حمدى رزق
الندوة التى نظمها معهد «هادسون» الأمريكى على هامش مؤتمر «لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية» «إيباك» فى واشنطن، الأسبوع الماضى، كشفت أوراقًا خطيرة حول الدور القطرى «المشبوه» فى دعم جماعة الإخوان الإرهابية فى أوروبا، وتحديدًا فى فرنسا، وهو ما يستوجب التوقف أمامه، وتبين أهدافه ومراميه، لاسيما أن الجماعة الإرهابية تستهدف القاهرة أولًا وأخيرًا، وتمددها فى أوروبا بدعم قطرى يعكس سلبيًا على العلاقات المصرية - الأوروبية، وبالأخص العلاقات المصرية - الفرنسية.
 
وعلى طريقة شهد شاهد من أهلها، استمع المشاركون- حسبما أفادت وكالة الصحافة الأوروبية باللغة العربية، إلى شهادة مهمة ألقاها حسن شلجومى، رئيس منتدى أئمة فرنسا، والذى سلط الضوء فيها على ما تقوم به «الدوحة» من عمليات تمويل موسعة للمساجد التى تمتلكها التنظيمات الإخوانية فى عموم فرنسا.
 
شهادة «شلجومى» خطيرة، وتفضح الدوحة، وتعرى مخططات أميرها تميم الذى ينكر ويتخفى دومًا من اتهامات بدعم الجماعة الإرهابية، ونقتطف من شهادة «شلجومى» سطورًا للتدليل على الممارسات القطرية الخطيرة فى دعم الجماعة الإرهابية، ومد عناصرها بسبل البقاء والتغلغل فى أوساط الجاليات المسلمة فى أوروبا، وأخونتها إن شئنا الدقة لتكون احتياطيًا استراتيجيًا لمخطط الإخوان، الذى عادة ما ينطلق فى أوروبا وينتهى فى مصر، باعتبارها القاعدة التى انطلقت منها الجماعة قبل أن تسقط فى القاهرة فى 30 يونيو.
 
يقول «شلجومى» إن التغلغل القطرى وسط نسيج الجالية المسلمة الواسعة فى فرنسا انطلق من المصليات والمساجد الصغيرة، ليصل اليوم إلى مساجد كبيرة، متسائلًا ما هدف الدوحة من هذه الخطة الجديدة فى فرنسا؟
 
ويصرح، قطر اليوم منهمكة فى شراء النفوذ وسط الجاليات المسلمة والعربية فى فرنسا، التمويل الكبير للمساجد أكيد مرتبط بشروط وأهداف، معلنًا أيضًا أن قطر تساهم سنويًا بنحو 10 ملايين يورو فى دعم الإخوان لإقامة أكبر تجمع سنوى لهم فى أوروبا فى معرض «البورجيه».
 
وحذر رئيس منتدى أئمة فرنسا، من أن النظام القطرى يتخذ من مسألة تبرعه ماليًا للمساجد الفرنسية وبسخاء كبير ستارًا لتمويل الإرهاب فى هذا البلد الذى شهد هجمات إرهابية مروعة خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن النشاط القطرى فى فرنسا يثير القلق على استقرار الديمقراطيات الأوروبية برمتها.
 
وأوضح «شلجومى» أن قطر وطيلة السنوات الماضية كانت الداعم الأول ماليًا للتنظيمات الإخوانية فى فرنسا وأوربا، مطالبًا بالتحقيق فى الدور المشبوه، الذى تمارسه مؤسسة «قطر الخيرية» فى المساجد الفرنسية وتمويل مسلمى فرنسا، مؤكدًا أنه بفضل المال القطرى سيطر تنظيم اتحاد المسلمين الإخوانى فى فرنسا، والذى غير اسمه إلى تنظيم «مسلمى فرنسا» على الشأن الدينى للمسلمين عبر التراب الفرنسى.
 
هذا طرف من شهادة شلجومى، وتهمنا فى مصر من زاوية استمرارية التمويل القطرى للإخوان فى أوروبا، وهى أحد تحديات السياسة الخارجية المصرية، ولنتذكر أن ما من زيارة للرئيس السيسى إلى أوروبا إلا وكان فى انتظاره مجموعات من المرتزقة الإخوان ليشوشوا على الزيارة، وإحصاء التظاهرات والوقفات الإخوانية فى أوروبا ضد كل تحرك مصرى خارجى يدلل على حجم الدعم المالى، الذى تلقته الجماعة الإرهابية ومنتسبوها على الأراضى الأوروبية من الدوحة القطرية.
 
ما كشف عنه «شلجومى» من موقعه كرئيس منتدى أئمة فرنسا خطير، فتركيز الإخوان بدعم قطرى ينصب على المساجد، حيث تتجمع الجاليات المسلمة، وهذا يتم تشهيله وتجييره ضد المصالح المصرية فى أوروبا، كما هو الحال فى الولايات المتحدة الأمريكية، ما نواجهه خطيرًا وسيزداد خطورة القترة المقبلة، وهذا يتطلب تحركًا مصريًا مدروسًا لمواجهة هذا التحرك القطرى - الإخوانى الذى يضع نصب عينيه ضرب المصالح المصرية خارجيًا.
نقلا عن اليوم السابع