فنانون يهاجمون الأعمال الفنية بالكاتدرائية: عشوائية ومجاملات وعدم وضع معايير أدت لضعف الأعمال الفنية

حوار الكاتب - مدحت بشاي
قال مدحت بشاي، الكاتب الصحفي، في خطاب شهير لقداسة البابا كيرلس السادس بمناسبة افتتاح الكاتدرائية المرقسية بحضور ورعاية الرئيس جمال عبدالناصر منذ نصف قرن تقريبًا، قال "نشكر الله على هذه النعمة العظيمة وإذ جعلنا أهلاً بأن نحيي الذكرى المباركة التي تشهد بعمل الله ومحبته وأمانته على مر الأجيال، فهذا التراث الروحي والحضاري الذي ازدهر في هذه البلاد المباركة بمجيء قديسنا مرقس الرسول إليها منذ 1900 سنة، قدمه أبناء مصر وإخوانهم في أفريقيا أولاً ثم في أنحاء العالم ليشاركوهم في نعم الله، وأصبح جزءًا من التراث الحضاري العالمي .."

وأضاف "بشاي" "الحقيقة أحنا انتظرنا كل السنين دي لكي نحفر على جدرانها ونبدع على أستارها وأبوابها وأسقفها التاريخ الموجز لذلك التراث العظيم والفريد للحضارة القبطية.. إيه اللي حصل وليه حصل وهل من سبيل لتدارك تبعات ما حدث".

وقال دكتور مهندس ماهر عزيز، استشارى الطاقة والبيئة وتغير المناخ وعضو مجلس الطاقة العالمي، الحقيقة اننا اذ كنا بصدد مسابقة لاختيار افضل القدرات الفنية لعمل تاريخي مثل هذا نحن لا نبني كاتدرائية كل يوم، هذه الأعمال التاريخية تظل لمئات السنين هذا حدث ضخم جدا على مستوي الكنيسة القبطية، وبالتالي كان لابد أن توضع معايير بوضوح وصرامة، المعايير التى تكشف عن أفضل القدرات الفنية لكن ما وضح لنا من شكل الانجاز الذى رأيناه وجود جهد متواضع جدا فنيًا وفكريًا، فهذا كشف لنا أن عملية الاختيار لم تكن العملية التى يجب أن تكون، وأن عملية الاختيار ممكن أن يكون حدث بها مجاملات، أو أنها معايير ضعيفة جدا لم تكشف عن أفضل القدرات.

وأضاف :عزيز" نحن أمام عمل تاريخي يبقي على مدي الدهور، عمل فني روحي، يجب أن نعكس بقوة القيم الروحية والتراث، نحن كنيسة لها تراث وهذا التراث كان يجب أن ينعكس فى عملية وضع المعايير ولجان تختار افضل المتسابقين، ولكن اكتشفنا ضعف بكل هذه المراحل لما رأينا المنتج النهائي، وأن الأمور لم تمضي فى مسارها المعايري، لابد أن يكون هناك معايير تعبر عن عظمة وقيمة الكنيسة القبطية تواضع المنتج جعلنا نسترجع الخطوات التى قاموا بها.

وأكد أن عمل مسابقة لعمل ضخم مثل هذا خطأ كبير جدا من الأساس، مثل هذه الأعمال لا تكن لها مسابقة لاختيار الأفضل، فالأفضل معروف ومعروف كيف نصل اليه لان أمامنا نماذج من الأعمال العظيمة والأعمال العظيمة هذه هى من سنختار من قام بها.

وأوضح: البابا عندما اختار الفنان مايكل آنجلو لعمل سقف كنيسة سيستينا بروما لم يقم بعمل مسابقة لكي يختاره هو رأي أعماله لذلك اسند اليه الأمر، اذا فكرة المسابقة فكرة خاطئة جدا وكان لا يجب أن تكون.

وشدد ماهر عزيز أن الانحدار الثقافي العام للمجتمع ككل خفض من التذوق الفني لدي كثيرين وما يبدو متواضعًا بدا لدي كثيرين أنه شيئًا فنيًا رائعًا، نحن لدينا انحدار ثقافي كامل وهذا اثر علي الرؤية الفنية لدي الكثيرين وبالتالي لا نستطيع أن نستند إلى تذوق العامة لان الحقيقة هناك جرح ثقافي كبير جدا فى المجتمع ككل.

واختتم مهندس ماهر عزيز "أحلم بقائد روحي شجاع يمسح هذا من أساسه ويرجعها -الكاتدرائية المرقسية بالعباسية- بلا لون واحد ويبدأ من جديد بفريق من الفنانين القادرين والمشهود لهم لعمل يليق بهذا العمل الضخم".

وقال الفنان التشكيلي عادل نصيف، فنان الأيقونة والجداريات القبطية وساحر الموزاييك، إن الموضوع كله بدء بنوع من التعجب، فوجئنا بوجود مسابقة وعند الإعلان عن معايير المسابقة كانت بعيدة تمامًا عن  أي منتج يظهر بجودة عالية، لان الشروط متواصعة ولا تحترم أن يتقدم إليها أي قيمة، هذا النص من هذه المسابقة لا يمكن أن يصل إلى أي نتيجة مرضية، وما توقعته حدث بالفعل لذلك اعتذرت عن المشاركة لاني اكتشفت ان من وضع معايير المسابقة ليس له علاقة بالحالة الفنية.

وأضاف فنان الأيقونة والجداريات القبطية، فى مثل هذه الأعمال لا تعمل مسابقة بل يتقدم المشهود لهم اثنان أو ثلاثة ويقوموا بوضع تصميمات لهذا العمل الضخم جدا، ولكن المسابقة كانت بها عشوائية حقيقة والمنتج كان متوقع أن يظهر بهذا المستوي، والقائمين على المسابقة لم يدركوا ما هم قادمين عليه فى مبني بهذه الضخامة يخشى أي فنان أن يتقدم ما لم يكن لديه القدرة والتمكن والكفاءة ويأخذ وقته فى دراسة التصميمات تليق بهذا المبني.

وأكد انه فى أبريل 2014 اصدر بيان اعتذر فيه عن المشاركة، وأكد وقتها أن تلك الشروط لن تصل لنتيجة مرضية لذلك اعتذر، لان الشروط تلغي أن يكون لك خصوصية أو تقدم رؤية, أكد ذلك عندما رأينا لجنة تقييم الأعمال الذين لم تكن لهم أي علاقة بموضوع المسابقة وكان النموذج وجود راهب وقسيس وتاسوني ومهندس معماري، فهل هؤلاء لديهم الوعي والكفاءة بتقييم مسابقة لعمل ضخم مثل هذا؟.

وتابع: الإشكالية الأخرى لم تظهر أي تصميمات لما سيتم للمكان، وتواصلت مع أبونا بولس حليم، المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الارثوذكسية وقلت له "انتوا بتقول الناس تقول رأيها فى المسابقة.. أين الأعمال لكي يقول الناس رأيهم فى المسابقة؟"

لو رأينا الأعمال بالدير الأحمر كلها بألوان ترابية ولكن هناك ابداع، القضية ليست بكثرة التكاليف، القضية فى القيمة التى سنقدمها للناس، فلم تكن هناك أي تصميمات نخاطب العالم بالمنتج اللي عندنا.

جاء ذلك خلال برنامج مجلة الأقباط متحدون المذاع على شاشة الأقباط متحدون الخميس الأخير من كل شهر.