د.ماجد عزت إسرائيل 

   السيد المسيح تم محاكمته أمام محاكم دينية يهودية واستغرقت ثلاث جلسات كانت الأولى امام حنان رئيس الكهنة السابق،أما الثانية فكانت امام قيافا رئيس الكهنة الحالى،أما الجلسة الثالثة فكانت أمام مجمع السنهدريم اليهودى الذى يضم (71)عضوا بما فيهم رئيس الكهنة، وحتة قبل أن يمتثل المسيح أمام هذه المحاكمات كان شيوخ الكهنة والكتبة قد اتخذوا قرار بضرورة الحكم على يسوع بالموت وسبقت الإشارة إلى هذه الجلسات في المقالات السابقة.
 
بعدها أصدر المجمع اليهودى أمر بضرورة عرض السيد المسيح على محكمة مدنية(السلطات الرومانية) وهنا نطرح هذا السؤال لماذا فكر اليهود في عرض السيدد المسيح أمام هذه المحاكم؟ حتى يتثنى  أصدار حكم الموت على المسيح بطريفة شرعية طبقاً للقوانين الرومانية المتبعة بولايات  الإمبراطورية الرومانية. حرض اليهود إلآ يتحول الحكم على المسيح بالموت إلى شغب بين طوائف الشعب اليهودى.
 
كان هدفهم الرئيسى الحضول على حكم شرعى من المحكمة الرومانية. لكي يصبغوا موته بصبغه العار والفضيحة، فكان الصلب مستخدمًا عند الرومان، وهو أكثر أنواع الموت خزيًا. فقد أرادت القيادات أن تفسد سمعته تمامًا وتطمس كل شهرته.
 
على أية حال،سعى شيوخ  اليهود إلى وجود تهمة مدنية للسيد المسيح،فكان ما يشغل الإمبراطورية والسلطات التى تمثلها مسألة الجزية  لأنها علامة على سيادته و لضمان قوة الإمبراطورية وسلطانها، لهذا لم تُلزم المستعمرات بتغيير اللغة والثقافة والدين وممارسة الشئون الداخلية.
 
فكانوا يتركون المستعمرات تمارس المحاكمات المدنية والجنائية حسب تقاليدها، مع حق الحاكم الروماني في التغيير إن استوجب الأمر.
 
كما كان للحاكم أن يقضي في الشئون التي تمس سلام الدولة، خاصة أن أثار أحد شغبًا عامًا، أو فتنة ضد الدولة الرومانية، لهذا كانت محاكمة يسوع المسيح أمام رؤساء الكهنة وفي مجمع السنهدرين أمرًا طبيعيًا، أما إن صدر الحكم بالقتل، فكان يلزم تثبيت الحكم بواسطة الحاكم الروماني.
 
لقد خشيت القيادات الدينية أن يرفض الحاكم الروماني قتل يسوع المسيح لسببٍ دينيٍ، لذلك قدمت الشكاية من جانبين: ديني كمجدفٍ، وجنائي كمثير فتنة ضد الدولة الرومانية حيث اتهموا السيد المسيح بأنه يشجع الشعب على عدم دفع الجزية لقيصر.
 
فوجب عرض المسيح على محكمة مدنية وهى التى كان يتولى أمرها نائب الإمبرطور أو من يمثلها والذى كان يعرف باسم بيلاطس البنطى فمن هو؟.
 
بيلاطس البطى
كان يلقّب بـ"البنطي"، وتعنى باللغة اللاتينية بنطيوس (مت 27: 2)،وهو والى أقامته الحكومة الرومانية نائبًا أو حاكمًا على اليهودّية في عام(29م) أو ممثل للإمبراطور(القيصر)طيباريوس بن أغسطس(42 ق.م-36م)، واستمرّ حكمه بضع سنين إلى ما بعد صعود مخلصنا، وكانت قيصرية مركز ولايته.
 
وكان يصعد إلى أورشليم إلى دار الولاية فيقضي للشعب هناك (يو 18: 28).
 
وأما أيام حكومته فلم تكن مرضية لليهود لأنه كان قاسيًا جدًّا غير مهتم إلا لمنافعه الشخصية.
 
وفضلًا عن ذلك فهو الذي سلم السيد المسيح لليهود مع أنه اعترف ببراءته وعدم اقترافه جرمًا يوجب تسليمه لهم. وما ذلك إلا لعدم اكتراثه بصالح المسكين والغريب.
 
ويرّجح أن إجابة بيلاطس طلب اليهود كان لغاية المحافظة على مركزه فإنه كان مقتنعًا ببراءة يسوع تماماً (يو 19: 6 و12) ولكنه سلم المسيح من أجل إرضاء خواطر شيوخ اليهود الذين كانوا كالأسود الكاسرة يصرخون بصوت واحد "اصلبه اصلبه دمه علينا وعلى وعلى أولادنا".
 
ولو كان بيلاطس شريف النفس أو في نفسه مثقال ذرّة من العدالة والشفقة لانتصر لذلك البريء وخلصه من أعدائه الكثيرين.
 
ويخبرنا الكتاب المقدس أنه رفض إجابة طلب اليهود لما أرادوا منه أن يغيّر الكتابة التي على الصليب (يو 19: 19-22) وأنه سمح ليوسف أن يأخذ جسد يسوع بعد موته ويدفنه (مت 27: 57-61) وربما يؤخذ من ذلك أنه ندم على ما صنع. وأخيرًا وضع حرّاسًا على القبر يحرسون جسد يسوع (مت 27: 62-66).وقد أقيل من وظيفته لقسوته وقد نفي إلى فرنسا ومات هناك.وذكر بعص الباحثين انه مات منتحرًا.
 
السيد المسيح أمام المحاكم المدنية
وقد تمت محاكمة السيد المسيح أمام السلطات الرومانية(المحاكم المدنية)  من خلال ثلاث جلسات أيضاً وهي:
 
الجلسة الأولى (أمام بيلاطس البطى) نائب عن الإمبراطور(القيصر)طيباريوس بن أغسطس(14-36م)، فبعد جلسة سريعة أمام السنهدريم، أدان رؤساء اليهود يسوع بالموت لأسباب دينية، ولكن، ليس سوى الحكومة الرومانية يمكنها أن تصدق على عقوبة الموت، من أجل هذا، أوثقت يدا يسوع بالحبال، واقتيد مشياً على الأقدام إلى قلعة أنطونيا – حاليًا مكانها المدرسة العمرية بالمكان المعروف بطريق الآلام بمدنية القدس القديمة - حيث يقيم الحاكم الروماني بيلاطس، بعد أن اتهموه بالخيانة العظمى وبالعصيان خلال الاستجواب، فهم بيلاطس أن يسوع بري، ولا يشكل خطورة على روما، وارتأى: بما أن يسوع جليلي، فإن مسألته تعود إلى السلطة المحلية في الجليل إلى حاكمها هيرودوس أنتيباس.