الأب أثناسيوس فى أمريكا مرتان

مرة للتبشير بالمسيح ومرة للتبخير للبطريرك !
العبودية فى بلاد الحرية !
 
(والرب عرفنى فعرفت .حينئذ أريتنى أفعالهم .وأنا كخروف داجن يساق الى الذبح ولم أعلم أنهم فكروا على أفكارا قائلين لنهلك الشجرة بثمرها ونقطعه من ار ض الاحياء فلا يكذ بعد اسمه ) أرميا 11 :18 
 
بقلم الاب الدكتور أثناسيوس اسحق حنين 
سافرت الى القارة الأمريكية مرتان (بين11 مايو -2010 و-9 أغسطس 2010’حسب ختم الدخول ) . أمريكا (عجقة (زحمة بالمصرى )) كبيرة كما يقول المطران جورج خضر . المرة الاولى كانت بدعوة من روح النعمة وشركة أباء وأخوة أفاضل للتبشير بالمسيح فى هذه البلاد الواسعة والحرية والتى يكرم فيها يسوع فى الصحف والفضائيات والاف الكنائس التى تنطق ’ لاهوتيا ’ اسمه الواحد وان اختلفت العقائد ’ تاريخيا ’ فى شخصه والتى يظهر شعبها ’ وهوشعب رؤيوى واعد جاء من كل الامم ومن كل القبائل ومن كل الشعوب ’ يظهر من الجدية وحب العمل وعشق الحرية وحب يسوع غير ما تبطن رئاساتها القيصرية والامبارطورية من الكسل العقلى والنفاق السياسى والاستهبال العسكرى والعبودية لاموال النفط . لا يظن أحد أن الامريكى العادى يعنيه أمور العالم ’ الكثير من الامريكان لا يعرفون ولا يهمهم أن يعرفون أني تقع سوريا مثلا ’ هو حر ’ رايق ’ ومتكيف شكلا وموضوعا و بيشتغل حلو ويباكل حلو وبينام حلو وبيركب عربية حلوة وفجأة تيجى الانتخابات يطلع ينتخب اللى يوعده برفاهية أكثر وضرايب أقل وبس وخلاص .الجدير بالذكر أننى قد تمت دعوتى لزيارة مؤسسة بيللى جرهام المبشر الامريكى الكبير والذى تملأ مؤلفاته أكشاك الصحف فى الشوارع وأستقبلونى احسن استقبال وصلى لى أن أعود الى خدمتى وكما زرت الاب جورج درانجاس اللاهوتى المشهور فى كنيسته . عن المرة الاولى لن نتحدث الأن ’ سيأتى ملء زمانها لأنها تعبر عن زمن الحب الانجيلى والشهادة الحرة ’ أما عن الثانية فهذا زمانها لأنها تصور زمن الحب والخضوع واكتشاف الاصدقاء القدامى وكسب اصدقاء جدد وزيارة القرية القبطية فى بوسطن والتى كنت أقرأ عنها فى مجلة الكرازة وأشتاق لزيارتها .
 
نذكر أننا نكتب تاريخ قد كرسنا له حياتنا وربطنا به مصيرنا مع حفنة من العلماء المكرسين والشرفاء ’ هم فضلوا الصمت ’ لحسابات خاصة بهم نحاول أن نتفهمها ’ ونحن نطقنا لمصالح أمة عظيمة وشعب طيب الاعراق والحاح أباء وأخوة أفاضل نبذل جهد لنفهم أنينهم وأشواقهم ’ لما صارت الكلمة تحرق بطوننا مع أرمياء و لما صارت الينا هذه الكلمات من قبل الرب ’ نعم من قبل الرب لأننا كهنة الرب ولسنا كهنة مؤسسة !نحن مكرمون فى بيت ابونا السماوى (لوقا 15 )’ ولسنا عبيد نهان فى بيوت الأرض مهما كانت مسميات هذه البيوت والقاب ساكنيها !!!’نمسع صوت الرب قائلا: خذ لنفسك درج سفر واكتب فيه هذا كل هذا الكلام الذى كلمتك به ...لعلهم يسمعون ...فيرجعوا كل واحد عن طريقه الردئ فأغفر ذنوبهم وخطيتهم .(أرميا 36 ’1 -8). ولهذا سنستمر فى الكتابة لأنها لنا حياة وللاخرين رجاء ! لأننا لا نحمل بين ضلوعنا الا أقلامنا !
 
