سحر الجعارة
قبل أن يخدعك تعبير «مفكر إسلامى» فتِّش أولاً عن أخلاقيات هذا الشخص، عن انتماءاته السياسية.. بل فتش عن ميوله الجنسية التى اتضح أنها «سادية» فى تحقيقات القضاء الفرنسى مع حفيد «حسن البنا» مؤسس جماعة «الإخوان» الإرهابية: «طارق رمضان»!.

نعود إلى تفاصيل القضية التى فجرتها اتهامات الناشطة الفرنسية «هند عيارى»، حين اتهمت «رمضان، 56 سنة» باغتصابها والاعتداء عليها جنسياً، فانهار سيناريو «الداعية الورع».. وتحول العنوان إلى «عنتيل عائلة حسن البنا»، بعدما تقدمت بشكوى إلى النيابة العامة بمدينة روان الفرنسية، وهو ما أعاد إلى الأذهان فضيحة التحرش التى غيرت مشهد جماعة الإخوان بمركزها الأم (مصر) قبل 72 عاماً، إثر توجيه نساء الجماعة شكاوى ضد صهر حسن البنا (زوج شقيقته)، والسكرتير العام لجماعة الإخوان المسلمين «عبدالحكيم عابدين».. وكأنها عائلة متحرشة بالفطرة، لم تكن لتهدأ إلا بالتهام مصر وجعل نسائها جميعهن «سبايا فى بلاط المرشد»!.

حاول «رمضان» التنصل من التهم المتلاحقة، بعد أن ظهرت نساء أخريات فى فرنسا وسويسرا وبلجيكا، وأصيب الكثير من المسلمين فى أوروبا بالصدمة، فقد كان «رمضان» يحظى بمكانة خاصة بين جيل الشباب المسلمين فى أوروبا.. وأثناء التحقيقات ادعى «رمضان» أنه قام بممارسة «الإغواء الجنسى» فقط مع ضحيته الثانية «كريستيل» التى تعانى من إعاقة فى «الساقين».. ثم اعترف أمام قاضى التحقيق بإقامته علاقات جنسية بـ«التراضى» مع المدعيتين الرئيسيتين عليه بتهمة الاغتصاب.. بعدما كشفت جهات التحقيق عن 399 رسالة نصية بين «رمضان وكريستيل»، مما أثبت وجود علاقة وثيقة بين الطرفين.. وتحدث «رمضان» فى الرسالة، قبل اللقاء الوحيد الذى جمعه بـ«كريستيل» عن أوهامه الجنسية العنيفة والاستبدادية، التى تتفق مع الوصف الأولى للحقائق من قبل صاحبة الشكوى التى تحدثت عن الصفعات واللكمات وشد الشعر والإذلال.

وبعد يوم من لقائهما الوحيد، أرسل «طارق» رسالة نصية قال فيها «شعرت بالحرج.. آسف على العنف»!!.. فكيف أن تصل الدناءة بشخص يدعى أنه مفكر إسلامى لاغتصاب امرأة تبلغ من العمر 42 عاماً ومعاقة بعد أن أسلمت؟!.

وكيف كان يعمل أستاذاً فى الفكر الإسلامى ومحاضراً فى جامعة «أوكسفورد» أعرق جامعات بريطانيا وجامعة فرايبورج بألمانيا، ويعتبرونه أحد القيادات الإسلامية فى أوروبا.. وبالقطع كان مديراً لمركز دراسات التشريع الإسلامى والأخلاق فى «قطر».. وهو المنصب الذى يسهل له خدمة جماعة «الإخوان» وتولى مسئولية نقل الأموال أو غسيلها.

فقد نشر الموقع الإخبارى لإذاعة «مونت كارلو» الفرنسية تقريراً كشف فيه عن تلقى الإخوانى «طارق رمضان» مكافآت سخية من النظام القطرى لتمويل مشاريع متعلقة بنشر فكر الإخوان.. وبحسب المذكرة التى نشرتها وكالة Tracfin الرسمية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية والمتخصصة بمكافحة الاحتيال المالى وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، فإن «رمضان» عمل بصفة «مستشار» مع قطر وكان يتلقى أموالاً تدفعها «مؤسسة قطر» وهى إحدى القنوات التى تسمح للدوحة بتمويل مشاريع مختلفة فى جميع أنحاء العالم.

وفى كتاب نُشر فى 4 أبريل 2019 بعنوان «أوراق قطر.. كيف تمول الإمارة إسلام فرنسا وأوروبا»، تحدث الصحفيان (كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو) عن المكافآت التى تلقاها «رمضان»، وكشفا عن التمويل الذى قدمته قطر لمؤسسات ومشاريع بناء المساجد المرتبطة بشبكة الإخوان المسلمين فى أوروبا.

الفضيحة -إذاً- ليست فى عمليات الاغتصاب المتكررة التى نفذ فيها نفس السيناريو فى استدراج مريداته ممن اعتنقن الإسلام، ولا فى تهديد المشتكيات له، ولا فى الـ776 صورة إباحية وجنسية التى وجدوها على مختلف وسائط حفظ الوثائق المملوكة له.. الفضيحة فى عباءة «المفكر الإسلامى» التى بررت لرجل مريض بالسادية أن ينتهك أعراض النساء باعتبارهن «ملك يمينه».. وأن يضع نفسه فى خدمة دولة معادية لبلده باسم «شرعية مرسى»، وأن يصبح ذراعاً سياسية ودبلوماسية للجماعة الإرهابية فى أوروبا والعالم، (بحكم ميلاده فى سويسرا وحصوله على الدكتوراه فى اللغة العربية والدراسات الإسلامية من جامعة جنيف وتدريبه فى جامعه الأزهر)، مما يؤهله لنشر أفكار جماعة الإخوان والتحريض ضد بلاده، والحث على العنف الذى يمارسه حتى فى الفراش!.

بحسب صحيفة «ليبراسيون» فقد تم الإفراج عن «رمضان» بكفالة قدرها 300 ألف يورو، وفُرض عليه تسليم جواز سفره وإثبات وجوده فى مركز للشرطة مرة كل أسبوع.. لكنه ارتدى قناع «التقية» وكتب على الفيس بوك محاولاً استقطاب المغيبين مرة أخرى من أتباعه بادعاء أنه سُجن لأسباب سياسية.. وبالقطع مريدوه من مرتزقة الإخوان، وأقل واحد منهم يعمل فى اللجان الإلكترونية، سوف يستمرون فى التعاطف معه.

إنها عملية «اغتصاب العقول» وحشوها بآراء عملاء قطر، قبل أن تكون اغتصاب الأعراض.. إنها بلاهة من يصدق مصطلحات: «رجل دين أو عالم أو مفتى أو مفكر إسلامى».. فهؤلاء يعانون «متلازمة ستوكهولم».. يعشقون الفاشية الدينية والاستبداد السياسى والاستعباد الجنسى!!.
نقلا عن الوطن