محمد أمين
إنها ملكة الإحساس وصانعة البهجة ماجدة الرومى.. تستحق أن تصفها بأنها سفيرة الإنسانية، ورسول المحبة فعلاً، فلا هى تابعة للأمم المتحدة، ولا جامعة الدول العربية، لكنها تقيم حفلاتها بإيمان شديد بالعمل الخيرى لصالح البسطاء.. حضرتُ بدعوة كريمة من المستشار أمير رمزى، رئيس مؤسسة راعى مصر، وقد حرّضنى على أن أرافقه فى جولاته بالصعيد!.

فقبل أن تحيى ماجدة الرومى حفل كايرو فستيفال، كانت قد ذهبت إلى الصعيد وبقيت ليلتين فى قرية أرمنت الحيط بالأقصر، وراحت تمسح دموع الغلابة، وتقبل أيدى السيدات وكبار السن، وتحتض الأطفال والفتيات فى حالة بديعة لا يمكن وصفها، حتى انهالت منا الدموع ونحن نشاهد الفيديو.. وقالت إنها لن تكون المرة الأخيرة، لكنها ستكون البداية لأعمال أخرى!.

أعرف أن الذين جاءوا فى ليلة باردة جدا، جاءوا من أجل أمرين اثنين.. الأول: ليستمتعوا بغناء الرائعة ماجدة الرومى عاشقة مصر وناسها ونيلها وأهرامها وجيشها.. الثانى: لكى يكون حضورهم نوعًا من التبرع لمؤسسة خيرية دخلت الخدمة مؤخراً، وتستهدف رعاية البسطاء وتوفير الخدمة العلاجية لهم.. وقد كان وتحقق الأمران، وعشنا ليلة من أجمل الليالى!.

فهى ليلة بامتياز فى حب مصر والمصريين.. فقد بدأت وقائع الحفل بالسلام الوطنى، وانتهت بأغنية «أحلف بسماها وبترابها».. وهنا وقف جمهور الحفل ليصفق لماجدة الرومى، التى انحنت تقبل علم مصر، والدموع تغالب الحاضرين.. وتذكرت حفلات أم كلثوم من أجل دعم المجهود الحربى.. فقد كانت تجوب الأقطار العربية وتقدم ريع حفلاتها لخدمة جيش مصر العظيم!.

ومما قاله أمير رمزى «إن فلسفة العمل فى المؤسسة قائمة على (4 h) وهى السكن، والصحة وفرص العمل وتغيير الثقافة بالتعليم».. ومعناه أنه سيتحرك فى الصعيد كمؤسسة تعرف مشروعها.. مهم أن نعيد ثقافة العمل الخيرى، ومهم أن نشجع العمل الأهلى.. وأن يكون الفنانون فى طليعة هذا العمل الإنسانى.. فالعمل الخيرى كما يعرفه الأمريكان هو الاستثمار الجديد!.

سعدتُ للغاية بأغانى ماجدة، وتوقفت أمام كلماتها، كأنى أسمعها لأول مرة.. وتذكرت الفنانة الكبيرة سميرة سعيد، وهى تغنى لأطفال مستشفى السرطان 57357، والتى تقول فيها «خليك دايمًا وش الخير».. تستحث الناس أن يتبرعوا للمرضى، وتشجعهم أن يزوروهم ليخففوا عنهم ويلعبوا معهم، وتذكرت دور الفنانين الشباب تامر حسنى، ومحمد رمضان، وحمادة هلال!.

وأخيراً، كان من إيجابيات هذا الحفل أن الفنانة الهام شاهين تشجعت، وقالت «خدونا معاكم».. هناك كثيرون تأخذهم الدنيا، وهذه فرصة لكى يخرج الإنسان الكامن فينا.. ربما تأخذ معها فريقًا كبيرًا من أصدقائها.. افتحوا الأبواب لهؤلاء، ادعموا خطواتهم لبناء مصر، ولا تحبطوهم!.
نقلا عن المصرى اليوم