بقلم إبرام رفعت
تاريخيا : قاد الملك المصري القديم "أحمس " المصريين في معركة "التحرير " ضد الهكسوس تلك القبائل التي غزت البلاد وأحتلتها قرابة المائة عام ؛ وعندما قررت مصر إن تستند لحقها في إستعادة أرضها كان الدور علي الملك أحمس الذي وقع عليهم فشتت شملهم وفرق جمعهم وظل يطاردهم حتي قطع دابرهم عند حدود فلسطين ، وعاد متوجا في مواكب النصر وآخذ تاج العلاء في مفرق الشرق يزهو ويلمع مجددا علي رؤوس المصريين .
 
في السنوات الماضية تعرض المجتمع المصري لغزوا خطير لم يكن عسكريا هذة المرة و إنما كان غزوا فكريا وثقافيا أثر سلبيا علي الهوية والأيدلوجية المصرية ، تلك الهوية التي كانت قاب قوسين أو آدني من أن تتغير نهائيا عندما وصل تيار متشدد الفكر لسدة الحكم في غفلة من الزمن .
 
كرد فعلا طبيعيا لهذة الغزو انقسم المجتمع إلي فريقين فريق لازال يرتع في بحور الظلام والجاهلية الفكرية نتيجة تناولة الأفكار المسمومة التي دست له ؛ والفريق الآخر لازال يمكث علي شاطئ الحيرة نتيجة للأرتباك والتيه العقلي الذي حدث له نتيجة تجريف العقل المصري ..
 
معركة الوعي هي الطريق والدليل بنا إلي المستقبل فاذا لم نخط نحوها فإن المجتمع سيصبح في القريب ذكري غير مأسوف عليها ، لأن المصريون يبدو أنهم لايعرفون ولا يدرون مدي عمق الهوة التي سقطت فيها البلاد نتيجة هذا الفكر " هوة التبعية والأستعمار الفكري " ..
 
قديما : قاد أحمس "الأجداد" في معركة تحرير البلاد فمتي ينتفض "الأحفاد" لكي يقودوا بلادهم في معركة تحرير العقول ؛ من أجل إيقاظ فكرها واستعادة وعيها وأزالة ليلها الذي لايزال ليلا أكثر من اللازم وكي مايتحقق هذا لابد إن تكون نقطة البدء من عند المصريين أنفسهم وذلك عملا بكلمات جيفارا "الشعوب وحدها من تحرر نفسها " وذلك لأنة أثناء بحثنا كمجتمع بشري عن سبل التعايش السلمي يجب إن نضع نصب أعيننا " المشترك الإنساني "كاأولوية لحل كافة الصراعات والتناحرات الناتجة عن الأختلافات الفكرية