نشرت «الأهرام» فى الملحق الأدبى يوم الجمعة مقالاً مترجماً عن السويدية بدون ذكر اسم كاتب المقال، المقال عن العظيم العبقرى نجيب محفوظ، لكن مقدمة المقال كانت بها عبارة لا أستطيع أن أصفها إلا بالجلافة والجليطة وانعدام الحس وقسوة التعبير فى وصف كاتب شيخ مسن، والعجيب أنها صادرة من ناقد سويدى، وهم هناك يحترمون كبار السن بطريقة تقترب من التقديس، وكان يجب على الملحق أن يحذفها أو على الأقل ينوه عن رفضها فى ذيل المقال، خاصة أن هناك مقالات كثيرة تختصر فى «الأهرام» لظروف المساحة، بل إن هناك كاتباً مرموقاً وقلماً عظيماً مثل صلاح سالم اختصرت مساحته حتى وصلت إلى صفر مكعب!!، يعنى الالتزام المبالغ فيه فى نقل كل حرف ليس فرضاً مهنياً صحفياً على طول الخط، لكن ما هى تلك العبارة التى وردت فى المقال؟، فى مقدمة المقال يتحدث الكاتب السويدى عن لقائه بمحفوظ من خلال الكاتب الكبير جمال الغيطانى فيقول: «كان محفوظ آنذاك فى الرابعة والتسعين، يلتف فى معطف كبير عليه للغاية فيبدو أقرب إلى سلحفاة صغيرة ذابلة مثيرة للرثاء. كان قد شارف على العمى والصمم الكاملين، فكان من مرافقيه من يجلس بجواره ليزعق فى أذنه. وكانت يمناه قد تقلَّصت إلى مخلب من أثر الهجمة التى تعرَّض لها قبل اثنى عشر عاماً إذ اقترب منه شاب وهو جالس فى سيارة فمدَّ يده إليه وطعنه فى حلقه. وبسبب جلسة محفوظ منحنياً إلى الأمام وقد كان فى ذلك الوقت أيضاً شيخاً كبيراً فقد أخطأ الطاعن شريانه السباتى».

 
أسجل اعتراضى على التعبير مع كامل دفاعى عن حرية كل فرد فى التعبير عن رأيه، لكن هذا الوصف لا يليق نشره فى جريدة مصرية عن أديب نوبل الذى طارده «هيكل» شخصياً لإقناعه بالكتابة فى «الأهرام» بالراتب الذى يحدده، وقد أعطى «الأهرام» ومنحها الكثير وكان دوماً يعتز بها.
نقلا عن الوطن