فسيولوجي وفيلسوف مادي فرنسي.
 
ربما يمثل پيير كاباني مرحلة انتقال في مجال الفلسفة رغم أنه كان معروفاً في عصرة كطبيب في الأساس، إلا أن الأجيال التالية اعتبرته فيلسوفاً. وفي سنة 1791 كان يرعى ميرابو في مرضه الأخير.
 
وحاضر في مدرسة الطب عن الصحة والطب الشرعي وتاريخ الطب، وكان لفترة رئيساً لكل مستشفيات باريس. وكان واحداً من كثيرين من الرجال المشهورين الذين أحبوا حباً عاقلاً مكتوماً أرملة المثقف (الفيلسوف) هلڤيتيوس التي كانت دائماً جديرة بأن تحب. وقد قابل في صالونها كلاً من:
 
ديدرو ودلمبير ودولباش وكوندرسيه وكونديلاس وفرانكين وجيفرسون، وباعتباره دارساً للطب فقد كان على نحو خاص منجذباً إلى كونديلاس الذي كان معروفاً تماماً في المجال الفلسفي في فرنسا باعتقاده أن كل المعارف أساسها الحس (أو الإحساس).
 
وقد راقت هذه الفلسفة الحسية (التي مؤداها أن الحس هو أساس المعرفة) لكاباني، فاتفقا اتفاقاً تاماً على ما وجده من علاقة ارتباط بين العمليات الجسدية والنفسية.
 
ولقد صدم حتى المفكرين الذي بلغوا مرتبة كبيرة في عصره بقوله:" لتكون فكرة صحيحة عن العمليات التي ينتج عنها الفكر، من الضروري أن تنظر للمخ كعضو خاص مهمته المحددة هي إنتاج الفكر، تماما كما للمعدة والأمعاء وظيفة هي هضم الطعام، وكما أن للكبد وظيفة هي فلترة الصفراء،......الخ". 
 
ومع هذا فإن كاباني عدل من تحليلات كونديلاس (كما فعل كانت مؤخراً في كتابه نقد العقل الخالص) فقال بأن الحس يدخل التكوين العضوي (الكائن العضوي) الذي يكون قد تكوّن على نحو ما (نصف تكوّن) عند الميلاد، لكنه يعدل بعد ذلك من خلال كل تجربة يخوضها، ويحمل معه ماضيه في خلاياه وذاكرته ليشكل جزءاً من الشخصية المتغيرة بما في ذلك الأحاسيس الداخلية والأفعال الانعكاسية والغرائز والمشاعر والرغبات.
 
فالكلية السيكولوجية تنتج كذلك نماذج لكل بنية (تكوين) وتجعل لكل حس (محسوس) تستقبله غرضا. وبهذا المعنى يكون كاباني قد اتفق مع كانت على أن العقل (أو النفس) ليست غفلاً قبل التعليم (أو ليست كصفحة بيضاء خالية) بحيث يطبع عليها الحس ما يشاء. إنها "منظمة" لتحويل الأحاسيس إلى أفكار وأعمال. وعلى كل حال فقد أصر كاباني على أن "العقل" الذي يرجع إليه كانت ليس منفصلاً انفصالاً تاماً عن الأنسجة والأعصاب.
 
ذا النظام (أو النسق) المادي ظهر للمرة الأولى (1791) في المذكرات الاثنتي عشرة التي نشرها كاباني معا في سنة 1802 بعنوان "حصاد دراسة فيزيقية الإنسان وأخلاقه..
 
وهذه المذكرات تجعل العقل (أو المخ) القوي فعالا وبشكل نشيط على منطقة واسعة من حب الاستطلاع والتأمل. والمقالة الأولى تكاد تكون مسحا للسيكولوجيا الفيسيولوجية وتدرس الأعصاب ذات الصلة بالحالة النفسية.
 
والمقالة الثالثة تحلل "اللاشعور": فذكرياتنا المتجمعة (أو العلامات التي تحدثها الأعصاب) قد تتداخل مع المثيرات الحسية الداخلية والخارجية لتنتج أحلاما، وربما على نحو لا شعوري تؤثر في أفكارنا حتى ونحن في حالة يقظة وانتباه. والمقال الرابع بارتباط العقل بالعمر فأفكار الشخص نفسه وشخصيته قد تختلف تماما في سن السبعين عنها في سن العشرين.
 
أما المقال الرابع فيتناول كيف أن إفرازات الغدد خاصة الجنسية قد تؤثر في مشاعرنا وأفكارنا. والمقال العاشر يؤكد أن الإنسان عرضة لتغير يتم مصادفة أو تبدل، ثم إن هذه الصفات المتغيرة تورث.
 
وفي كتاب نسب إلى كاباني بعنوان "خطابات في العلل الأولى (1824) نشر بعد موته بستة عشر عاما يظهر أنه تراجع عن مذهبه المادي وأرجع العلة الأولى للذكاء والإرادة. والمادي قد يذكرنا بأن الجراح الكبير قد حذرنا من تأثير الجسم الهرم (الذي اعترته الشيخوخة) على عقله المرتبط به (أي المرتبط بهذا الجسم).
 
وربما افترض الشكوكي (النزاع إلى الشك خاصة في مبادىء الدين) أن غموض الوعي (الشعور) هو الذي دفع كاباني إلى الشك في قدرة المذهب المادي على تبسيط الحقيقة المعقدة جدا والمباشرة. وعلى أية حال فإنه لأمر طيب أن يذكر فيلسوف نفسه بين الحين والحين أنه مجرد ذرة يتحدث إلينا عن اللامتناهي.
 
كان عضو في المحفل الماسوي ..!!