في مثل هذا اليوم 2 ابريل 1885م..

سامح جميل

في مثل هذا اليوم ولد أحمد حسن الزيات أحد كبار رجال النهضة الثقافية في مصر والعالم العربي ومؤسس مجلة الرسالة.
 
اختير عضوا في المجامع اللغوية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، وحاز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1962 م في مصر...
 
ولد الزيات في قرية كفر دميرة القديم التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية بمصر في 2 إبريل 1885 م، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، تعمل بالزراعة. تلقى تعليمه في كتاب القرية، فحفظ القرآن وتعلم القراءة والكتابة، ثم أرسل إلى أحد العلماء في القرية المجاورة ليتعلم القراءات السبع وأجادها في سنة واحدة.التحق الزيات بالجامع الأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وظل فيه عشر سنوات، وتلقى في أثنائها علوم الدين واللغة العربية، إلا أنه كان يفضل الأدب فتعلق بدروس الشيخ سيد علي المرصفي الذي كان يدرس الأدب في الأزهر، كما حضر شرح المعلقات للشيخ محمد محمود الشنقيطي، أحد أعلام اللغة العربية البارزين آنذاك.
 
اتصل بطه حسين، ومحمود حسن الزناتي، وكانوا يقضون أوقاتا طويلة في دار الكتب المصرية لمطالعة عيون الأدب العربي، ودواوين فحول الشعراء. ولكن لم يكمل الزيات دراسته بالأزهر وإنما التحق بالجامعة الأهلية فكان يدرس بها مساء ويعمل صباحا بالتدريس في المدارس الأهلية.
 
والتقى الزيات في عمله بالعديد من رجال الفكر والأدب في عصر النهضة، مثل: العقاد، والمازني، وأحمد زكي، ومحمد فريد أبو حديد. ولقد اختير من قبل الجامعة الأمريكية بالقاهرة رئيسا للقسم العربي بها في عام 1922 م بعد عودة الزيات من بغداد عام 1933 م ترك التدريس، وانتقل للصحافة والتأليف.
وفي 15 يناير1933 م قام بإصدار مجلة الرسالة، التي صار لها أثرا قويا على الحركة الثقافية الأدبية في مصر.
 
استمر صدور "الرسالة" نحوا من عشرين عاماً، وكانت مدرسة أدبية ومجالاً لظهور كتاب وشعراء من الجيل الجديد بنوا شهرتهم على صفحاتها. وقد أصدر الزيات بعد ذلك مجلة أخرى اسمها "الرواية" وكانت تختص بالقصة القصيرة أو الرواية المطولة تنشرها مسلسلة، واستمر صدورها عامين وكتب فيها كبار القصصيين، كما كانت تشجع القصصيين الشبان وبينهم كاتب ناشئ هو الأديب نجيب محفوظ، وكانت أول قصة نشرها بعنوان "ثمن الزوجة"، ثم أدمجت "الرواية" بالرسالة وأخيراً اضطر الزيات إلى التوقف عن إصدار "الرسالة الرواية" بسبب الظروف الاقتصادية، وتولى رئاسة مجلة الأزهر.
 
ولما أممت الصحافة في مصر، حاولت وزارة الإرشاد القومي إحياء "الرسالة" وعينت الزيات رئيساً لتحريرها مرة أخرى، ولكن المحاولة لم تنجح لأن الزمن كان قد تغير، وأذواق القراء قد تطورت، والصحافة اتجهت وجهات جديدة، فلم يكتب للرسالة أن تستعيد مكانتها السابقة أو تجدد مجدها القديم، وتوقفت مرة أخرى بعد بضعة أعداد، وكان صدورها في مرحلتها الثانية دليلاً صارخاً على أن الصحافة لا يمكن أن تكون جزءا من الجهاز الحكومي، ولا تعيش إلا في جو الحرية وهوائها الطلق.
 
عد الزيات صاحب أسلوب خاص في الكتابة، وهو أحد أربعة عُرف كل منهم بأسلوبه المتميز وطريقته الخاصة في الصياغة والتعبير، والثلاثة الآخرون هم: مصطفى صادق الرافعي، وطه حسين، والعقاد، ويقارن أحد الباحثين بينه وبين العقاد وطه حسين، فيقول: «والزيات أقوى الثلاثة أسلوبا، وأوضحهم بيانا، وأوجزهم مقالة، وأنقاهم لفظا، يُعْنى بالكلمة المهندسة، والجملة المزدوجة، وعند الكثرة الكاثرة هو أكتب كتابنا في عصرنا»
توفى الزيات فى 12 مايو 1968..
 
مؤلفاته:
1-تاريخ الأدب العربي
2-في أصول الأدب
3-دفاع عن البلاغة
4-وحي الرسالة - وجمع فيه مقالاته وأبحاثه في مجلة الرسالة....!!