"القط" يكشف خطوات تعليم الأبناء التسامح.. وعلى رأسها المشاركة في الطعام واللعب

كتب - نعيم يوسف
 
التعامل مع العصبيين
قال الدكتور نبيل القط، استشاري الطب النفسي، إنه عندما نتعامل مع شخص عصبي، لا يجب أن نقول له "أنت عصبي"، ولا "اهدى"، ولكن يجب التحاور معه بأن نقول له: "عايز نعمل إية؟؟ تحب نحل المشكلة إزاي؟"، مشددًا على أهمية حل الأمور بشكل مباشر وعدم شخصنة الأمور.
 
وأضاف "القط"، في لقاء مع برنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا"، المذاع على قناة "سي بي سي" الفضائية، أن الشخص يجب أن يسأل نفسه: لماذا هذا الشخص وصل إلى هذا الأمر؟، لافتا إلى أن هذا السؤال يجعلنا ندخل في دائرة التعاطف مع الشخص الآخر، وذلك بدلا من عدم التقبل والتفهم.
 
رفض الآخر
وتابع استشاري الطب النفسي، أن هناك رفض كبير لتقبل وجهة النظر الأخرى، موضحا أن الفقر له علاقة بالتعصب وتقبل الآخر، مشيرا إلى أن الشخص عندما تكون حالته المادية مرتاحة يكون أكثر تقبلا للآخرين، وأيضا المجتمعات المنغلقة والمقفولة ترفض الآخر، والأسر المغلقة على نفسها لا تستطيع تنفتح على الآخر، بالإضافة إلى التربية سواء في المدرسة أو غيرها.
 
حالة من الغضب
وكشف أن حالة الغضب والعصبية الشديدة التي مرت بها البلد خلال العشر سنوات الماضية، أثرت بشكل كبير في الصراع والرفض للأخر، وأصبحت الناس "مش قادرة تستحمل بعض".
 
تأسيس ثقافة التسامح
ولفت إلى أنه لم يحدث تربية وتأسيس لثقافة تقبل وتسامح في البيوت والمنازل باعتبار أننا شعب متسامح بالطبيعة، مشيرا إلى أن أوروبا عانت كثيرًا من الحروب والصراع، ولذلك وضعوا قوانين وقواعد للتسامح وتقبل الآخر، ولكننا لأننا شعب واحد منذ آلاف السنين، ولم يحدث بيننا صراع، أهملنا جانب تربية الناس على تقبل الآخر، ونحتاج في الفترة الأخيرة تأسيس هذه الثقافة.
 
النموذج الألماني.. مقابل المصري
وأشار إلى أنه عندما ذهب اللاجئون السوريون إلى ألمانيا في الفترة الأخيرة، كانت التعليمات مكتوبة في عربات المترو بالألماني والإنجليزي، فقامت السلطات الألمانية بكتابة الإرشادات باللغة العربية وهذا تسامح وتقبل للآخر، مشددًا على أن الشعب المصري شعب واحد طوال آلاف السنين ولذلك كنا مطمئنين، ولكن الآن أصبح هناك ضرورة لترسيخ هذه الثقافة.
 
تعليم التسامح
وكشف أنه لكي نتعلم التسامح، فهناك عدة مستويات، ويجب علينا أن نعلم الأطفال المشاركة، في اللعب والحوار والأكل والكلام، وعندما يتعرض الطفل للضرب نقول له: "روح اشتكي"، بدلا من أن نقول "اللي يضربك اضربه"، وجزء أساسي أن نستقبل الآخرون المختلفون عنا في منازلنا، وأن ما تعلموه ليس هو الأمر الوحيد الصحيح، ومن البداية يجب أن نعودهم على المشاركة.