حينما لم تتم الزيارة الى مصر كما سبق وذكرنا فى مقلنا (بين صليب البابا كيرلس وصليب البابا شنودة) ’ اجتمع الاقباط ’ الشعب الراقى والخير والفهيم والصامت !(عندنا قرية فى بنى مزار كانت تبع خدمة المتنيح الانبا اثناسيوس بنى سويف اسمها (بنى صامت ) !’ اتلموا فى أثينا وألحوا على ضرورة مقابله قداسة البابا وأخذ بركته وتقديم الطاعة لانهم بيقولوا ! انهم بعتوا لك ما رحتش مصر ! بلاش مصر روح لسيدنا امريكا !وتفتق حبهم عن ضرورة الذهاب الى أمريكا ’ كدة مرة واحدة ’ للقاء قداسه فى الكرمة القبطية ببوسطن حيث يجتمع سنويا –شهر أغسطس - بكهنة أمريكا الأقباط . من أين لى بالمال والجهد للسفر الى أمريكا بعد أن أنقطع كل شئ ! قامت مجموعة من السيدات الكريمات المريمات والمرثاوات ومعهن رجالهن الأكابر وشباب الكنيسة ’ البعض رقد فى الرب والبعض يحيا مترجيا النهضة والعدل والحب فى كنيسة المسيح ’ لن نذكر اسماء حتى لا نضيع أجرهم السماوى ولأن هذا يحتاج الى كتاب وحده ! ودفعوا ثمن التذكرة الى أمريكا . سافرت ونزلت عند جناب القمص أغسطينوس حنا راع كنيسة القديس يوحنا فى كوفينا –ايبارشية لوس انجيلوس – كاليفورنيا ,Iولد عام 1935 ودرس القانون ومارس المحاماة 24 سنة فى مصر وكان خادم شبابا وواعظ ومفسر للكتاب ومدرس بالكليريكيات .(انصح الجميع فى امريكا او خارجا يفتح موقع ابونا اغسطينوس حنا على النت ويستمتع بالعظات والشروحات الرائعة والعظات النارية ! .
 
Father Augustinos Hanna ! Coptic Orthodox Diocese of Los Angelos CA.
فاتنا أن نقول ان زوجة القمض أغسطينوس السيدة الراقية الدكتورة مارسيل هى قريبة لقداسة البابا شنودة بالجسد . نزلت فى بيتهم العامر أهلا وقوبلت سهلا ’ كما يقول العرب ’ ولكى يكرمونىى أنزلوزنى فى الجناح الخاص بقداسة البابا شنودة كلما زارهم .وكنا نقضى المسيات نقرا الكتاب المقدس هم بالانجليزية وانا باليونانية ونتعزى جدا .
 
بذل الاب اغسطينوس الجهد الكثير ليهون عنى وتذكر كل قوة المحاماة وتبنى قضيتى أمام الرئلسات والكراسى (دا قرار غبى ! ) كان بيقول طالع داخل ! وأخذنى لزيارة الانبا صرابيون أيقف لوس انجيلوس فى مقره ’ وكان يصرخ (قرار خاطئ !) ’ استقلبنا الاسقف القبطى وقال (هو الانبا بيشوى مش ها يبطل يعمل لنا مشاكل ! ) اقترح عليه القمص اغسطينوس ان يشغلنى فى الفضائية (اللوغوس) أو أقوم بالتدريس فى الاكليريكية وان يحضر عائلته ! صمت الاسقف صمتا بليغا !!! خرجنا وكان الاب اغسطينوس يتفنن فى تسليتى وعزومتى على أجمل المطاعم ! بس فين النفس اللى تاكل . المهم جائنى اتصال من القمص زكريا بطرس وقال لى بالحرف (يا بطل كانت ها تيجى فى جت فيك ! وعزانى وشددنى ) . اثناء وجودى فى فيللا ابونا أغسطينوس اتصلت مدام مارسيل بقداسة البابا على الخاص وتكلم بصوت مسموع امامانا ( يا سيدنا ’ وتصوت ’ يا سيدنا ’ معقول يا سيدنا هو عمل ايه ابونا اثناسيوس دا حته بيقرا معانا كل ليلة الانجيل باليونانى وبيقول حاجات حلوة وهو بيحبك ! وكلام كثير مش وقته ! قفلت التليفون وقالت ها نروح لسيدنا فى الكرمة وكانت تتمنى بل وواثقة أن ينتهى الموضوع هناك واعود للخدمة !سيدنا برة مصر ولا يوجد ضغوط ومن السهل يحطنى فى اية كنيسة فى المهجر لحد ما الامور تتغير فى مصر ’ الكل كان واثق !!! قبل الكرمة تم تدبير لقاء لخدام وخادمات كنيسة ابونا اغسطينوس بكوفينا وقامت مدام مارسيل بعزومة ابونا زكريا بطرس وابونا مكارى (اللى كان بالصدفة فى امريكا ) الى البيت للاحتفاء بابونا اثاسيوس والصلاة معا ! حضر الاباء القمامصة زكريا بطرس و مكاري يونان ’ ونفاجأ بأن الدكتورة مارسيل دعت نص الكنيسة ! حتى ان ابونا اغسطينوس صرخ ! قالت فرصة الخدام ياخذوا بركة الاباء ويسمعوا كلمة منفعة ! وكانت رؤية ابونا زكريا بطرس حلم كبير ! قاموا بالصلاة وطلبوا منى الصلاة على الاكل ! قلت أنا مشلوح ! رد ابونا مكارى (سيبك من الكلام الفاضى دا بارك الاكل ) أطعت وصليت ومن ثم جلسنا لتأمل كتابى مع القمامصة أساطين الكتاب المقدس ’ فتح ابونا زكريا نص مناسب ! وصمت متأملا ! اتفضل يا ابونا ! بصيت لابونا اغسطينوس واوبونا مكارى ! ما هو رسميا ما فيش اباء غيرهم ! ! لقيته بيبصلى ! انت عالم فى الابائيات والكتاب واليونانى وعاوزين نسمعك ! نزلت دموعى !.أنتهى اللقاء بالترتيل والتهيليل والتسبيح والتضرع والشكر وتصوروا بقة لما يصلى ابونا زكريا وابونا مكارى وابونا اغسطينوس وكبار خدام الكنيسة ! وكل الصلاة مكرسة لأجل ان يعطى الرب لاثناسيوس نعمة فى عيون سيدنا البابا .
 
