فى مثل هذا اليوم 1 مايو آيار 1999م..

سامح جميل

المهندس عثمان أحمد عثمان، مؤسس شركة المقاولون العرب، أكبر شركة مقاولات عربية في الستينيات وحتى الثمانينيات، وساهم في بناء السد العالى وهو رجل سياسة أيضا، وكانت مجلة فوربس في عهد السادات قد أوردت اسمه ضمن أكبر ٤٠٠ ثري في العالم.
 
ولد «عثمان» في السادس من إبريل ١٩١٧، وتخرج في كلية الهندسة في ١٩٤٠، ودخل مناقصة الحفر بالسد العالى في ١٩٥٨، وكان قد تم تأميم شركته في ١٩٦١ تأميماً نصفياً، وعين هو رئيساً لمجلس إدارتها، وفى ١٩٦٤ أُممت الشركة تأميماً كلياً وتم تغيير اسمها من «الشركة الهندسية للصناعات والمقاولات العمومية» إلى «المقاولون العرب»، واحتفظ بمنصبه كرئيس لمجلس إدارتها، كما كان رئيساً للنادى الإسماعيلى في ١٩٦٥، ورصد عائد المباريات الودية التي شارك فيها الإسماعيلى لصالح الإنتاج الحربي.
 
شغل عثمان منصب وزيرالتعمير والإسكان ثلاث مرات في أعوام ١٩٧٣ و١٩٧٤ و١٩٧٦ وفي العام الأخيرحصل على دكتوراه فخرية في القانون من جامعة (ريكر) بالولايات المتحدة الأمريكية، وفى نوفمبر من نفس العام خرج من الوزارة، وحصل على وسام الصليب الأكبر من حكومة ألمانيا الغربية (من الطبقة الثانية) تقديراً لجهوده.
 
وتربط بين السادات وعثمان صلة مصاهرة حيث تزوج ابنه محمود من جيهان السادات الابنة، وقد تقرر في أغسطس ١٩٧٧ منحه الرئاسة الفخرية مدى الحياة لـ«المقاولون العرب»، وشغل بعد ذلك بعام أمانة الحزب الوطنى بالإسماعيلية، وفى مارس ١٩٧٩ انتخب نقيباً للمهندسين، كما انتخب عضواً بمجلس الشعب في نفس العام حتى ١٩٩٠، إلى أن توفى «زي النهاردة» في ١ مايو ١٩٩٩.
 
وفي شهادة للمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق والرئيس السابق للشركة، قال هناك مقولة شهيرة مأثورة لعثمان أحمد عثمان يقول فيها «خلى العامل يخاف عليك ومايخافش منك». مؤكدا أن عثمان لم يكن يتعامل مع أسرة «المقاولون العرب» كرئيس شركة نهائيا، بل كان أبا وصديقا لجميع العمال والمهندسين، وهذا لمسه بنفسه وقتما كان مهندسا صغيرا في شركة المقاولون العرب.
 
وقال محلب إن عثمان كانت له رؤية ومقولة شهيرة وهى: «تريد فتح 100 شركة.. أعطنى 100 مدير»، حيث كان مؤمنا بالإدارة تماما، ودورها المهم في نجاح الشركات، مؤكدا أن «الراحل الكبير كان يتعامل مع جميع العاملين كأب، وكان يشركهم في الربح، من خلال ربط الأجر بالإنتاج، ومؤمنا بأن العامل لابد أن يشعر بالأمان في عمله».
 
وأضاف محلب: «تعلمت الكثير من تعاملى مع المهندس عثمان، الذي يعد اسما خالدا ورائدا، وأنا حاليا حريص على استمرار هذه المدرسة، وتطبيق قصة نجاح المقاولون العرب، في باقى الشركات، مع الحفاظ عليها وترقية مستواها، لتكون شركات عالمية، وأكبر دليل أن التأسيس المتميز الذي فعله عثمان للشركة كان حائط صد ضد ما تعرضت له الشركة وقت جماعة الإخوان، الذين حاولوا طمس هويتها، وقتل مهمتها، فتعافت سريعا، وعادت لتلعب دورها كذراع قوى للدولة».
 
وأوضح محلب أن «عثمان كان يؤمن بأن العامل يجب أن يعيش في بيئة أمن وسلام، ومبدأه أن يتساوى العامل مع رئيس مجلس الإدارة، فالجميع سواسية في الحقوق والعلاج، ولكن تختلف الأدوار، ولا يوجد ما يعرف بالأبواب المغلقة، وأن النجاح يكون بالتواصل مع الجميع».
 
«الوفاء أكرم من الكرم».. أحد المبادئ التي تذكرها المهندس إبراهيم محلب، لعثمان، حيث كان يقوم بتكريم العامل الذي أمضى 25 عاما في الشركة بمنحه ميدالية من الذهب الخالص، مؤكدا أن عثمان رحب بالاستمرار كرئيس لمجلس إدارة الشركة حتى بعد تأميمها، إيمانا منه بأن دوره ليس أن يكون صاحب الشركة فقط، وإنما يجب أن يكون هو قائدها.
 
وأكد محلب أنه طور مدرسة «المعلم عثمان»، حيث أنه آمن بأن العامل المصرى له من القوة والإمكانات ليكون العامل الأول في العالم، مشددا على أن استحداث وزارة للتعليم الفنى جاءت وفقا لهذا المبدأ الذي سيجعل العامل يعيش في بيئة آمنة...!!