Oliver كتبها
 
أحد الشعانين 
- كان رجل مسافر من أورشليم إلي أريحا.تاركاً مدينة قدس الأقداس إلي طريق اللصوص.مثلما صار لآدم أبينا حين نزل بإرادته من رتبته الأولي.أول ما فعله اللصوص أنهم عروه و أول ما فعلته الخطية أنها كشفت عري أبوينا.لهذا جاء السامري الصالح من أريحا إلي أورشليم عكس ما سلك آدم.لهذا تعري الرجال من أقمصتهم و وضعوها تحت قدمي السيد كأنهم عارفون انه سيكسونا بلحمه و عظامه بذبيحة نفسه و ليس كما ألبس أبوينا أقمصة من جلد ذبيحة حيوانية كان بالأمس يقيم لعازر و في الغد جاء الملك لكي يكمل.
 
- كان من عادات اليهود في الأعراس أن تفرش العروس قطعة قماش طويلة من أول مدخل شارعها إلي بيتها.عند عتبة البيت تضع ثوبها فإذا رآه العريس إشتمه ليجد فيه عطر حبيبته فإذا حمل الثوب بين يديه و دخل الباب صار لها زوج.لعل هذا ما قصدته عذراء النشيد خلعت ثوبي فكيف ألبسه أي لقد صرت لرجل و عريسي قبلني .لهذا طلب معلمنا من تلاميذه ألا يلبسوا ثوبين مر6: 9.لأننا خلعنا الثوب العتيق لنرتدي المسيح ثوباً و كفي.هكذا وضعت النسوة أرديتها و الأطفال تسبح الذي ضمها للمحفل السماوي و وضعهم في الصدارة.
 
- حين طرد أبوانا من الفردوس أسكنهم الرب قريباً من الفردوس قرب جنة عدن.لأنه الذى دبر لخلاص جنس البشر و إعادتهم إلي ملكوته. السيد الملك و قد أوشك أن يدخل بنا إلي السماويات أقبل إلي مقدسه و قرب الهيكل أرسل تلميذيه إلي قرية قرب أورشليم.كأنما نحن آدم شرق جنة عدن ينتظر أن يتسلط عليه المسيح و يشركنا في موكب نصرته..قالا لهما ستجدان جحشاً لم يركبه الناس مقيداً .جحشاً لم يكن لأحد عليه سلطاناً لترويضه.صغيراً في كل شيء..كأنما هو الأمم و الناس مثله مقيدون بلا صاحب.أنتما يا تلميذى الرب نلتما سلطان الكهنوت.حلوه من القيود و دعوا الأمم يأتون إلى فأملك عليهم بخشبة.ذهبا التلميذان و أحضرا الأتان و الجحش.حين سأل الناس التمليذين لماذا تحلان الجحش أجابا لأن الرب محتاج إليه.إنه زمان إفتقاد .الرب محتاج لليهود و الأمم لكي ينالا الخلاص معاً. لأنه محتاج أن ينفذ مشيئة الآب أن جميع الناس يخلصون و إلي المسيح يقبلون.
 
-الرب كلي المعرفة.يعرف ماذا سيحدث في القرية مت21: 2و 3 و يعرف ماذا سيحدث لأورشليم لو 19: 42-44 و يعرف ماذا سيحدث له لو 19: 10 لذلك لا يظن إنسان أن المسيح مات عن غير إرادة.
 
- الكنيسة هي الفردوس الجديد.تتغذى من أنهار أربعة هم البشائر متي و مرقص و لوقا و يوحنا .شجرة الحياة فيها و من يأكل منها يحيا إلي الأبد.فلا يدخل هذه المدينة دنس و لا نجس.لأن روح العالم هو المغارة التي تجمع كل اللصوص.إستغلال المقدس لغير المقدس هو التجارة التي أفسدت الهيكل.زحام و ضجيج و لا إعتكاف أو توبة هذا ما أطاح بالهيكل القديم.ليدخل السيد الرب هيكله بغير عائق فلنضع نفوسنا عند قدميه كمريم ننسكب و لا نضع فضة و لا موائد صيارفة لأن كنيستنا تفقد قوتها بالسعي وراء المال و ازدحام الموالد يهددها و المغارة ما زالت تتحين الفرصة لتفسد الهيكل الجديد فلنحترس.
 
- من يأتي للهيكل للصلاة غير من يأتي ليسرق.اللص يأتي ظاهراً و يخرج متخفياً بعدما يسرق.أما التائب فيأتي متخفياً كالعشار و يخرج مبرراً .اللص عيناه زائغتان حوله كالفريسي الذي قال أنا لست مثل هؤلاء أما العشار فهو منكسر عيناه منحنية كقلبه قدام الرب.اللص يدخل مخففاً و يخرج بسرقته مثقلاً و من يأتي بيت الصلاة يدخل مثقلاً بهموم و خطايا و يخرج مبرراً منها بغير أثقال.اللص يدخل بلا جريمة و يخرج مجرماً كمن يجرم في جسد الرب و دمه أما التائبون فيدخلون بجرائمهم و يخرجون أبرياء بدم المسيح.اللص لا يريد أن يراه صاحب البيت لأنه لا ينتسب إليه أما من يدخل بيت الصلاة فيقول مع داود النبي هكذا تراءيت لك في القدس لأري قوتك و مجدك.من يجعل لغته للدينونة في بيت الله حتي و لو كان في درجة كهنوتية أو يمزج الإدانة بالوعظ أو الوعظ بالهرطقات هو لص يسرق حق الديان العادل و يحرف مقاصد الإنجيل أما من ينظر نفسه في وجه الرب يخلص.اللص هو كل من يدخل بيت الصلاة دون أن يقابل صاحب البيت لكي لا يضبطه متلبساً .أما من يدخل قائلاً طلبت وجهك و وجهك يا رب ألتمس فهو يدخل بحب و يخرج كإبن و يجد مرعي.كل من يدخل لأجل أعمال الأرض يجعل بيت الله بيت تجارة لكن من يستطيع أن يقول مثل الصبي يسوع أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي.البيت واحد لكن نفس تجعله بيت تجارة و أخري تجعله بيتاً للصوص.لذلك قال مخلصنا الصالح لِلْجُمُوعِ:«كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَكُمْ أُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ وَلَمْ تُمْسِكُونِي مت26: 55 و هو يريد أن ينبه من يعلم أن يكون تعليمه في النور مثلما علمنا رب المجد و ليس في خفية يدس السم وسط الكلمات.يريدنا رب المجد ألا نكون كاللصوص بل مثله إبناً شاهداً لأبيه القدوس.
 
- الرب يسوع قلب موائد الصيارفة و طرد الباعة و أطلق الحمام فكن مسالماً كالحمام فلا تنقلب كموائد الصيارفة بل تتحرر.و إعلم أن المال الذي من الأرض يعود إلي التراب و أما من يكنز في السماء فرصيده لا ينفذ.ليفتش كل أحد قلبه و يطلب من مخلصنا أن ينقيه من كل شائبة لكي يصبح هيكلاً للرب لا للصوص.
 
- إحمل قلبك كسعف النخيل الأبيض.مرفوع نحو السماء مع أنه منحنياً دوماَ,هكذا فلنرفع قلوبنا و نصيح مع المعترفين أوصنا مبارك الملك الآتي بإسم الرب فيأت ملكوته و تكن مشيئته فينا و نصبح عرشاً لسكناه و هو الذى تسبحه الشاروبيم و السيرافيم.