ذهبنا الى الكرمة بالسيارة وجمال هذه البلاد يحتاج لكتاب ! بس النفس اللى تتفرج ! ’ وهنا بيت القصيد ’ وسنذكر الاحداث كما هى للتاريخ وبلا أدنى نية للتعليق !وصلنا الى بوابة القرية ! استقبلنا الحرس الامريكى ! مش بنى أدمين عاديين ! ناطحات سحاب بشرية ! الاوراق الثبوتية ’ طلع ابونا اغسطينوس هويته الامريكية ’ طلعت انا جواز سفرى اليونانى ! الراجل الضابط بص فى اسمى ! وبص لنا وقال وكأنه فى فيلم ويسترن وكاوبوى ! 
 
Athanasios , Greece , NO
رد ابونا اغسطينوس (نو ليه يا عم بالانجليزى وبالنطق الامريكانى ) ! رد الضابط وهو يرمقنا بنظرة يبدوا فيها انه بدأ يفقد صبره ! عندنا أوامر أنه ما يدخلش ! من مين ! من جوة ! جوة كان قداسة البابا وسكرتاريته وكل الاباء كهنة أمريكا ! احنا وصلنا أخر ناس ! ابونا أغسطينوس طلع عليه المحامى وكأنه بيترافع فى قضية واثق من كسبها ! رفع ايده وقال للضابط قلهم جوة لو ما دخلت ابونا اثناسيوس بتاع اليونان ! انا كمان مش داخل وها نمشى ! ابونا القمص اغسطينوس مش اى قسيس مش بس عشان مراته قريبة بالجسد لقداسة البابا شنودة ! هو انسان باحث وعالم فى الكتاب المقدس وله مؤلفات وكتابات وصولات وجولات ومبشر كبير والجميع يدين له كل الاحترام . المهم الضابط الامريكى طلع من جنبه تليفون لاسلكى ’ يليق بحجمه ’ وطلب جوة (بيننا احنا اللى برة وهم اللى جوة 10 متر !!! ) . وصلت الرسالة ! نسيت اقول أن ابونا اغسطينوس سأله مين قال ان ابونا ما يدخلش ؟ رد الضابط الاسقف سكرتارية قداسة البابا ! مين يعنى من السكرتارية ؟ الاسقف ارميا . وهنا قاله ابونا اغسطيوس قول للاسقف ارميا لو ما دخلتش مع ابونا بتاع الجريس ! جرسونا قدام الامريكان !!! مش داخل وها احمله المسئولية ! والموقف سخن والضابط الامريكى اتكهرب ! مبن دا اللى بيهدد ويتوعد !بعد شوية قال الضابط لابونا اغسطينوس ردوا علينا جوة وقداسة البابا بيقول انه ابونا اثناسيوس بتاع الجريس يدخل ويقعد فى الأخر وما يتكلمش !!! دخلت ومشيه ورا ابونا اغسطينوس وسلمنا على سيدنا البابا ’ وما أتكلمتش حتى مع اللى جبنى لأنه كان خايف يكلمنى!!! وابونا أغسطينوس قعد قدام وبعد الاجتماع قعد ابونا أغسطينوس مع سيدنا حوالى ربع ساعة أو أكثر عشانى بس وربع ساعة فى اجتماع كهنة المهجر وعددهم يفوق المائة وكل واحد عاوز يقعد مع سيدنا حكاية ! ! وطلع متفائل والموضوع ها يتحل ! قال سيدنا قاله ( أنا ها أرجعه !). الشئ اللافت أن معظم الاباء المجتمعون الشيوخ منهم أبائى والأصغر أصدقائى ووالشباب تلاميذى ولم يتحرك منهم أحد لا للسلام على ولا للكلام معى ! 
 
