كتب – روماني صبري 

ناقش برنامج "وجها لوجه" ، المذاع عبر فضائية (فرانس 24)، الأزمة السياسية المستمرة  في الجزائر ، حتى بعد تنحي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن حكم البلاد قبل انتهاء فترته تحت ضغط الحراك الشعبي ، كما سلط البرنامج الضوء على تصريحات أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني ، الأخيرة والتي أكد فيها أن المؤسسة العسكرية اعتقلت عدد من رؤوس النظام السابق .
 
استيعاب المؤسسة العسكرية لمطالب الشعب 
وقال محمد يعقوبي الكاتب الصحفي ، من الجزائر ، في مداخلة هاتفية ، ردا على سؤال "هل استوعبت المؤسسة العسكرية المطالب الشعبية بعد 9 أسابيع من الحراك المتواصل والمطالب بتغيير النظام وبخراطة طريق جديدة ؟ ، اعتقد في تصريحات قائد الأركان ، هناك أشياء يجيب تثمينها والإشادة بها ، وهناك أشياء أخرى تطرح عليها علامة الاستفهام وننتظر الأيام المقبلة والتي ريما تساهم في كشفها .
 
وتابع ، ما يجب أن نشيد به هو المعالجة القضائية للازمة ، هناك أسماء ثقيلة جدا موجودة الآن في السجن رهن التحقيق ، وكل ما نريده من هذا العملية أن تكون صادقة شاملة وأن تعتقل كل رؤوس الفساد في الجزائر التي سرقت أموال الشعب .
 
واضح ، قايد صالح كان صريحا بان القضاء سوف يعيد للشعب أمواله المنهوبة ، هذه أشياء يجب أن نشيد بها ونقف عندها ويجب كذلك أن نساعد الجيش فيها
.
التغيير الجذري 
وقال حسين بن قوداد - عضو مجلس الشورى الوطني في حركة حمس بفرنسا ، صالح من خلال تصريحاته يقول لنا انه سيظل في الحكم  طوال هذه المدة المتبقية حتى الانتخابات المقبلة ، وجميع المؤشرات تشير بأنه لا يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل الأزمة السياسية الحالية .
 
وأكد ، أن التغيير الكامل والشامل والجذري  لهذه المنظمة التي تسيطر حتى الآن على الحكم  والتي ما زالت تسيطر على الحكم هو الحل .
 
المسيرات الأخيرة 
 ومن جانبه قال يعقوبي، المسيرات خلال الجمعة الماضية ،  طالبت بفتح ملفات الفساد واعتقال رموز النظام السابق ، وهناك أسماء كبيرة اعتقلتها الحكومة ، ورئيس الوزراء الأسبق احمد يحيي رفض الاستجابة للاستدعاء ، ربما قد يصل الأمر إلى اقتياده رغما عنه وارى أن هذا من مطالب الحراك الشعبي.
 
 وأوضح ، يبدو أن هناك فجوة كبيرة ناتجة عن حرص الجيش على الحل الدستوري ، وهذا الحرص يؤكد أن الجيش لا يريد أن يسجل عليه أي خطا أو أي اختراق لدوره الدستوري .
 
وتابع ، مررنا بتجارب مساوية في التسعينات عندما احكم الجيش قبضته على الدولة فحدث ما حدث وقتها ، ويبدو أن الجيش قد اخذ درسا مثل الشعب ، لذلك يريد أن يمارس دوره في الدفع بالمؤسسات الموجودة من خلال المعارضة  للاستجابة لمطالب الحراك الشعبي .
 
وتسأل قائلا :" لماذا كل هذا الضغط على الجيش ، طلبوه بإقالة بوتفليقة ، بمراقبة عمل الحكومة ، بتطهير الدولة من الفاسدين ، إقالة قيادات النظام السابق ، هذا غير معقول ، قيادة الجيش في حاجة إلى مساعدة ونصيحة واستشارة وليس هناك داعي لتصيد أخطاء المؤسسة العسكرية .
 
فساد كبير في الجزائر 
وأوضح قوداد ، طالبنا في حركة المجتمع السلمي ، مرافقة الجيش للانتقال السلس والديمقراطي لهذا الحراك ، ولا نطلب منه أن يغير رئيس جمهورية أو أن يقيل رئيس الحكومة أو يتدخل رئيس الحكومة ، قلنا يرافق فقط  .
 
وتابع ، العملية بسيطة جدا ، واعتقال رموز النظام السابق بتهم الفساد يكشف أن هناك فساد كبير في الجزائر وأموال ضخمة ضاعت .
 
وأضاف ، هذه الاعتقالات والمحاسبات غير مجدية لأنه لا يمكن أن نحاسب الفساد من خلال منظومة فاسدة بل كان يجب أن تفتح هذه الملفات عندما يتم انتخاب حكومة جديدة ورئيس جديد .