أكدت وكالة "رويترز" أن زحف الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس أصبح مفاجأة حتى لحلفاء قائده المشير خليفة حفتر في العالم، وأظهر فشل الغرب في ثني حفتر عن هذه الخطوة.

 
ونقلت الوكالة في تقرير نشرته اليوم الأربعاء عن مصدرين مطلعين قولهما إن دبلوماسيين غربيين عقدوا الشهر الماضي، قبل نحو أسبوعين من بدء الجيش الوطني التقدم نحو العاصمة، اجتماعا مع حفتر في قاعدته قرب بنغازي، في محاولة لإقناعه بعدم شن هجوم ضد حكومة الوفاق المعترف بها دوليا التي تتخذ من طرابلس مقرا لها وعدم جر البلاد إلى حرب أهلية جديدة.
 
وتابع المصدران أن الدبلوماسيين قالوا لحفتر إنه قد يكون زعيما مدنيا ناجحا إذا التزم بإطلاق تسوية سياسية، إلا أن قائد الجيش الوطني لم يعر اهتاما كبيرا إلى هذه الوعود وشدد على أنه مستعد للتفاوض مع رئيس المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق، فايز السراج، لكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق "تقاسم السلطة" فإنه سيفرض السيطرة على العاصمة بالقوة.
 
كما أكدت أربعة مصادر دبلوماسية منفصلة أن دبلوماسيين غربيين ومسؤولين أمميين آخرين جاؤوا خلال الأسابيع السابقة لهذا الاجتماع في قاعدة حفتر بدعوات إلى "ضبط النفس".
 
وفي مؤشر على عدم امتلاك الغرب والأمم المتحدة أي سيطرة على الوضع حول طرابلس، أشارت المصادر الدبلوماسية الأربعة إلى أن مسؤولين أمميين وغربيين أجروا قبيل بدء التصعيد اتصالات يومية مع قاعدة حفتر لبحث تنظيم "الملتقى الوطني الجامع"، دون علم نوايا قائد الجيش الوطني الليبي.
 
وأشارت وكالة رويترز إلى أن زحف قوات حفتر على طرابلس أصبح مفاجأة ليس فقط للقوى الغربية مثل فرنسا وإيطاليا وبريطانيا، التي حاولت إشراك المشير في التسوية السياسية على مدى سنين، بل وأيضا للإمارات ومصر، أكبر دولتين داعمتين له في المنطقة.
 
وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن باريس لم تتلق أي أخبار حول بدء قوات حفتر هجومها على طرابلس.
 
ولم يصدق بعض المسؤولين حتى النهاية أن حفتر أقدم في الواقع على بدء الهجوم، إذا قال مسؤول أممي لـ"رويترز" لدى ظهور أول قوات للجيش الوطني جنوبي العاصمة إن ذلك "مجرد لعبة نفسية".
 
وأشارت الوكالة إلى أن بعض الدبلوماسيين الغربيين الذين التقوا حفتر مرارا وأقنعوا حكوماتهم بصرف النظر عن تعليقاته شديدة اللهجة، بما فيها أن "ليبيا ليست مستعدة للديمقراطية"، يشعرون حاليا بخيبة الأمل، وقال أحدهم: "أمضيت في الاتصال مع حفتر قرابة عامين، وإذا لم يعقد المؤتمر الوطني الليبي العام فإن هذه الجهود تكون قد فشلت".