غادرنا الكرمة وتوقفنا عند مطعم صينى فخم وهذا منظر عادى فى امريكا ’ وبالغ ابونا اغسيطنوس فى الكرم ! بس فين النفس اللى تاكل ! عدنا الى البيت وأعتكفت فى قلاية قداسة البابا أقراء فى مكتبة ابونا أغسطينوس الغنية وأكتب تأملات وأقضى الليل سهران وخاصة أن فيللا القمص أغسطينوس تقع على وادى أخضر وكأنك فى الفردوس . جأئنى اتصالات تيلفونية كثيرة من كهنة وعلمانييين من أمريكا وكندا واليونان . وبذل الاستاذ مجدى خليل مجهود كبير معى أذا استضافنى فى بيته بواشنطن وحضرت معه لقاء للهيئية القبطية الامريكية ’ وعلى عكس ما يظن الكثيرون ’ هؤلاء الاقباط المهاجرون ! عشاق لمصر ! ولكنه عشق حر ’ واع ’مفكر ’فاحص صريح وناقد وله رأى وليس عشق عبيد ’ نفساني ’ جاهل ’ أخرس ’ منافق ’ وناقم ومتملق ! وأكد لى مجدى خليل بأن علاقاته بقداسة البابا شنودة جيدة وهو كلمه وقال ها أرجعه ! 
 
أجمل لقاء وهو مسك الختام لرحلة أمريكا ’ كان مع الدكتور الظريف واللطيف والمرح والصديق الألصق من الأخ د.مجدى اسحق عالم النفس المسيحى وهو ’ لمن لا يعرف ابن كاهن ’ لهذا يفهم فى مهمة الكهنة وصعوباتها وصديق شخصى للجميع بلا استثناء . أعتاد أن يزو أمريكا للخدمة والاستجمام ! جاء ’ لأجلى ’ خصيصا الى بيت ابونا اغسطينوس وتحدثنا فى كل شئ وقال الموضوع ما يستاهلش انا كلمت الابنا موسى وهو قالى خلى ابونا اثناسيوس يكتب رسالة اعتذار وتوبة لقداسة البابا وهو ’ اى الانبا موسى ها يوصلها يدا بيد لسيدنا ! قعدنا فى الفراندة فى بيت ابونا اغسطينوس ’ فى طراوة أغسطس ’ ولما لاحظ مجدى انى لا اقدر ان اكتب أو افكر ’ أخذ على عاتقه المهمخة ’ وجاب مجدى دفتر ور ق وواقلام وقعدنى جنبه ’ زى التلميذ ’ وسهل علينا كلنا المهمة ابتسامته الجميلة وطيابة قلبه وعلمه بالنفوس ودواخلها ومخارجها ’! وقعد يكتب ويشطب ويقطع الورقة ويشطب ويقطع الورقة ويحط القاب وسجدات واعتذارت واستعداد لبوس الايادى والرجلين كمان !بعد ما انهى أخر نسخة وأخذ موافقة ابونا أغسطينوس حنا ومش فاكر اذا كانت الدكتورة مارسيل كانت معانا او راحت تحضر فطور أمريكى فخم . بس هى وافقت على الرسالة وقالت انا عارفة سيدنا حنين ومش ها يسكت ! أمضى يا ابونا مضيت ! (الجواب يتاع مجدى عندى ! بس مش لاقيه فى اوراقى الكثيرة نخليه للكتاب اذا اراد الرب وعشنا ! رسالة رائعة فى الاحترام والخشوع والخضوع والتوبة وأنا قاعد جنبه خلصت نص مخزون الكلينيكس بتاع مدام مارسيل على مسح الدموع ! يمكن لو كنت من مساحين الجوخ ! كنت وفرت الكلينيكس !!! ووصل الجواب مصر وعدنا اثينا ونحن ننتتظر !!!’ الى أن غير الرب الأزمنة والأوقات فى المحروسة ولهذا مقام أخر . بخرستوس أنستى .المسيح قام .