كتب – روماني صبري   

نافش برنامج "منتدى الصحافة"، المذاع عبر فضائية (فرانس 24)، قضية حرية الإعلام  والصحافة في فرنسا ، بعدما نددت منظمات حقوقية بارتكاب الحكومة الفرنسية جرائم في حق عدد من الصحفيين . نورد في السطور التالية أهم ما جاء في الحلقة .
  
التقرير 
 
وعرض البرنامج تقريرا قال " أن منظمات حقوقية دولية نددت بارتكاب السلطات الفرنسية لما سمتها تلك الهيئات انتهاكات لحرية الإعلام. 
 
وأفادت منظمة مراسلون بلا حدود أن الشرطة المحلية استخدمت العنف ضد حوالي 90 صحفيا منذ بدء احتجاجات أصحاب السترات الصفراء في الـ 17  من نوفمبر الماضي.  
 
وأعربت المنظمة عن قلقها الشديد من رؤية قوات الأمن وهي تدوس حرية الإعلام في البلاد"، على حد تعبيرها.
 
 
وقد نشر أكثر 300 إعلامي فرنسيا مقالا شجبوا فيه تجاوزات الحكومة  الفرنسية في حق الصحفيين وأوضح هؤلاء أن عنف قوات الأمن يتراوح بين الاحتكار والضرب مرورا بالتخويف والتهديد والشتم وانتزاع الأدوات المهنية ومصادرة معدات الوقاية مثل الأقنعة والخوذات والنظارات .
 
 
ورأى هؤلاء الإعلاميين أن القمع يضعهم أمام خيارين لا ثالث لهم ، أما التوجه لأداء عملهم والتعرض لقمع الشرطة أو العزوف عن التغطيات الميدانية ، ما ترتب عليه التخلي عن حرية الإعلام .
 
 
الشرطة الفرنسية والاعتداء على الصحفيين 
 
وقال الكاتب الصحفي صديق حجي ، هناك مجموعة من الانتهاكات تعرض لها الصحفيين في فرنسا من قبل الحكومة الفرنسية ، وكان الهدف منها منعهم من تغطية تظاهرات السترات الصفراء .
 
وأردف ، هناك مجموعة من المعطيات تشير إلى أن هناك مشكلة في فيما يخص حرية التعبير في فرنسا ، رغم أن فرنسا البلد الذي اعتبر نفسه بلد الحرية . 
 
القضايا ذات الخطوط الحمراء في فرنسا 
 
ومن جانبه قال توفيق المثلوثي المحلل السياسي ، ردا على سؤال " ما هي الأسباب التي جعلت الحكومة الفرنسية تضيق على حرية الإعلام ؟"، منذ 3 عقود وحرية الصحفيين والإعلاميين تتعرض لانتهاكات من قبل الحكومات ، فأصبح في فرنسا هامش من الحرية الإعلامية وحرية انتقائية .
 
وأردف ، هناك مواضيع  في فرنسا من الممكن التحدث فيها بحرية وهناك مواضيع أخرى بها خطوط حمراء لا يسمح بالتحدث فيها ، ويعاقب كل من يتجرا ويخترق ذلك 
 
مشيرا إلى أن حكومة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من أكثر الحكومات سلطوية طوال تاريخ فرنسا . 
 
 
بين مطرقة النظام والمتظاهرين  
 
وقال مؤمل مجيد صحفي ومدير مكتب باريس الإقليمي لشبكة الإعلام العراقي ، أرى الموضوع من زاوية أخرى ، أنا صحفي ميداني واحضر التظاهرات كل سبت في فرنسا ، الموضوع نسبي إلى حد كبير .
 
وتابع ، خلال تغطيتي للعديد من التظاهرات وجدت أن الصحفيين يقعون بين مطرقة النظام وبين المتظاهرين ، ما يجعلهم في وضع حرج تماما حيث يتعرضون لضغوطات ، من قبل قوات الشرطة من جهة والمتظاهرين الذين يعتدون عليهم من جهة أخرى  .
 
 
موضحا ، تظاهرات السترات الصفراء الأخيرة لم تكن ضد حكومة ماكرون ، بل كانت ضد الصحافة والإعلام ، حيث اعتدى المحتجين على الصحفيين والمراسلين .
 
 
الشعب الفرنسي العريق 
 
ورأى المثلوثي أن التحدي القانوني الوحيد  للصحافة هو سلب الشتم ، مشيرا إلى أنه في النهاية صحفي لذلك يدافع عن حرية الصحافة .
 
موضحا ، أن المحكمة الدستورية رفضت طلب ماكرون من تحديد حرية الشعب في التظاهر ، مشددا على الشعب الفرنسي من الشعوب العريقة والعظيمة ما يجعله يدافع دائما عن حرية الصحافة .